ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال من القضايا التي تؤرق العالم أجمع، ما دفع بعض الدول لسن قوانين رادعة للمتحرشين بالأطفال، وتعد هذه القضية من أخطر القضايا الاجتماعية التي يتم التكتم عليها خشية الفضيحة العائلية أو العار الاجتماعي، دون بذل جهود كبيرة لاستئصالها من مجتمعاتنا العربية ما يجعلها ماضية في الاستفحال، غير مستجيبة لما يقدم حيالها من حلول لاسيما وأنها حلول مؤقتة غير ناجعة.
والتحرش الجنسي اقترب للتحول إلى وباء اجتماعي غالبا ما يكون مصدره بعض الأهل والمحارم، كل يوم نسمع القصص من هذا المجتمع ومن ذاك المجتمع يهتز لها الوجدان وتستنقر لها الأعصاب وتدفع الدم إلى الغليان في العروق وتشعرنا بالعار وحتى إن كنا غرباء عن ذاك الطفل أو تلك الطفلة فنحن العرب بيننا روابط وهموم مشتركة ومهما بعدت المسافة بيننا نبقى قريبين من بعض هم الواحد هو هم الكل طبعا على مستوى الشعوب لا الحكومات
التحرش الجنسي بالطفل أمر بالغ الخطورة وله أسباب ونتائج تترتب عليه وأيضا هناك بعض الحلول أو الأمور المساعدة للأهل لتجنيب أولادهم التحرش
أسباب التحرش الجنسي بالأطفال
هناك أسباب عديدة للتحرش الجنسي ويتقاسمها كلا من الجاني و الأهل وسأذكر لكم أهم تلك الأسباب
1- تدني مستوى المجتمعات العربية من جهة الثقافة والأدب والأخلاق وحسن السلوك وهذا يعود لسوء تربية تفشت في الأسرة ونتيجتها فشل طال غالبية المجتمع
2- استيراد عادات وتقاليد وأخلاقيات سيئة من المجتمعات الأوربية وتلك المجتمعات بدأت بمحاربتها في نفس الوقت نحن بدأنا نطبقها
4-التطور الإعلامي والتكنولوجي حيث أصبح متوفر للإنسان مصادر متنوعة للفساد والاطلاع على المصادر الإباحية مثل الستالايت والانترنيت وعدم وجود ضوابط ذاتية للفرد وعدم وجود ضوابط أسرية وضوابط من الدولة على تلك المصادر المخلة للآداب وهي تشحن المشاعر الجنسية لدى متابعينها بقوة وتدفعهم لارتكاب الأمور التحرشية وربما أكثر من التحرش
5-الانحراف الجنسي والشذوذ عادة بدأت تنتشر بوقاحة في مجتمعاتنا مع مراقبة خجولة من الدول دون مكافحة لتلك المظاهر المستوردة من الخارج .
6- تدني مستوى المعيشة المالي مما يمنع الكثير من الشبان من الزواج لعدم امتلاكهم القدرة المالية مع ارتفاع المهور والتكاليف ويتجهون لعدة جهات لإرواء رغباتهم الجنسية ومن ضمن تلك الجهات التعرض للأطفال والتحرش بهم
7- الثقة الزائدة بالأقرباء والأهل المعتبرين من المحارم وتأمينهم بشكل مفرط على الأولاد وغالبا يكون المقربون هم الأكثر تحرشا بالأطفال
8- سوء تربية الأهل للأطفال وترهيب الأطفال وعدم بناء جسور التواصل معهم من أهم الأسباب المشجعة للتحرش .
