زهير نجاح
تعد الامازيغية من أقدم لغات العالم ، وتتسم بالانفتاح على الآخر عكس ما يدعي البعض كونها منغلقة ومتقوقعة على نفسها ، كما أن اللغة الأمازيغية لها الفضل الكبير في بلورت ثقافات أخرى فينيقية ،يونانية لاتينية وعربية
فعندما نتكلم عن اللغة الأمازيغية ، فهذا لا يمس اللغة العربية في شيء ولن نقول مثل الكثيرين كونها الضامن للإستقرار ، والصاقها بالدين الحنيف يوحي للبعض
كمن يهدد العربية أو ينازع العقيدة الاسلامية أو اسلام المغاربة قاطبة في شئء وبدل دسترة اللهجات الريفية ، الأمازيغية و السوسية باعتبارها لهجات محلية ولغات تسهر قوانين منظمة و معاهد متخصصة على حمايتها وصيانتها و تطويرها، بما يضمن التنوع داخل الوحدة ومكون أساسي للهوية بما تكتنزه من ثقافة داتية ،خاصة من الموروثات الأدب الشفهي والرقص والغناء والمعمار و جزء أساسي من تاريخ المغرب وفسيفساء للتنوع المغربي ، ولا سيما أن اللهجات الثلاث تاريفيت ، تامازيغت الأطلس، وتاشلحيت سوس مكونة وحدة اللغة الأمازيغية رغم الفوارق الصرفية والنحوية الطفيفة، و الفونولوجية البسيطة وهذا الاختلاف الذي لا يكاد يسترعي الانتباه راجع لضعف التدوين ، الموقع الجغرافي والاستعمار …يدفعنا الآخر إلى التوجس من هكذا مطلب بالخلفية المستترة للإنفصال ، أو الانشقاق عن المغاربة كعرب ومسلمين ، أوبث سموم التقسيم والتفرقة والفصل العرقي والديني .
لذى ينبغي معالجة الموضوع في إطار علمي عقلاني وبمسؤولية بما يكفل تكوين عقلية مستنيرة ومعتدلة بعيدا عن المزايدات السياسية
والسياسيين الذين يجيدون ركوب الموجات لاستقطاب المزيد من الأتباع، و النعرات العنصرية والنزعات العرقية ، بل إن الأمر يتطلب شيئا من التروي، واستشارة أصحاب الفكر والاكاديميين وأهل الإختصاص و المؤرخين بعيدا عن المواقف الإنفعالية والمتشنجة و تراعى بالدرجة الأولى وحدة الوطن ومصلحته العليا ليخطو إلى الأمام على هدى وبصيرة.
فقلق وانفعال الأمازيغيون له ما يبرره ، وهو نتيجة رد فعل طبيعي على تعاطي الدولة الفاشل وسياسة التهميش التي تطاله الأمازيغية والإقصاء المتعمد الذي لحق بها ، والاحساس بالحكرة والغربة الذي ينتابهم. كما يعبر بجلاء عن الاحباط الذي لحق بهم رغم تعاقب الحكومات المنتخبة التي لم تفعل أية شيء ازاء مطالبهم البسيطة وسقوطها فريسة الفخ للأمل الخادع “التجربة النمطية على مستوى الأكاديميات الجهوية
بدل ادماجه الأدماج الأمثل في المنظومة التربوية “، مما ولد لذيها مزيدا من الالم والغبن و إلى مزيد من السخط والخروج التلقائي للتعبير عن ذالك فعوض تلقف تلك المشاعر المتذمرة والسخط بمزيد من الحكمة والحوار ،تقابل الوقفات والمواقف الاحتجاجية بتعنت المسؤولين ومزيد من التطنيش ونهج سياسة الهروب الى الأمام ، وعوض طرح المبادرات الجادة وايجاد البدائل اللازمة لحل المشكلة القائمة ، مرة اخرى يعبر المسؤول اللا مبالاته اتجاه الأمازيغيين ، والاعتراف كونه سبب مصادرة وطمس لغة تعد من اللغات الأوائل مثلها مثل الفينيقية والفرعونية …واليونانية ، وينسى أو يتناسى أنها لغة الأم للأمازيغ ، وجزء أساسي من تاريخ المغاربة ، إذ لا يمكن أن يفرط فيها أي مغربي ، لأن التفريط في الامازيغية هو في حد داته التخلي عن الهوية . المهم استباق الخطأ لا الاعتذار والاعتراف بالحقوق المهضومة ومنها الحقوق اللغوية لغة كل المغاربة وليست حكرا على الامازيغ وحدهم
ولنا في الهند أحسن مثال في انصهار الثقافات والقوميات المختلفة والطوائف المتنوعة وتعدد اللغات وحتى الأديان وآلاف اللهجات في بوثقة هويتها الديموقراطية كأكبر الديموقراطيات في العالم فلا هذا التنوع هدد سلمهم ولا هذا الإختلاف حطم منظومتهم ولا كل تلك القوميات والطوائف مزقت أواصلهم وفككت نسيجهم ،بل عزز روابط التفاهم والتعايش وقوى الوشائج .إن الوضع السيء في الوطن العربي بأكمله الذي يشيع فيه الظلم والفساد بطرق متنوعة ويذيع فيه الإستبداد والقمع للحريات بمفهومها العام كبل عقولنا وقيد فكرنا وسلب لنا حقوق جمة وعلى رأسها حق الإختيار والتعبير وتقريرالمصير فلن تستطيع شعوب مكبلة بالقوانين المقيدة للحريات، والسلطة الدينية المرتمية في كنف الطبقة الحاكمة ، والاستبداد السياسي والاقتصاد الريعي الضعيف، أن ينتج ثقافة جديدة متجددة وعصرية متطورة تنشدالريادة والتقدم. فلا الديموقراطية التي نرفعها كشعار للمرحلة نمارسها، ولا الحقوق والخصوصيات نحترممها، وبدل أن يلعب التنوع الثقافي دور في مناعة المجتمع ،بالمنع والتهميش وطمس ذلك التاريخ التليد بفكره ورجالاته وبطولاتهم ومحو ذاكرته أصبح البعبع الذي نخوف به بعضنا البعض والنافذة السهلة لكل الاطماع
وسواء تم اعتبار الأمازيغية لغة وطنية أو تم الاعتماد على اللغة العربية كلغة رسمية وحيدة ، فهذا لا يتعارض في شيء الأهداف والغايات التي يتواخاها المغاربة، المهم أن يرافق إدماج الامازيغية في العقل المغربي والدهنية والثقافة الشعبية ، وأن يوافق اعتبار المواطنة السياسية تحددها المواطنة الثقافية واللغوية تسمح بالتعايش والتكامل وألا يمتد إلى قضايا الخلاف الذي لا فائدة منه .
Reda_madrid2007@hotmail.fr
merci, la langue tamazighte soit officialisée soit aujourd’hui ou bien demain et nous sommes tous prets a mourir pour ça et merci