استقبل المستشفى الإقليمي لتاوريرت أول أمس الاثنين (21 مارس) 11 جريحا أصيبوا في الأحداث التي شهدها دوار “لاحونا” الذي يبعد عن مركز المدينة بحوالي كيلومترين في اتجاه الجنوب ،وأفاد مدير المستشفى في تصريح لتاوريرت سيتي ، أن حالة المصابين غير مقلقة ، باستثناء فرد من قوات التدخل السريع أصيب بكسر في أنفه ، ومن بين الجرحى 8 من رجال الأمن من بينهم عميد ومفتش شرطة، والباقي من أفراد قوات التدخل السريع، إلى جانب رجلي
سلطة برتبة خليفة وفرد من القوات المساعدة الذي كان يحرس مقر المقاطعة الحضرية الثالثة التي تعرضت للتخريب مع إتلاف الوثائق والمستندات إضافة إلى العتاد الالكتروني من حواسيب وغيرها، فيما تم إضرام النار في محيطها مع تكسير نوافذ إعدادية ابن سينا التي توجد بالقرب منها، كما تعرضت سيارات أمن وسيارات خاصة لمجموعة من الأعطاب جراء رشقها بالحجارة .
وجاءت هذه الأحداث التي شهدتها تاوريرت ليلة اليوم المذكور بعد التطورات التي التي عرفها ملف مئات المحتجين المطالبين بالسكن الذين نظموا مسيرة انطلقت من مقر عمالة الإقليم في اتجاه دوار “لاحونا” الكائن في محيط تجزئة المختار السوسي بعد فشل الحوار مع ممثليهم ، إذ في الوقت الذي اقترحت عليهم السلطات الإقليمية شققا اقتصادية في عمارات سيتم انجازها مع تسهيلات في الأداء ، رفض المحتجون المقترح مطالبين ببقع أرضية بالمجان . وهي النتيجة التي أفضت بالمتظاهرين إلى التنقل الى منخفض بالدوار المذكور تحيط به المرتفعات، فدخلوا في عملية نصب الخيام ، غير أن القوات العمومية تدخلت لتفريقهم ، فتفرقوا إلى مجموعات بدأت ترشق بالحجارةالقوات العمومية التي طوقت المكان معتمدة المقاليع للسيطرة على الوضع، غير أن ذلك لم يكن كافيا، ليتم تعزيزها بقوات التدخل السريع التي تم استقدامها من مدينة وجدة، فتم تفريق المحتجين في وقت متأخر من الليل واعتقال 21 شخصا من بينهم 5 قاصرين. وكان والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد ووالي أمن ولاية أمن وجدة هرعا إلى عين المكان لمعاينة ومراقبة الوضع.
هذا وتعود تفاصيل هذه الأحداث إلى يوم الأربعاء 16 مارس الجاري عندما نصبت 13 أسرة خياما على أرض سلالية في منطقة تضاريسية صعبة تتدرج فيها المنخفضات والمرتفعات مطالبة بحقها في السكن ، وكانت قدمت طلبات في هذ الشأن، دون أن تتم الاستجابة لذلك بينما استفادت أسر أخرى من بقع أرضية في مرحلة سابقة. أمام هذ الواقع هرع رئيس المجلس البلدي إلى عين المكان مؤكدا على الاستجابة للأسر التي سبق أن قدمت طلبا من أجل السكن بعد دراسة ملقاتها، وعلى المعنيين أن يسلموا بطائق تعريفهم الوطنية، وكان هذا الإجراء بمثابة انطلاق الشرارة الأولى ،إذ التحقت العشرات من الأسر بالمكان مطالبة هي الأخرى بحقها في السكن،فتم نصب أزيد من 80 خيمة للضغط على السلطات من أجل تحقيق مطلبها.
إلى ذلك تطور هذا الوضع يوم الخميس 17 مارس، خاصة مع تزايد أعداد المعتصمين من كل الفئات العمرية ذكورا وإناثا، فنزلت السلطات الإقليمية والمحلية إلى عين المكان مع إنزال أمني كثيف، وعملت على إقناع المحتجين بهدم خيامهم وإخلاء مسرح الاعتصام ، وأشرف الكاتب العام للعمالة على جمع بطائق التعريف الوطنية وهي بالمئات.هذا واحتشد المعنيون أمام مقر عمالة الإقليم يوم الجمعة 18 مارس لمتابعة مآل دراسة ملفاتهم، قبل أن تعيش المناطق المحيطة بتجزئة المختار السوسي أول أمس الاثنين ليلة سوداء غير مسبوقة. لكنها أنذرت المسؤولين عن الشأن العام الإقليمي بضرورة تشخيص الوضعية العقارية المعقدة التي اغتنى منها مجموعة من الأشخاص بطريقة غير مشروعة، ويرى الملاحظون للشأن التاوريرتي،أن المسؤولين مطالبين بفتح تحقيق للكشف عن لوبي العقار الذي اغتنى بطرق غير مشروعة بواسطة الترامي على الأراضي ، بل منهم من كون تجزئات سرية دون أن يطاله السؤال ” من أين لك هذا ؟ “، وكان دائما المسؤولون يرددون بتاوريرت عبارة” عفا الله عما سلف”، ولايستبعد الملاحظون أن يكون هذا اللوبي وراء ماجرى بتاوريرت، والأكيد أن السلطات االمختصة ستعمل على التحقيق في هذه القضية.
تاوريرت سيتي
اللهم انا هذا لمنكر