إن كان الطفل يخاف من أهله ولا يوجد بينه وبين أهلة روابط التواصل وحسن الإصغاء والفهم فهو لن يخبرهم ماذا يحصل معه ومن ينظر إليه نظرات غريبة ومن يتحرش به إلى أن يصل إلى الاغتصاب لا سمح الله
بينما لو لم يكن هناك خوف من الأهل ولو كان هناك تواصل وفهم للطفل سيخبر أهله عن كل ما يحصل معه وقد يلحق الأهل الطفل وينقذوه من براثين المتحرش
9- إهمال الأهل للتربية الجنسية للطفل من اقوي مسببات التحرش فالطفل المتحرش به لا يعرف ماهذا الأمر ولا يدرك خطورته ويعتبره أمرا عادي ولا يبدي أي ردة فعل أو مقاومة في البداية ولكن إن عرف ما معنى هذا التصرف وما نتائجه لتمكن على الرغم من صغر سنه لتمكن من تخليص نفسه من التحرش
مع الأخذ بالاعتبار أن التربية الجنسية تكون بالتدريج وتتناسب مع المرحلة العمرية وإياكم والكذب على الطفل بأي أمر يخص الجنس لأنه لن يعرف الحقيقة عندما يحتاجها ليخلص نفسه
النتائج المترتبة على التحرش الجنسي بالأطفال
لكل عمل نتائج ونتائج التحرش الجنسي بالأطفال غاليا تكون كارثية قد تكون كارثية بشكل سريع أو تصل إلى مرحلة الكارثة بالتدريج ومن أهم
نتائج التحرش الجنسي ما يلي
1-الطفل قبل التحرش طفل يختلف عن الطفل بعد التحرش ولن تجدوا صفات طفلكم الأولى به بعد تعرضه للتحرش
2-التحرش الجنسي قد يتكرر بالطفل ويرتقي ويتحول إلى اغتصاب كامل للطفل وهذه ذ روة الكارثة
3-التحرش الجنسي يسرق براءة الطفولة من قلوب الأطفال ويكبرهم بالعمر قبل الأوان
4-الطفل المتحرش به يتملكه شعور غريب وان تتطور التحرش إلى الاغتصاب تسيطر عليه عقدة النقص فهو يشعر بان أمر ما ينقصه عن أقرانه وحاله الغرابة والحيرة تظهر في عيني ذات الطفل إلى جانب نظرة باهتة قد ترافقه طويلا
5-قد يلجأ بعض الأطفال المتحرش بهم جنسيا إلى الانطواء على الذات والى حب العزلة والأبتعاد عن الآخرين
6-الخوف والرهبة سيبدوان على شخصية وتصرفات الطفل المتحرش به وان تعرض للاغتصاب قد يشكل الأمر له عقدة سيعاني منها طوال حياته وترعبه من فكرة الزواج
7-غالبا الطفل الذي يتعرض للتحرش والمرفق مع التهديد من الجاني أو الطفل الذي يتعرض للاغتصاب سيعاني من مرض نفسي سيتطور شيئا فشيئا وهذا أمر لا يستهان به إطلاقا
8-بعض الدراسات أثبتت أن الطفل الذي يتعرض للتحرش والاغتصاب من الآخرين قد يولك الأمر نوعا من الشذوذ الجنسي في سلوكه مستقبلا ولكن هذا الأمر نادر الحدوث ولكنه يحصل.
وأثبتت الدراسات أن 80 % من الأشخاص الذين يعتدون على الأطفال جنسياً تعرضوا لاعتداءات جنسية في طفولتهم . ووصفهم بأنهم أشخاص عاديون يعيشون بيننا، وإذا تحرّش أحدهم مرة واحدة بطفل فعلى الأرجح أنه سيكرّر ذلك لاحقا
طرق وقاية الأطفال من التحرش
هناك عدة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار من شأنها تجنيب الأطفال الكثير من التحرش وبما أن درهم وقاية أفضل من قنطار علاج أرجوا منكم اخذ هذه الأمور بعين الاعتبار
1-تربية الأطفال تربية ممتازة وعدم زرع الخوف في قلوبهم من الأهل وتعويدهم على أمرين المصارحة التامة مع الأهل وضرورة إخبار الأهل بكافة ما يحصل لهم
2-التعامل بعقل مع أي مصارحة أو أخبار يخبرها الأطفال للأهل لان ردة الفعل العنيفة من الأهل والعقاب أو التوعد به قد يدفع الأطفال لكتمان الأمور عن الأهل مستقبلا
