قلم – حميد الزاوكي
فريقيا لغز محير في سياسة التنمية الفاشلة،فهي تنعم بثروة طبيعية هائلة،ومع ذلك تبدو غارقة في مستنقع الفقر والحرمان والفوضى.
ترى ما أسباب فشل التنمية في إفريقيا؟
وما المفاتيح الممكن استعمالها لحل هذا اللغز المحير؟
تسبب الإستعمار الغربي في إفريقيا في إيقاع الفوضى في الإقتصاد السياسي التقليدي في معظم المناطق،
إلا أنه لم يدمره وقد تبنى عدد من حكام الإستعمار طرقا مختلفة لإدارة مستعمراتهم،ولامجال هنا لسرد أكثر من قرن من التاريخ المعقد والمتنوع،إلا أن
أغلبهم لم يجد أي فائدة في إستئصال البنى التحتية الإقتصادية التي جعلت المستعمرات مصدرا إنتاجيا قابل للإستغلال،لذلك لم يغير الأوربيون كثيرا
من نماذج الإقتصاد السياسي الإفريقي.
حاول الزعماء الوطنيون الأفارقة،بعد الفوز باستقلال بلادهم،تغيير كل هذا،وبعد الترحبيهم كأبطال تحريروإكتساحهم للمراكز الحكومية
بأكثرية برلمانية كبيرة،إن لم تكن مقررة بشكل مسبق في غالب الأحيان،فأصبحوا يعاملون في النهاية كآلهة مقدسة،ومن سوء الحظ وفي حين تحررت
الدول من حكاميها المستعمرين فإن معظم عقول الزعماء الجدد لم تحرر،فقد أرادوا أن يكونوا عصريين وكانوا ينظرون إلى البنى التقليدية بإزدراء
وإنتقدوها بشدة ،وقلدوا الأنظمة الأجنبية ،ولم يفكر أحد منهم في بناء وطنه إنطلاقا من تراثه.
ان تغيير إتجاه الأمور في إفريقيا يتطلب نشر السلطة وإشراك الجميع في الشأن المحلي،بلإصلاح الحقيقي،لأنه يهدد الإمبراطوريات ويضعف القاعدة
السياسية الداعمة لهم،كما يكشف الجرائم التي إقترفوها ضد شعوبهم وهكذا،وحتى تحت ضغط الغرب لاتطبق هذه النخب الفاسدة سوى الحد الأدنى من الاصلاحات التجميلية،وذلك لتضمن إستمرار تدفق
المساعدات الغربية وإذا طلب من هذه النخب الحاكمة ترسيخ الديمقراطية فإنها تعين زمرة من المتملقين لوضع قوانين انتخابية و التخلص من زعماء
المعارضة ورميهم في السجون وإجراء انتخابات مزورة ليعيد أفراد هذه النخبة أنفسهم إلى السلطة.
ينبغي أن نكون صادقين مع أنفسنا، فخلال الحرب الباردة كانت المساعدات الغربية تهدف بشكل أساسي إلى شراء الولاءالسياسي،وليس إلى إزالة الفقر،لذلك كان على الأمريكيين أولا والغربيين ثانيا الاهتمام بما
يحدث في إفرقيا لأن جزءا كبيرا من من مشاكلها من صنع الغرب،ولا نقصد بهذا أخطاء العبودية والإستعمار والإمبريالية وإنما الأخطاء التي
ارتكبت في العقد الأخير.
يجب على الغرب أن يتخلص من اللباقة السياسية ويتحدث بصدق وصراحة عن الفقر و المجاعة في القرن الإفريقي،فمشكلتنا ليست مع الأفارقة وإنما مع النخب
الإفريقية فا لسبب الرئيسي للمجاعة في الصومال هو الحكم السيئ المستبد.
كما يجب الاعتراف أيضا بأن مشكلات إفريقيا لا يمكن أن تدار أو تحل من واشنطن،أو من لندن أو باريس،ولابد أن تأتي الحلول من الداخل عن طريق العودة إلى الشعب.
