ذ.أحمد الجبلي
كنت من المعجبين بالنظام السوري نظرا لكونه جعل من سوريا أحد أهم دول الممانعة ضد أمريكا والكيان الصهيوني..وكنت إذا ما سمعت بشار الأسد يلقي خطابه السنوي في مؤتمر المحامين العرب أشعر بعزة عربية عارمة وذلك للتحليل النسقي الذي يمتاز به، ولقوة المفردات التي يستعملها ضد أمريكا وإسرائيل وبمنطق لا نجد له مثيلا عند أي رئيس عربي آخر. وكلما ذكرت سوريا إلا وتوجهت عقولنا مباشرة إلى العزة والكرامة ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين وتوفير الحماية لقيادات حركات الجهاد والصمود والنضال ضد بني صهيون.
ولكن بعد الشرارة الثورية التي دشنها البوعزيزي رحمه الله والتي أدت إلى سقوط نظام تونس الغاشم والنظام البوليسي المصري العميل، وبعدما رأينا ما رأينا مما يحصل في سوريا من سلوكيات قمعية همجية في حق الشعب السوري، وبعدما سمعنا خطاب بشار الأسد الذي قال فيه عبد الباري عطوان: ” ليته ما نطق” وهي دلالة على أن الرجل غير من وعيه وحنكته وذكائه في اتجاه غير متوقع وغير مألوف، تغيرت مواقفها وتحولت آراؤنا لتتناغم مع تبني تأييد الشعوب المقموعة والتي تعاني من العصا الغليظة والاستبداد وتكميم الأفواه. إن من شيخوخة أنظمتنا العربية أنها كلما ثارت شعوبها مطالبة بالتغيير ومطالبة بحقها في العيش الكريم والعزة والكرامة، إلا وأولت الأمر إلى القول بوجود أيادي خفية تروم زعزعة استقرار البلاد وتسعى لخلق فتنة والمس بأمن الدولة. إن الحديث عن وجود أيادي خفية يكون منطقيا ومقبولا ومقنعا إذا ما كانت الشعوب العربية تنعم بالرخاء والحرية والعدل والمساواة. ولكن، والوضع العربي على ما هو عليه، فإن الأمر مفضوح وهو أشهر من نار على علم ..لأن سنة المجتمعات والتاريخ اقتضت أن يأتي يوم لابد فيه لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر، إن سنن المجتمعات والتاريخ حسمت الأمر في أن دم الشعوب لابد أن ينتصر على سيف الأنظمة ودباباتها وبلطجيتها وطائراتها. إن الإنسان المستضعف يحمل في ذاته نقط قوة مختزلة في إيمانه بعدالة قضيته، وبالتالي يجد في دمائه قوة مضاعفة للدفاع والموت من أجلها. والاستكبار الذي يتأسس على النهب والاستعباد لا يملك شيئا يدفعه للموت، لأنه أصلا استبد ليعيش وقمع الناس واستحمرهم لينعم بالخيرات والثروات، فانعدمت لديه المبادئ والقيم، لأن الحفاظ على مبادئ وقيم التجمعات البشرية هو من يجعلها تحمل بوادر البقاء والاستمرارية في الزمن. وأي اندحار على مستوى القيم هو اندحار على مستوى الوجود. إن النكسة الخطيرة التي تعيشها الأنظمة العربية بما فيها النظام السوري البعثي لهي بشارة خير لتحرير فلسطين على اعتبار ما نطق به الشيخ راشد الغنوشي في العشرينيات الماضية من أن تحرير فلسطين يمر عبر الإطاحة بالأنظمة العربية الخائنة. إن علاقة الأنظمة العربية بقضية الصراع العربي الإسرائيلي هي قضية مساومة ومتاجرة في القضية. بما فيها قيادات فلسطين نفسها. ولأن تحرير فلسطين سيقطع الكثير من الامتيازات عن الأنظمة العربية التي تجنيها من أمريكا كمقابل عن دعم إسرائيل والدخول في علاقات تطبيع معها.