3- يجب توعية الأطفال جنسيا وبشكل مفصل ولكن بطريقة وأسلوب ينسجمان مع العمر وطبيعة الطفل الذي يتلقى التوعية فالطفل المدرك لمظاهر الجنس التي قد تمارس معه والمدرك للأسباب والنتائج المترتبة على الجنس السىء هو الأقدر على حماية نفسه
4- تقوية شخصية الأطفال وزرع الثقة بالنفس فمثل هذه الصفات إن توفرت في أي طفل أو طفلة يصعب على الجاني النيل منهم
5- توعية الأبناء بعدم الاقتراب من الغرباء أو تصديقهم مهما قالوا لهم أشياء حقيقية مثلا( أبوك اسمه كذا وأمك اسمها كذا وهما أرسلوني لأحضرك من المدرسة لأنهم مشغولون ) هذا أسلوب من أساليب الإيقاع بالطفل ويجب توعية الطفل لذلك
6- عدم الثقة بالأقارب والمحارم لدرجة كبيرة بل يجب التعامل معهم بحذر وعدم تأمينهم على الأطفال والمحارم مثل ( الأخ والخال والعم وحتى الأب مع كل أسف ) كثيرا ما كان هؤلاء المحارم والأقارب هم أبطال التحرش الجنسي بل والاغتصاب للأولاد المقربين منهم وهناك قصص كثيرة تتحدث عن مثل هذه الأمور مثلا ( قصة الخال الذي أرسلت الأم ابنتها معه ليشتري لها وهي واثقة بان أخيها لن يغدر بأبنتها والنتيجة أن الابنة اغتصبت وهددت من الخال لعدم البوح )
9-تحذير الأبناء وتنبيههم لعدم السماح لأي كان أن يقبلهم على فمهم أو رقبتهم أو حتى إمساكهم في مناطق حساسة ويجب إخبار الطفل أن مثل هذا التصرف هو تحرش ويجب أن يبتعد الطفل بسرعة ويخبر الأهل
10-المراقبة التامة للأبناء وعدم إهمالهم مثلا كان نرسل الطفل إلى زيارة الآخرين وحدة دون علم بطبيعة من يزور ا وان نرسل الطفلة باستمراء للشراء من المحلات دون مراقبة وكثيرا ما كانت المحلات وأصحابها هم أبطال التحرش والاغتصاب للاطفال
11-إخبار الأطفال عن حوادث حصلت مع أطفال آخرين ويشرحون لهم الأسباب والنتائج التي تعرضوا لها أولائك الأطفال أمر مهم جدا وسيتعلمون منه كيف يتجنبوا الأخطاء التي وقع فيها هؤلاء الأولاد ولا تنسوا أن تسألوا أطفالكم بعد سرد القصة عليهم اسألوهم ماذا فهمتم وماذا تعلمتم من هذه القصة لنعرف مدى استيعاب وإدراك الطفل لما تم شرحه له
طريقة العلاج بعد تعرض الطفل للتحرش الجنسي
التحرش الجنسي إن وقع على الطفل يكون أسهل واخف من أن يتعرض الطفل للاغتصاب وعلاج التحرش يبقى ممكنا بدرجات أعلى من أن يتعرض الطفل للاغتصاب ولكن في كلا الحالتين هناك دائما فرصة للعلاج وان تفاوتت درجاتها فيما بينها وعلى الأهل حسن التعامل مع الحالة الجديدة التي تعرض لها الطفل حتى لا يزيدوا الأمر سوءا واليكم أهم الخطوات التي يبنصح بإتباعها إن تعرض الطفل للتحرش
1-يجب أن لا تنهروا الطفل أو تعاقبوه فهو غير مذنب واغلب الظن لا يعلم شيء عن ما تعرض له بل عليكم التقرب منه وإشعاره بحبكم له ولكن دون أن تبالغوا بذلك حتى لا يشعر بان أمر غريب حصل في حياته
2-أن أنصحكم بان تتعاملوا بشكل عادي مع الطفل هذا لايعني أن تهملوا الأمر وكأنه لم يحصل بل هناك أمر خطير حصل ويجب أن نقتنع بالأمر لا نهمله بل نعالجه ولا نضخمه بل نضعه في حجمه المطلوب
3-قد يتعرض الطفل لبعض المشكلات النفسية مثل الخوف والاضطراب وقلة النوم والانطواء والصمت وقد تكون هذه العوارض خفيفة فيمكن حينها أن تتعاملوا معها وتصححوها بأنفسكم وإياكم وإهمالها كي لا تتضخم
