اعداد مصطفى الوردي – زايو سيتي
الحلقة الثالثة
أول عملية في فبراير 55
ومساء يوم 18 فبراير 1955 كنت بمدينة الناظور لحضور مراسم حفل وطني التقيت صدفة بأحد اللاجئين الجزائريين الذي اخبرني أن المسمى شبان عمرو يبحث عني فأسرعت إليه وعندما التقيته أخبرني بأن برقية وردت عليه من السيد محمد بوضياف تتضمن العيارات التالية : ” إن البضاعة المتفق عليها ستكون في المكان المعلوم يوم 26 فبراير 1955 “
فأصبت باندهاش كبير إذ لم يبق على حلول اليوم المحدد سوى أسبوع واحد ، ويتوجب علي خلاله تحديد موقع رسوها وإحضار العمال من من التراب الجزائري وعددهم 50 ” خمسون رجلا وتهييء كل الوسائل الضرورية خاصة وأن الأمر يتعلق بعدة أطنان من السلاح في ظل دولة استعمارية هي الاخرى تراقب كل شاذة وفاذة وأعني بها إسبانيا وفرنسا ، ناهيك عن العدد الهائل من عملاء المخابرات لكلتا الدولتين إسبانيا وفرنسا ، وبعد برهة قمت بشراء بعض اللوازم كأدوات فتح الصناديق وتقطيع الأحزمة الحديدية …إلخ واستأجرت سيارة أجرة واصطحبت معي رجلين من أبناء كبدانة وتوجهنا إلى السواحل برأس الماء حيث قمت بعمليات مسح للمنطقة لأختيار المكان المناسب لأستقبال الباخرة
وقد وقع اختياري على مكان يسمى حاسي القصبة لكونه مناسبا لعملية إنزال الحمولة والقيام بنقل الأسلحة إلى أماكن إخفائها ، ثم توجهت إلى رأس الماء حيث اصطفيت رجلين من أبناء قبيلتي يحظيان بثقتي التامة وهما من أفراد الخلية التي كنت أسهر عليها وتأطيرها بفرع حزب الأصلاح الوطني برأس كبدانة وهما لمقدمي محمد لصكع والثاني حاجي محمد حجاك . اخترت هذين الرجلين لإرسالهما الى التراب الجزائري حيث سبق لي أن اتفقت مع محمد بوضياف أنني عندما أحتاج العمال الجزائريين لإفراغ السلاح سأرسل إلى المسمى الفقير رمضان مواطن جزائري يسكن قرب الحدود المغربية الجزائرية على بعد نحو ثلاث كيلومترات لإخباره بضرورة إرسال الخمسين رجلا المتفق على إدخالهم إلى المغرب . لكن هذين الرجلين عادا إلى المنطقة في صباح اليوم التالي وأخبراني بأنهما ضلا الطريق فقمت بتوضيح العلامات لاتباعها من جديد لكي يصلا الى منزل الفقير رمضان بالجزائر بكل سهولة ويسر . وبما أن هاته العملية كان يجب أن تتم ليلا ، فكان عليهما الإهتداء بواسطة نجم في السماء ، وفعلا تمكنا من الأتصال بالفقير رمضان وأبلغاه بالمطلوب ثم عادا في صباح اليوم الموالي وأخبرني بأن المهمة قد تمت
رابط الجزء الاول والثاني