قلم – منـــال وهبي
على خلفية الاحاطة التي قدمها أحد المستشارين بمجلس النواب الثلاثاء الماضي ،حيث أحاط المستشار الحكومة والرأي العام الوطني علما بمدى التقصير الحاصل بجامعة القرويين من طرف الجهات المسؤولة ،هذه المعلمة التي تعد مفخرة للمغرب والعرب أجمع صارت بمهب الريح،فالجامعة المشهود لها بتخريج أفواج عديدة من طلبة العلم الشرعي ،تفتقر إلى أدنى شروط التعليم حاليا،وتتعرض لانتكاسة مقصودة في بلد يرفع شعار “مغرب الثقافات”، فمن السخافة بمكان جامعة المدينة العلمية “فاس” ليس لديها رئيس ما يناهز عقد من الزمن وتم تفويت الصلاحيات لنائب الرئيس ،مع العلم أن بلادنا الحبيبة تتوفر على أطر كفؤة في هذا المجال ،لمصلحة من هذا التقصير المقصود؟وما العبرة منه؟حتى أصبحت “القرويين”تغرد خارج سرب إصلاح التعليم العالي المصطنع
عذرا فاطمة الفهرية عذرا يا ” أم البنين”
ما يحدث لهذه الجامعة المهمشة طوال عقد أو ما يزيد من الزمن، ينذر بقرب احتضار البحث العلمي الديني الذي لطالما حرص أسلافنا على تكريسه عبر هذه المعلمة التاريخية ،فما الذي يضير حكومتنا المدللة من تخصيص ميزانية تحفظ ماء وجه أول جامعة بتاريخ العرب والمسلمين ،وتعيد الاعتبار لصاحبة هذا الصرح العظيم فاطمة الفهرية “أم البنين” كما لقبها البعض ،صدقوني لو كانت تدري “أم البنين” أن القرويين ستصير بمزبلة التاريخ بعدما كانت شعلة أضاءت تاريخ هذه الأمة المجيدة،لما ترددت أن تنشئ عوض “جامعة القرويين” قاعات لهز الخصور ومسارح تستقطب من لا يعرف للبحث العلمي قيمة على شاكلة “موازين”
عذرا فاطمة الفهرية عذرا يا “أم البنين”
في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى مقاربة دينية فعالة من طرف وزارة “التوفيق” تطيح بالتشدد والتطرف الديني عبر إعادة الاعتبار للمكونين بالكراسي العلمية بجامع القرويين ،وتحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية ،نجد أن الوزارة منشغلة بتقديم الهبات والعطايا للزوايا لنشر الأمية والجهل والتخلف ،ناهيك عن الإعلام الذي يرسخ جل إمكانياته لنشر ثقافة السخافة وتسفيه الشعب المغربي ،عبرتكريم فنانين أجانب ،بنفس الوقت الذي نشيع فيه كراسي علمية إلى مثواها الأخير
عذرا فاطمة الفهرية عذرا يا “أم البنين”
تخيلوا معي المنحة الدراسية الممنوحة لطلبة جامعة القرويين لا تتعدى 300 درهم في أحسن الأحوال،في الوقت الذي تصرف فيه الملايير لتكريم شاكيرا وعمر ودياب وغيرهم بــــ “مهرجان موازين”،حتى أن الشهادة العلمية المسلمة من هذه الجامعة أصبح غير معترف بها بحجة عدم ملاءمتها لسوق الشغل أو عدم استجابتها لشروط المعادلة مع الشواهد الأخرى،فهل هي سياسة مقصودة للإطاحة بمن يدافعون عن ضرورة استمرار تدريس العلم الشرعي ؟ أم نتيجة غياب مقاربة ممنهجة من الوزارة الوصية للدفع بعجلة الإشعاع الثقافي والحضاري لهذه الجامعة في ظل تفشي البيروقراطية والفساد ونهب الميزانيات ونشر ثقافة الحَضْرة والجَدْبة ،في مغرب السخافات،فماذا عن إعادة هيكلة الحقل الديني؟
عذرا فاطمة الفهرية،عذرا يا “أم البنين”
وفي ظل التماطل المتعمد من الوزارة بإدماج أصحاب شواهد التعليم العتيق في منظومة التربية والتكوين ،وتمكينهم من حقهم في التغطية الصحية والضمان الاجتماعي ،وإعطائهم التعويضات المستحقة شهريا ،فلنقل على “جامعة القرويين” السلام ،ولنطبل ونزمر لشاكيرا وأمثالها
رحمة الله على عابد الجابري ،ورحمة الله على عبد العزيز الحبابي،ورحمة الله على المهدي بوطالب،وعلى كل شهداء البحث العلمي والأقلام المشهود لها بتنوير العقول ،عذرا لكم لقد جازيناكم بهز الخصور وكتبنا على قبوركم ورقة،هذا العقل العربي قد احترق،وتم حفظ القضية لأنها قيدت ضد مجهووووووول.
عذرا فاطمة الفهرية،عذرا يا “أم البنين” قولي على القرويين السلالالالالالالام
Manal.wahbi@gmail.com