وقد تكون عوارض قوية وهنا ننصحكم بالاستعانة بطبيب نفسي لتخليص الطفل من هذه العوارض قبل أن تتحول إلى مرض يصعب استئصاله من نفس الطفل
4-حاولوا أن تشرحوا للطفل ماالذي حصل معه فهو قد يخجل أن يسألكم وادفعوه ليتعلم من الأمر
5-اخبروا الطفل أن ما تعرض له حادث تعرض له ولن يتكرر بالقليل من الحرص والانتباه والحذر مستقبلا منكم ومنه واخبروه أن ما حصل شبيه بان يتعرض طفل لحادث سير غالبا لن يتعرض له لأنه عرف انه اخطأ بعبور الشارع دون أن ينظر يمينا ويسارا ودون أن ينتبه
6-جهزوا نفس الطفل وازرعوا الثقة من جديد فيها فهي أصبحت الآن مهزوزة وهيئوا الطفل للانخراط بالمجتمع من جديد ولكن كونوا أكثر حذا وانتباه له
7-اخبروا أطفالكم أن ليس كافة البشر مثل طبع الجاني الذي تحرش بهم بل هم قلة ونكرة في المجتمع حتى لا يفقدوا ثقتهم بالجميع
8-لا تمنعوا الحديث بالمشكلة معه أوأمامة ضمن نطاق الأسرة فقط بل أفسحوا المجال له ليعبر عن شعوره واطلعوا على مدى تأثيره بالأمر ولكن لا تجعلوا الأمر هو الشغل الشاغل لكم بل يكفي أن تتحدثوا به مرة أو اثنتين لتتضح الأمور للجميع وخاصة الطفل الأسباب والنتائج والدوافع لما حصل ثم تبدأ مرحلة جديدة بالتعامل نتعلم من المشكلة ونبتعد عنها ولا نسكن بين أحضانها ولا نتعلم منها
طريقة خاطئة يتبعها البعض في التعاطي مع التحرش الجنسي
فلنتفق على أمر جميعنا لا نحب الفضيحة بل نسعى إلى الابتعاد عنها ولكن لجوء بعض الأهل إلى كتمان أمر التحرش الجنسي بأولادهم تذرعا بعدم الرغبة بتعرضهم لفضح الأمر أو نزولا عند ضغط العادات والتقاليد هذا من شانه ما يلي
1-تعرض الطفل لكبت نفسي هائل لعدم إفساح المجال له ليتحدث عن ما حصل له وسيصبح الطفل معرض لمرض نفسي خطير مع مرور الوقت سيسيطر عليه وسيعقد مستقبله
2-إخفاء أمر التحرش بالطفل سيعرض الطفل للتحرش من جديد وقد تتطور الأمور للاغتصاب
3-الصمت عن الأمر سيعطي الجاني جرعة دعم وتقوية لتكرار الأمر مع طفلكم أو مع أطفال آخرين وسيتعلم منه جناة آخرون هذا ويصبح الامر وباء جماعي في المجتمع بينما إن تم فضح الجاني سينال العقاب وسيكون هذا الأمر رادع له ولغيره للابتعاد عن مثل هذه الأمور.
وحالات التحرّش تحدث في الأُسر الغنية والفقيرة من دون تمييز، وعلى الآباء والأمهات الاقتراب من أطفالهم واحتوائهم وفتح قنوات الحوار والمناقشة، بتخصيص يوم في الأسبوع على الأقل تجتمع فيه العائلة، لطرح كل القضايا للنقاش، مشددة على أهمية تثقيف الأطفال وتوعيتهم بأخطار التقرب إلى الغرباء، وإبلاغ الوالدين في حال تعرضهم للتحرّش، سواء في المدرسة أو المنزل.
ورأى بعض الإختصاصيون بأن بعض الأمهات يراقبن علاقة أبنائهن مع الخدم والسائقين، لكنهن يغفلن عن مراقبة تصرفات بعض الأقارب مع الطفل في محيط العائلة، لاسيما من الذين يتعاطون المخدرات والكحول منهم.
ولفتت إلى أن معظم الآباء والأمهات لا يتواصلون مع أبنائهم بشكل دائم، وينعدم الحوار وتغيب الصداقة بينهم، لاسيما في البيوت التي يكون الأب فيها متعاطياً للمخدرات، أو معتاداً على تناول الكحول في المنزل
قصص واقعية لضحايا التحرش الجنسي
تقول ن. ع. ن: أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً تعرضت للاعتداء الجنسي في عامي الثاني عشر من ابن أختي الذي يكبرني بثلاث سنوات.