إن الشعوب الإفريقية هي في حاجة إلى إصلاح من الداخل، يمكنها من تسليح نفسها بالمعرفة و الحرية و الكرامة، حتى تحرر من القبضة القاسية للفقر والقمع.
و في الأخير يمكنني القول بأن الطريق الواجب إتباعه للوصول إلى الحكم الديمقراطي منصف و عاجل بالدول الإفريقية
يقتضي إرساء قواعد مؤسساتية أساسية ومن أهمها:
v مؤسسات برلمانية منتخبة بنزاهة من طرف الشعب.
v نظام قضائي مستقل لضمان سيادة القانون.
v وسائل إعلام حرة ومستقلة لضمان التدفق الحر للمعلومات.
v تأسيس قوى مسلحة وقوى أمن حيادية و مهنية لحماية الناس و ليس إطلاق النار عليهم.
إذا أمكن إقامة هذه المؤسسات في معظم الدول الإفريقية فستتخلص القارة الإفريقية من كثير من محنها،فتصبح قادرة على ركوب عجلة التنمية.
السلام عليكم
شكرا صديقي حميد على هذه المساهة الموفقة ان شاء الله .
ان الاستعمار الغربي اذا كان قد خرج من الباب فهو رجع من النافذة عبر النخب التي كونها عقديا وفكريا وسياسيا وبالتالي كانت التيجة الحتمية بعد الاحتقلال (وليس الاستقلال )بتعبير المجاهد الكبير محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمه الله هو خدمة هذه النخب الحاكمة لمصالح المستعمر بدل خدمة مصالح الشعوب والاوطان ,وفي المقابل التزم المستعمر بالسكوت عن استبداد الحكام وتدبير شؤون بلدانهم بالتار والحجديد وخدمة مصالحهم بمراكمة الثروات الخيالية,وهذا ينطبق على المنطقة العربية بشكل واضح.مع تاثيث المشهد السياسي بديمفراطية صورية شكلية مدعومة بالمساعدات المالية والقروض المشروطة من المؤسسات المالية الدولية زد على ذلك تقارير مؤشرات التنمية التي جعلت من بعض البلدان العربية جنة الدنيا (تونس زين الهاربين ) نموذجا.
ان تحقق التنمية في افريقيا عامة والبلدان العربية خاصة يتطلب تحقيق الاسقلال السياسي الحقيقي وقطع روابط التبعية مع الاستعمار القديم والجديد على السواء,ولعل بوادر هذا التوجه قد لاحت في الافق مع ربيع الثورات العربية التي استطاعت اقتلاع جذور الاستبداد والطغيان من بعض البلدان والبقية قادمة ان شاء الله.وهذه الثورات الشبابية والشعبية المباركة هي الخطوة الاولى والصحيحة في مسافة الالف ميل لتحقيق الاسستقلال بدل الاحتقلال وتحقيق التنمية المنشود باذن الله تعالى.
موضوع كبير ولكن المعالجة هزيلة وسطحية ومستعجلة أغفلت كثيرا من الجوانب التاريخية والثقافية التي تساهم في تخلف افريقيامزيدا من العطاء والله الموفق
شكرا أستادي الشعوب تنام لاكن لا تموت سنتحرر قريبا من الإستعمار الداخلي
me gusta totalmente lo q usted esta deciendo , africa tiene poder pero no tiene gente tan educada no es solamente la responsabildad de la gente , que haces con una persona que orina en las jardes y acerca de tu casa !!!!………
موضوع جيد لكن كما أرى ان بعض الجمل تعبيرها ركيك،مثلا(تسبب الاستعمار في افريقا في ايقاع الفوضى في الاقتصاد) كثرة حرف الجر (في).أضن لو كتب (تسبب الاستعمار لإفريقيا في إيقاع فوضى إقتصادية )لكان احسن و الله اعلم ،وأستسمح أخي لأن في النقد فوائد إجابية لك ،و السلام
اعجبني الموضوع كثيرا يااستاذي واتمنى لك المز يد من التالق
شكرا
ma mafhom tanmiya binesbati ilayk ?