تناقلت وكالات الأنباء أخبار التدخل الأمني العنيف يوم الأربعاء 11 ماي والذي تعرض له مناهضو مهرجان موازين المزمع تنظيمه في الرباط ما بين 20 و 28 ماي 2011 مع حفل خاص بمدينة مراكش بساحة جامع الفنا يوم 29 ماي … وكانت الجمعية التي تسمى “الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين ” قد تعهدت بالنضال من أجل إلغاء هذا المهرجان السنوي …
إن من يفرق بين الثقافة والسياسة الحقة يسقط في السياسوية الشعبوية الفجة … فحين نقول ثقافة نقول إبداع وفن … والمفروض أن الشباب المغربي ـ الذي يدّعي أنه يثور هذه الأيام باسم التغيير والتجديد ـ المفروض أن لا يفرط في هذا المهرجان الذي كان الشباب أول من يستفيد منه وهو أول من غنى ورقص على أنغام مشاهير المغنين في العالم… طبعا فيهم الغث لكن بينهم السمين …إن مثل هذه المهرجانات هي التي جنبت شباب المغرب السقوط في القنوط والانطواء الوجودي بل والردة نحو العصور القروسطوية والتخلف الفكري ، و القنوط هو الذي أسقط العديد من الشباب في التطرف المنبوذ .
من حق الشباب المغربي أن يرفض مغنيين بعينهم لكن أن يرفض ناس الغيوان وعبد الوهاب الدكالي ويوسف إسلام و كوينسي جونز وربما المطربة المصرية شادية فهذا رفض من أجل الرفض لاغير وهذا يدخل في باب المشاركة بسذاجة في تصفية حسابات يجهل الشباب المغربي من يدفعه إليها ، ولانعرف من يسخر بعض الشباب المغربي لهذه المعركة المفتعلة وغير المقنعة … فإذا كانت الحجة أن أموال هذا المهرجان يمكن أن تحل مشكلة البطالة نقول فهي ذريعة من التفاهة بحيث يحق لنا أن نتساءل عن أموال أخرى أكبر منها غيرها أين تصرف ، لماذا السكوت عن المهم وإثارة الضجة حول التافه ؟؟..إنه أمر مفضوح لتحويل الاتجاه عن ناهبي المال العام طيلة السنة وعلى مدى عقود وعقود ..
إن النضال الحقيقي الذي يجب أن يخوضه الشباب المغربي هو الحفاظ على هذا المكتسب و العمل على تغيير محتواه من الداخل تغييرا جذريا أي من خلال الفكرة يمكن أن يقلب الشباب المغربي أهداف هذا المهرجان بتشجيع الفنانين الملتزمين بقضايا الشعوب المصيرية ومُثُلهم العليا وقِيمهم الإنسانية الفضلى ، هذا فضلا عن توزيع هذه المصاريف بتشجيع الفنانين من الشباب المغربي والعربي المبدع وذلك بتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية المبدعة ، فكما تكون الثورة بالفكر وبالجسد تكون بالإبداع والفنون … ثم إن ما تحققه هذه المهرجانات الفنية من أهداف استراتيجية تربويا وبيداغوجيا لا يمكن أن تحققه آلاف الخطب ذات اللغة الخشبية …
لا يمكن أن ننكر ما تركت فينا من أثر فعال ـ نحن أجيال الستينات والسبعينات ـ أغاني ناس الغيوان والمشاهب والشيخ إمام بما غناه من جميل كلام الشاعر أحمد فؤاد نجم دون أن ننسى بعض الأغاني الوطنية المغربية الهادفة بفنية رائعة غير مباشرة …
اتركوا ناس الغيوان يصدحون بحب الوطن في ساحة جامع الفنا ردا على فلول الظلاميين :
خضرة يا بلادي . . .
حبك في لعماق . . . ماليه تَوْصَافْ
يا جنة الله في أرضه
ربيع وخريف . . . شتا وصيف
جوك الزين معتدل . . .
حَدُّه فْ قْدُّه يَا بْلاَدِي . . .
وما يقضي كيد الطامعين ولو يجهدو
في كيدهم ينكدو يا بلادي
يا نجمة ف سمايات العالم
يا دعوة للغريب الهايم
فيك نرتاح ونعرف لفراح
ونعانق السلام . . .
يا خضرة ما ليك توصاف يا بلادي
اتركوا عبد الوهاب الدكالي يصلي في [ محراب ] الوطن بألحانه و من قصيدة للشاعر المرحوم حسن المفتي :
بشفار عيني كتبت اسمك
في لقمة يابسة ومحروقة
في يد الإنسان
في عكاز جدي اللي حارب شر الطغيان
بشفار عيني كتبت اسمك
في كتاب الشعب اللي سطورو
سيف ونجمة
في حصيرة راقد عليها شيخ الحكمة
في لوح المسيد اللي حافظ
سر الكلمة
بصمق الحب أنا ارسمتك
في خدود وردة
ولونت قلبي بترابك
وفي محرابك
تحلى لي الركعة والسجدة
وتقدير الكلام : يــــــــــــــــا وطني
إننا بعد أن اكتسبنا نسبة 40 في المائة من هذه التظاهرة للفنانين المغاربة في تظاهرة 2011 في انتظار المزيد نتوعدهم بالويل والتبور والقذف بالطماطم …
في الجو غيم …. ووراء الأكمة ما وراءها … فهل فقد بعض الشباب المغربي بوصلة القيادة وتاه في صحراء التفاهة والفجاجة ؟
سمير كرم
لا بأس ادا كان المهرجان يتم تمويله من القطاع الخاص اما ان يعاني المغاربة الجوع والبطالة لكي يرقص الرباطيون بأموال القطاع العام وشبه العام فإن ذلك يسمى الحمق الاختياري الذي وجبت محاربته
al marariba la yakdifon al monadilin bi attamatim.
لم أفهم بعد توجه الموقع بخصوص مهرجان موازين إد نجد مقالات مع ، و أخرى ضد، المرجو تحديد الموقف حتى لا تتركوا تايويلات ……………………