لم تمنع الأمطار الغزيرة التى عرفتها مدينة تاوريرت، صبيحة اليوم الخميس 19 ماي الجاري، المئات من عمال و موظفي الجماعات المحلية المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للجماعات المحلية ( CDT) و الجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية (UMT) ، من تنظيم وقفة احتجاجية صاخبة أمام مقر بلدية تاوريرت دامت زهاء الساعة و النصف، رفع خلالها المحتجون شعارات منددة بسلوكيات عامل إقليم تاوريرت و التي تستهدف بالأساس العمل النقابي، إلى جانب قضايا أخرى مرتبطة بالوضعية الإدارية وبالمجال الصحي والاجتماعي للموظفين و العمال ، كما طالب المحتجون برحيل عامل الإقليم الذي حملوه كامل المسؤولية في تأجيج الصراعات و تدني الخدمات بمدينة تاوريرت .
و قد كان من المقرر تنظيم مسيرة احتجاجية تنطلق من مقر المجلس البلدي لتاوريرت في اتجاه عمالة الإقليم ، إلا أن تدخل قوى الأمن التي عملت على محاصرة المحتجين من كل الجهات، حالت دون ذلك ، حيث و بمجرد إعلان قوى الأمن عبر مكبر الصوت عن منع المسيرة السلمية، قامت عناصر التدخل السريع و القوات المساعدة بالاصطفاف جنبا إلى جنب مانعين بذلك حشود المحتجين من مواصلة طريقهم نحو مقر العمالة .
و قد شارك في هذه الوقفة الاحتجاجية موظفو و عمال الجماعات المحلية من مختلف مدن الجهة الشرقية ( وجدة – العيون الشرقية – تاوريرت – بركان – جرادة – بوعرفة – تازة – جرسيف …) ، إلى جانب بعض مناضلي و أعضاء المكتب الوطني للكنفدرالية الديموقراطية للشغل و الاتحاد المغربي للشغل الذين جاءوا من الرباط و الدار البيضاء و العديد من المدن المغربية بالإضافة للعديد من الهيئات الحقوقية و الجمعوية ( الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و جمعية المعطلين …)
و جاءت هذه الوقفة الاحتجاجية بعد الدعوة التي وجهها كل من المكتب التنفيذي الوطني و الجهوي للكنفدرالية الديموقراطية للشغل و المكتب الوطني للجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، ضد الاقتطاعات التي طالت أجور العديد من الموظفين بمدينة تاوريرت جراء مشاركتهم في إضراب سابق.
وأكدت مصادر نقابية للعيون 24 ، أن الطريقة التي يتعامل بها عامل إقليم تاوريرت مع الموظفين و المتمثلة في ( الاقتطاع من أجورهم و التنقيلات التعسفية و الكلام الساقط …) ، يعتبر رهانا فاشلا يستهدف الهجوم على الحريات النقابية، معتبرين ذلك ضربا لحقهم النقابي ، و مؤكدين في نفس الوقت أن هذا الاستهداف لن يزيدهم إلى صمودا و إصرارا حتى تحقيق جميع مطالبهم العادلة.
جدير بالذكر أنه بالتزامن مع هذه الوقفة الاحتجاجية، عرفت مدينة تاوريرت هطول أمطار غزيرة ، خلفت خسائر مادية للعديد من الأسر في الأحياء الهامشية حسب إفادات العديد من المواطنين للعيون 24، و هو ما جعل العديد من المحتجين يتساءلون عن الجدوى من تطويق هذه المسيرة السلمية بالعشرات من عناصر الأمن من مختلف التلاوين في حين أن العديد من الأسر الفقيرة بالأحياء الهامشية تركت لوحدها تصارع مياه الأمطار التي غمرت منازلها
شبكة العيون 24 الإخبارية
زكرياء ناجي / طارق تدارين