Bouallala112@gmail.com
قالت العرب:من قل طعمه فهم وأفهم وصفا ورق
ولعل ذلك هو حكمة من حكم شهر رمضان المبارك ،هو مساحة للإحساس بحرمان الآخرين وبحاجاتهم إلى فطرة الأكل والشرب..فالجوع لم يسن علينا لغاية الجوع،والظمأ لم يفرض علينا لغاية الظمأ لكن فرضا علينا لمغزى اللين والرقة والعطف.. وفرضا علينا من أجل إدراك معاناة الجوعى في بلاد المسلمين في سائر الأماكن والأزمان من سراييفو إلى مقديشيو ومن الرباط إلى جاكرطا….
رمضان المبارك سمي أيضا بشهر المواساة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان أجود فيه بالخير من الريح المرسلة…فيه يعطف الفؤاد ويشفى مرضى الشح بدواء المن والعطاء…
ميهاق..رسالة بليغة وهدية عميقة لغلاظ القلوب..هو نموذج للمسلم الصومالي الذي غالبته الطبيعة والإيديولوجيا..ظهر بصورة مؤلمة وقاسية فكما يقول المثل /الفقر والوجه البشع لايمكن إخفاؤهما//..هو جزء من ثلاثة ملايين صومالي يتربص بهم بضراوة الجوع الكاسر..
فقد حضيت صورته بمتابعة ملايير البشر على الصعيد العالمي ،إذ تظهر عيناه كبيرتين وبارزتين وكأنهما يقولا للعالم الإسلامي…
أنا ميهاق..
عيناي جحظتا من الجوع
وأنت تنام
ملئ جفونك..من التملق
و العبث والخنوع
هذا الطفل /رمز البؤس والعار …بدل أن يقتات من أموال المسلمين الطائلة رمت به الأقدار في يد اللجنة الدولية للإنقاذ…وكأن بلاد حاتم الطائي نبعها الأسود والمتعدد الألوان جف.. و لم تعد تجود بجواد واحد…فكيف يا إخواننا في الصومال سيكون صيامكم وأنتم صائمين مكرهين؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( للصائم فرحتان يفرحهما:إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه))….إذن كيف هي مشاعر الصوماليين الذين يفتخرون بين أفراد الأمة كونهم يشكلون مئة بالمئة من المسلمين، لو احتضنهم المسلمين الأثرياء .؟؟؟؟؟والذين يغدقون الهبات على معاهد وجامعات ومنشآت أسيادهم في الغرب…بالتأكيد سيكون انتشاء جذور يابسة وفرح انتماء وارتواء..
إننا لا نتحدث عن الجوع باعتباره تلك الحاجة الطبيعية للأكل والشرب ..وكفى…لكن نستشرف النتائج الوخيمة التي يتطلع أعداء الأمة الإسلامية جنيها من هذه المصائب..باعتبار مصائب قوم عند قوم فوائد فالمساعدات الغذائية من المنظمات الخيرية الغربية للصوماليين ستكون في شهر العبادة والثواب مزينة كالعادة بالصليب والإنجيل،لأن الصومال ظلت الشوكة الأبدية في حلق الكنيسة الحبشية الجارة و في حلق الصهاينة الذين يغدقون جيران الطفل ميهاق من يهود الفلاشا في إثيوبيا بالنعيم وأحلامهم لا تكاد تنتهي بإنهاء الوجود الإسلامي في الصومال وإيريتريا.. وبالتالي السيطرة المطلقة على منطقة القرن الإفريقي الإستراتيجية..ودليل ذلك هو التدخل المتواصل لإثيوبيا وعميلها إياد زناوي في هذا البلد المسلم واعتراف إسرائيل كدولة وحيدة في العالم بجمهورية أرض الصومال التي طعموا بيادقها بالمال والعتاد للإنفصال..بالإضافة إلى التدخل العسكري المباشر من الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض سنة 1991 الذي بين فيه الرئيس الأسبق بيل كلنتون بغباء مستفز، الصراع الإيديولوجي الخفي في المنطقة حين قال في الكونجريس…((قررت باسم الرب إرسال خمسة وعشرين ألف جندي إلى الصومال….))
إذا كانوا يتحركون باسم معتقداتهم الدينية.. أفلا نخجل من كوننا خير أمة أخرجت للناس من هذا الحياد القاتل..؟؟ بأي حق يدر مشايخ المسلمين الأغنياء الملايير في الفرق العالمية كباري سان جرمان وبرشلونة وفولهام وأرسنال… و لا يروا أعين ميهاق التي تزداد اتساعا يوما بعض يوم ..لتطل بعطف في هذا الشهر المبارك على أحوال المسلمين…؟؟؟؟
قال عز من قائل(( ولنبلوكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون*…))صدق الله العظيم
فصبرا جميلا…ورمضان مبارك سعيد وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير
محمد بوعلالة
Bouallala112@gmail.com