بقلم :رشيد زهير
مند بضعة أشهر فقط لم يكن أحد منا يتوقع أن ثحد ث انتفاضة شعبية مدوية في بلدان عربية كتونس و مصر.حتى في أقرب التكهنات لم يكن الأمر ليتعدى تحقيق مطالب مشروعة ومقبولة يسعد لها أشد المتشائمين.
لكن ما حصل تجاوز ذلك بكثير. إذ كيف يعقل أن يتنحى رئيس عربي كإبن علي عن منصبه في زمن قياسي لا يتعدى الشهر.و هو المعروف عنه أنه يمسك زمام أموره بقبضة من حديد.
فجأ ة و د ون سابق إندار يتلاشى كل شيئ . هناك من قال أن البوعزيزي هو السبب. آخرون رجحوا صفعة الشرطية.تتعد د الأسباب لكن النتيجة واحدة.قيد انكسر و قدم جاثمة رحلت من غير رجعة.لكن الكثيرون يرجعون ذلك لإرادة الله عز وجل و استجابته لدعوة المظلومين.
انتهى عهد و بدأ آخر.و طبيعي أنه لن يكون كسابقه.فقد تمخضت النفوس فوضعت مولودة مباركة إسمها الحرية.
لم يختلف الأمر في مصر عن تونس.فالشعب قال بصوت واحد : نريد التغيير مهما كان الثمن.
ومرة أخرى وجدنا أنفسنا في تجربة أ خرى أجزم الكل على فشلها. فأرض مصر يحكمها رجل إسمه مبارك و سلطته توغل في كل شبر منها.و أعوانه كثيرون.لكن و بمشيئة ربانية انتهى الأ مر قبل أن يبدأ.انتصر الحق و أنبتت د ماء الشهداء عشبا جديدا و نقيا.
في كلا الحالتين راهن النظامين على حلفائهما مثل فرنسا ،بريطانيا و امريكا.لكن الخيبة كانت كبيرة.ففرنسا مثلا كانت أول من تمرد على نظام بن علي و عجل بسقوطه.و الغريب في الأمر أنها كانت قي الأمس القريب أشد من سانده و نصره.
أما مبارك فكان يفتخر بصداقته لأ مريكا و بريطانيا و لم يكن ليشك أبدا في دعمهما له.كيف و هو مجاز بشهادة الموالاة الرفيعة منهما.لكنه لم يحصد أكثر مما حصده سلفه.
الدرس الأكثر بلاغة من كل ما حصل ان الرهان الحقيقي و الصائب يكون على الشعب و ليس سواه.فهو التاريخ و الجدور،الساعد القوي و المجد.الحاضر و المستقبل.و أكثر من ذلك كله الشرعية و الأهل.
فالتاريخ علمنا و ما زال يعلمنا في كل لحظة ان من يقف إلى جانبنا لمصلحة ينقلب علينا بعد حين.
فإ ن كان القدافي يعتقد أن مرتزقته و زبانيته سيحققون له نصرا من باطل ويتبتون له قدما في أرض تلعنهم فهو واهم.فمهما سفك من دماء الأبرياء فلن يكون هناك بديل لكلمة الشعب و إرادته.وشعب ليبيا الحر عزم و توكل على الله و النصر به سبحانه. و اليوم نشهد أن بهذه الأرض الطيبة رجالا صدقوا فيما عاهدوا الله عليه.أجمعوا على كلمة الحق و لو صارعوا ظلما في حجم الجبال بشعار قائدهم الأ سطوري عمر المختار: النصر أو الشهادة.