وكان كلما رآني يتحرش بي وكان يأتي إلى بيتنا كثيراً وبخاصة في أوقات نومي فأتفاجأ به يعتدي علي وأنا نائمة!! وإذا استيقظت أضربه وأبكي وأرتجف من الخوف وكان يقول لي إنني عشيقته وأنه يحبني وكان يأتي لي بالأشياء التي أحبها دون مناسبة واستمر هذا الأمر حتى بلغت عامي السادس عشر.. لم أخبر أحداً، كنت دائماً أهدده بإخبار أمه ولكنني أتراجع في اللحظة الأخيرة، أخاف أن أقع معه في العقاب.. مع أني لم أفعل شيئاً.. وكنت دائماً أدعو عليه حتى ذهب للخارج للدراسة وكنت فرحة جداً لأنني تخلصت منه والآن عاد وخطبت له أمه فتاة من العائلة.. ولم يعد لعادته القديمة.. مشكلتي الآن أنني أكرهه كثيراً ولا أبقى معه في مجلس وإذا كلمني أجامله.. دائماً أقول لنفسي إنه ابن أختي ويجب أن أنسى ذلك الماضي لكنني لا أستطيع!!.. وبحكم ديننا وعاداتنا فأنا لم أعرف من الرجال إلا أبي وأبناء أختي الاثنين وليس لدي إخوة.. وأخاف أن أتزوج فأكره الرجل فلا أعرف هل لدي عقدة من الرجال؟.. وكثيراً ما أبكي من قسوة الحياة، فهو سيتزوج ولن تعلم زوجته عن ماضيه.. أما أنا لا أعلم ماذا أفعل فقد تقدم لي خاطب وأهلي يقنعونني بالزواج منه وأنا خائفة لم أقبل به خوفاً من أن يكون ابن أختي أفقدني عذريتي فلا تقل لي أن أذهب إلى دكتورة فهذا مستحيل ولا تقل لي أن أخبر أحداً من أهلي فأنا بالكاد كتبت لك مشكلتي الفريدة بشناعتها وواقعها المرير.. فماذا أفعل؟…
يفصل الكهرباء ليتحرش بطالبة
وفى قضية أخرى ، شهدت المجني عليها بأنه قبل سنة من البلاغ دأب المتهم بالتحرش بها، حيث كان يقوم باللحاق بها أثناء وجودها في فناء المنزل ويمسكها ويحتضنها ويتحسس جسدها، ودائما ما يقوم بفصل التيار الكهربائي المؤدي إلى منزلها حتى تخرج لإعادة التيار من صندوق المجمع والموجود بالقرب من مقر سكنه، فيستغل ذلك الوقت ويتحرش بها
إحصاءات وأرقام
تذكر بعض الإحصاءات التي أورتها وسائل إعلام ومراكز اجتماعية عديدة، إلى أن انتشار هذ الجريمة في المجتمعات باتت أمراً متزايداً، مشيرة إلى أن معظم الحالات تمّت على يد أقارب أو جيران أو معارف. على سبيل المثال، تذكر عيادة الطبيب الشرعي في وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التي تمت معاينتها خلال عام 1998 قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدي فيها من داخل العائلة في 48 حالة، وكان المعتدي معروفا للطفل الضحية (جار – قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان المعتدي غير معروف للطفل أو غريبا عنه.
وفي لبنان أظهرت دراسة صادرة عن جريدة “لوريان لوجور” أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7- 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف: 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.
وفي مصر: تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر أعدتها الدكتورة “فاتن عبدالرحمن الطنباري” -أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس- إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هي 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية.
كما أكدت إحدى الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الأطفال كما ذكرت جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الضحايا الذين يعانون من الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم.
وقد تبين أن هناك 77% من هؤلاء المعتدين “آباء” للأطفال الضحايا، و11% من أقاربهم، وأن أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفون للضحية تربطهم بالطفل علاقة قربى أو معرفة. والتحرش الجنسي أحد أنواع هذا الإيذاء.
أما في الغرب، الذي انتشرت عنده الإباحية الجنسية، والذي يريد البعض من مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن يتبنى أفكار وأخلاقيات تلك الدول، فإن إحدى الدراسات صدرت في الولايات المتحدة عن الجمعية الأمريكية للتعليم الجامعي للنساء قالت: “إن نحو 80% من طلاب المدارس الأمريكية ذكورًا وإناثًا قد تعرضوا إلى نوع من أنواع التحرش الجنسي في حياتهم المدرسية”
الخطر القادم من الداخل
ورأى أكثرية الأشخاص أن تعرض الأطفال للتحرش الجنسي يمكن أن يكون من الأقارب وأنهم مصدر الخطر الأول، بينما 28.7% رأوا أن الطفل معرض للتحرش الجنسي من لمدرسة، و15.3 فقط توقعوا أن الأطفال معرضين للتحرش الجنسي من قبل الجيران.
وهذه النسب تدل بشكل أو بآخر على انتشار التحرش الجنسي بين الأقارب، الأمر الذي يضعنا أمام قضية شديدة الخطورة لأننا هكذا أمام مواجهة خطر من الداخل، خطر كان حتى وقت قريب غير متوقع، وهنا سؤال يطرح نفسه ولا بد له من إجابة كيف نحمي أطفالنا من التعرض إلى التحرش الجنسي خاصة إذا كان الخطر الذي يداهمهم قد يكون من الناس المقربين منهم والذين نتركهم برفقتهم دون أن يساورنا أدنى شك أنهم مصدر الأذى بالنسبة لهم