ولكن ما يقال عن سوريا في علاقتها الممانعة ضد الكيان الصهيوني لا يمكن أن يقال عن الدول العربية الأخرى كدول منبطحة ذليلة ومغلوب على أمرها أمام شرطي العالم أمريكا. ولهذا فمن أفدح الأخطاء التي سقط فيها النظام السوري هي الدخول في حرب مع شعبه وعدم تفهم مطالبه المشروعة، خصوصا وأن بشار الأسد أثناء أول خطاب ألقاه بعد توليه منصب الرئاسة هو الوعد بإجراء إصلاحات كبيرة على رأسها حرية التعبير. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث..وبالتالي ها هي سوريا الممانعة تسقط في الامتحان وفي عدم توفير بنية تحتية شعبية تمتاز بالعدل والحرية والكرامة للمواطن السوري. وسقوط سوريا سيمثل خسارة كبيرة للمقاومة في لبنان وفلسطين لأنها تعد بحق أحد أهم قلاع الممانعة والدعم لقوى التحرر العربية من هيمنة الكيان الأمروصهيوني الغاشم. كما ستشكل تعرية لإيران بحكم التحالف الاستراتيجي الذي يجمع البلدين معا في إطار وحدة الممانعة والتصدي لقوى الغرب الصليبي. فهل سيسرع النظام السوري في استدراك الموقف ويهرول في الاستجابة لمطالب الشعب؟؟ أم أنه سيستمر في حفر قبره بيده وذلك بالاستمرار في التحليق في الاتجاه المعاكس لما يريده الشعب السوري من عيش كريم وأمن ورخاء وحرية في التعبير؟؟
16/04/2011
بالنسبة للتغيير وسلامة المنهج الموصل للرفاهية لم يكن النظام السوري في يوم من الايام سالكا له وهو ينطبق عليه كما ينطبق على باقي الانظمة العربية المستبدة الظالمة فلننظر ما فعله النظام السوري بشعبه ايام الراحل حافظ الاسد الم يقض على مدينة باكملها مستعملا الطائرات و مستعينا باحدث التقنيات الحربية لا لشيء الا لان هناك راي اخر يحاور بطريقة مختلفة فاين الممانعة التي يحسب عليها النظام الديكتاتوري ام انه لقي استمراريته في طريقته المتبعة و لو كان ممانعا كما نزعم لما كان له وجود من مدة مبكرة فيا شعب التحرير جمع الله شملكم و سدد خطاكم و جعلكم لهيبا تكوى بها اجساد الانظمة العاملة من قبيل البعث السوري.
اعتقد ان كل نضام عربي اول و اخر ما يفكر فيه هوالاستمرارية ولو على حساب اي شيء كان نوعه واذا استدعى الا مر تحالفه مع الشيطان فهم يسخرون مجهوداتهم في سبيل ابناءهم واسرهم والنضام السوري شانه في ذلك مسار الانضمة العربية الاخرى لم يكترث في يوم من الايام بهموم شعبه .والممانعة التي يتحدث عنها الاستاذ كانت بالنسبة لحزب البعث الحاكم في سوريا نهجا لضمان استمرارية النضام لا اكثر اما فيما يتعلق بالثورة الحالية بالجزء الشامي دليل على قرب نهاية الظلم و الاستبداد وشتى انواع طغيان البعثيين فصبرا شعب سوريا ان موعدكم النصر و الفلاح
أتفق مع صاحب المقال الأستاذ أحمد جبلي فيما قاله عن موقفه من النظام السوري و أهنئه على اعترافه بالحق لما رآه حقا فقلة قليلة من يغيرون مواقفهم ظنا منهم أن تغيير الموقف نقص في حقهم و أتشرف لقراءة مقالاتك بعد الآن و لكن هذا الاعجاب الذي غيرته الى التناغب مع الشعوب المستضعفة نتمناه أن تغيره كذلك فيما قلته في الطيبي محمد و الاعجاب الذي ابديته له لتتناغم مع المستضعفين في المدينة الذين نهب أراضيهم و تلاعب بمستقبلهم لذلك نتمى أن تفتح لقاءات مع من يعترض على محمد الطيبي و تسألهم و بعد ذلك سنرى مدى صحة ما تدعيه من تناغم
انه لشيء جميل ان نرى مثل هده المقالة في هدا الموقع لاننا بصراحة هرمنا من اخبار الحوادث.