قلم – محمد بوعلالة
صاف ربيعنا العربي وأفرغ من معانيه الإنسانية،فور إعلان جرائد متخصصة عن توقعات بزيادة صادرات الصناعة العسكرية الأمريكية بنسبة 50في المائة سنة2011 ،هذا الرقم الإستراتيجي المهول جعلنا ندرك أن الربيع العربي ما هو إلا حصاد لشتاء كانت أمطاره حمضية مسمومة،أريد لها ان تأتي على الأخضر واليابس
من المؤكد أن ميكيافيلية الأوساط الرأسمالية الحاكمة ،لم تأبه قط بالجوع والدمار الذي تخلفه صراعات السباق نحو التسلح…بل دأبت دائما على تأجيج الصراع وإيقاظ النعرات الضيقة….وكان هذا الحراك الشعبي الواسع رد فعل منطقي لذلك الإستنزاف الخطير للثروات المادية والبشرية
((لقد خلف الغول الكبير غولا كاسرا وشرها)) هكذا وصف أحد علماء السياسة الأمريكيين الغزو الإعلامي والإقتصادي الذي تمارسه الدول العظمى على الدول النامية ….هذا الإستعمار الجديد يعمل على إضعاف فرائسه بمختلف الوسائل والأساليب..وفي مقدمتها الفريسة العربية الثمينة باعتبارها ربوة جذب عالمية هائلة استراتيجيا وطبيعيا وبشريا …أما شراهة هذا الوجود المقنع فتتجلى شهيته المفتوحة على المواد الأولية والمواد المصنعة بواسطة الشركات الأجنبية ووسائط الإعلام والتكنولوجيا الحديثة ومؤسسات النظام الإقتصادي العالمي
إن نصف الربيع العربي المغيب في الوطن العربي، هو ذلك الإضعاف و الإستنزاف الخطير للجهد فالقوى الإمبريالية تستفيد استفادة مزدوجة من الصفقات التي تبرمها الحكومات لاستتباب الأمن، فكل الدول التي تشهد حراكا شعبيا، قامت بشراء معدات هائلة لمكافحة الشغب وهذا إن كان يدر أموالا طائلة على الدول البائعة، فهو بالمقابل يضعف خزائن الدول المشترية، أما إذا وضعنا هذا التدخل السافر للغرب في السياق التاريخي و الإيديولوجي العام، فأجندة السيطرة على أهم المواد الأولية في العالم((ليبيا مثلا))، هي البوصلة المتحكمة في كل اتجاه خاصة أن اللوبي العالمي المسيطر يعتقد أنه عندما يستنفذ المواد الخام في دول العالم الثالث يستطيع بسط سيطرته المطلقة على العالم مادامت موارده الخاصة لم تستهلك كليا أو توفر احتياطات ضخمة من المصادر المسلوبة … وهذه السيطرة لن تتأتى إلا بالتطاحن الداخلي وإشعال مزيد من الفتنة و التوترات
أكل هذا من أجل هذا كما يقول المثل الفرنسي ، طبعا هذا ما يتبين يوما بعد الآخر أو أحدا بعد الآخر بالتعبير الفبرايري المغربي، فالشرفاء من الرجال والنساء الذين لبوا نداء حاجتهم الفطرية إلى العدل والمساواة و الكرامة، انسحبوا بعد أن وجدوا وطئات أقدامهم الشريفة قد دنسها بعض البراغماتيين و الخارجين عن الطبيعة السليمة وبأن الموقف كبير وأخبث مما يتصورون، فالمؤامرة لم تعد أسطوانة مخزنية متكررة، بل واقعا معيشا وإلا كيف نفسر مثلا تسييس التظاهرات الشعبية من طرف أحزاب قامت من موتها الطويل؟؟ وكيف نفسر وجود مؤسسين مشبوهين لحركة 20فبراير((زينب الغزوي رئيسة حركة مالي الشهوانية مثلا))؟؟ ..ولعل استقبال النجم الفبرايري أسامة لخليفي لوفد صهيوني بالمغرب كان له استفهامات كبرى في المشهد السياسي الوطني و تداعيات سلبية على الحركة خاصة في النخبة المثقفة التي هي على اطلاع بأخطر مشروع من طرف الصهيوني برنارد لويس لتقزيم العالم الإسلامي من باكستان إلى المغرب على شكل دويلات مجهرية والذي صادق عليه الكونغريس الأمريكي سنة 1983 واعتمده في السياسة الأمريكية للسنوات المقبلة..وقد بدأت باكورة إنتاجه تظهر للعيان في تقسيم السودان مؤخرا إلى دولتين
هي مصادفة غريبة حقا …((شي يناضل وشي يحوس و يدير الصفقات من تحت الطاولة مع الصهاينة؟؟؟؟))