بقلم – عبد الكريم من زايو
في البداية ، أود أن أقول أن محاولتي هذه ، تكاد تكون الأولى في كتابة الشعر، وأعرف أني تطفلت عليه كثيرا، فما أقمت له وزنا ولا قافية، ولا أبحرت عبر لمسات أمواجه، غير أنه لا ذنب لي سوى أني أهواه ، أهوى انسياب معانيه، وروعة لوحاته، أهوى لحظاته العابرة وكلماته الهادفة، وأعتذر لكل من سيصادف كتابتي هذه وخصوصا صديقي العزيز ، شاعرنا المتألق خالد البدوي
صدى الطفولـــــة
تذكرت أني في صغري
كنت ألعن الأشواك
حين كنت ألهو بلا نعل
وأبي يذكرني
بأن حر الترب في الصيف
شفاء من العلل
تذكرت أني في صغري
كنت أسابق الطير في بكوره
وأجاري النسيم في سكونه
أبحث عن شغل يزكيني
إذا ما انبرى الأقران للكتب
البطاح والتلال والجبال
الكل يعرفني
الكل يمدحني
لأني ما هويت إلا قلمي
تذكرت أني في صغري
كنت أسمع الحكايات من ثغر
كم جاد بالنظم والحكم
في حجرها ترسو
أحجية النصب والحيل
وفي عينها تزهو
أقصوصة الحب والمِلل
أبكي حينا لحزن يدميني
وأضحك حين ألقى له سببا
تذكرت أني في صغري
كنت أرغم على الصمت
حين يكبرني الكلام
حين يسترني الظلام
وحين كبرت
كبرت معي حقيبة أفكاري
كبرت أنا
وهواجس طفولتي لم تكبر
صداها ما زال يؤرقني
فكم فكرة ظلت تناديني
أرويها
فأروي بها سهلا من التهم
وكم أخرى وجدت لها
تفسيرا لما بنا من نقم.