المسيرة الكحلاء لبومدين ضد مغاربة الجزائر عام 1975
نورالدين لشهب// خالد البرحلي
المسيرة الكحلاء للرئيس هواري بومدين عام1975 ضد مغاربة الجزائر
ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر ..قصة مأساة …وإرادة حياة
سياق التاريخ ومساق الحدث
أغلب المراقبين والمتابعين للشأن السياسي المغربي يجمعون على أن حدث المسيرة الخضراء عام 1975 حقق للمغاربة نوعا من الإجماع الشعبي والرسمي، حيث تلاقت إرادة الملكية في المغرب مع مطالب الشعب المغربي في تحرير كامل ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة، كما حقق هذا الإجماع شرعية إضافية للملك الحسن الثاني رحمه الله بعدما كانت حياته مهددة بعد انقلابين فاشلين قادهما الجيش في بداية السبعينات، هذا الإجماع تولد عنه ما يسمى بـ”المسلسل الديمقراطي” الذي انخرطت بموجبه بعض الأحزاب المنبثقة من الحركة الوطنية، أو التي ظهرت على هامش الحركة الوطنيةإلى حلبة التدافع الديمقراطي، سيما وأن البعض منها كانت مؤاخذاته أو أسباب معارضته قائمة على استكمال الوحدة الترابية كما كان يدعوا آنذاك جيش التحرير الذي تم التخلص منه في سياق الصراع بين الملكية والحركة الوطنية حول اختيارات وبدائل بلغت في بعض الأحيان حد الخلاف والتناقض وصراع مرير زادت من تعميقه أحداث 23 مارس عام1965 بالدار البيضاء، وبعض مدن المغرب، وما تلاه من فرض حالة الاستثناء.
إذا كان حدث المسيرة الخضراء اتخذ طابعا شعبيا، وحقق إجماعا وطنيا حول المؤسسة الملكية بالمغرب، فان أصداءه في الجارة الجزائر، أو الأصح عند نظام الحكم بالجزائر على عهد هواري بومدين ( واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة) ووزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة، لم تجد آذانا صاغية لفهم ما جرى، ومن ثمة التفاعل مع هذا الحدث كيفما كانت الاختلافات ما بين النظامين السياسيين، ومحاولة إيجاد حلول مرضية عن طريق الحوار بالتي هي أحسن، بل تفتقت عبقرية الرئيس هواري بومدين ووزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة بتنظيم مسيرة كحلاء بتعبير النظام الجزائري، كحلاء بما تحمل الكلمة من معاني من حيث توقيتها، وهو يوم عيد الأضحى الذي تزامن مع شهر دجنبر عام 1975، أي بعد شهر واحد على تنظيم المسيرة الخضراء في نونبرعام1975 ،ومأساوية من حيث الإعداد اللوجستيكي الذي تكفل بهذه المسيرة الكحلاء، من جيش ودرك وشرطة والكل يلعن في “المروك” بدين الرب وأولاد القــــ..، ومن حيث المستهدف من هذه المسيرة، وهم مغاربة الجزائر، هم بالأحرى مغاربة جزائريون، لأن البعض منهم ولد في الجزائر ولا يتذكر المغرب إلا حين يريد وثيقة فيذكره البعض أن جنسيته مغربية، ومنهم من شارك في الثورة الجزائرية، وذاق مرارة السجون والمعتقلات إبان الاستعمار الفرنسي، ومن النساء من شاركن في الثورة أيضا كأعمال السخرة مثل تصبين الملابس وتنظيفها من الدم في القرى والوديان خدمة للمجاهدين وتأمين ملاذات آمنة لهم كما حكت لنا السيدة برمضان ….ذنبهم أنهم يحملون الجنسية المغربية فقط!!
إنها جريمة إنسانية في حق البشرية كما صرح لـنا زميلنا الصحافي الجزائري أنور مالك.
وإذا كان حدث المسيرة الخضراء حقق نوعا من الإجماع بين النظام السياسي بالمغرب ومعارضته، فان المسيرة “الكحلاء” نقضت عرى الأخوة والمحبة، وفرقت الأزواج، وشتت الأرحام وخاصة مما جمعته مع الجزائريين أواصر المصاهرة، فكان يتم التفريق الأم عن أولادها والأب عن أبنائه، والأخ عن إخوته، وألحقت مأساة إنسانية يحكي تفاصيلها ما يزيد عن 45 ألف أسرة، وتمت عملية التهجير القسري، بعدما سلبت منهم ممتلكاتهم من منازل وأرصدة بنكية وأمول مدخرة لوقت الحاجة، ومقاولات ودكاكين…وتم تكديسهم في حاويات لنقل المواشي وحافلات مهترئة ومكتظة بـ”المعذبين في الأرض” بتعبير المفكر فرانز فانون، وهو من أمريكا اللاتينية شارك في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وما كان يدري هذا الطبيب أن المعذبين في الأرض سيكون عنوان كتاب آخر دونه ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر بمداد من المأساة لا زالت آثارها متواصلة إلى حد الآن!!
قصة مأساة
إقليم سيدي قاسم وحده يوجد به أكثر من 150 ضحية للطرد التعسفي من الجزائر لعام 1975، يعانون في صمت مطبق منذ ما يربو 30 سنة، إلى حدود 2005 لما بدأ مجموعة منهم ينظمون أنفسهم في جمعية وطنية اسمها “ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر”، والتي يرأسها السيد محمد الهرواشي ، غير أن الجمعية، وبالرغم من العراقيل التي يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي آخذة في التوسع والانتشار وبدأت تأخذ أبعادا إقليمية ودولية، سيما وأن الجمعية المذكورة بعثت برسائل إلى جهات عليا منها معهد نوبل بأوسلو في النرويج تدعوه إلى العدول عن ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2008 نظرا -كما تقول- الرسالة أن السيد عبد العزيز بوتفليقة كان آنذاك” أحد المؤثرين في اتخاذ القرارات السياسية الكبرى” .
التقينا بالسيد الوسين السكولي وعائلته، وهي أحد العائلات 45 ألف التي شملها الطرد… عائلة تختزل المأساة وتختزنها في أرشيف الذاكرة المجروحة.
فبصوت يحمل الكثير من الوقار، وكلمات مرتبة تجر خلفها ذكريات قديمة لم تبارح عقله بعد، كان يتحدث (الوسين السكولي) لنا، ويحكي عن تفاصيل لم تغادر عقله بعد، تفاصيل الطرد الذي شمله مع آلاف العائلات من أصل مغربي من الجزائر نحو مدينة وجدة داخل الحدود المغربية..
“لم نكن نعرف سبب طردنا لكن الأكيد أن هناك سببا هي تعرفه”، هذا ما كان يردده (السكولي) عن الحكومة الجزائرية حينما سالناه عن المبررات التي على إثرها قامت حكومة هواري بومدين بطرد الآلاف من المغاربة بدون أي سند قانوني أو أخلاقي..
يصمت الرجل قليلا وكأنه صمت التعب، تعب السنين وذكريات مازالت كل تفاصيلها سليمة وكأنها حدثت بالأمس القريب، ثم يضيف بحشرجة في حلقه وهو يقول(( علاش يديو لينا رزقنا..علاش يفرقوا العائلات دياولنا.. يقولوا لينا سيرو لبلادكم وحنا نجيو..)).
يحكي (السيد السكولي) الذي ولد سنة 1927 بالجزائر وعاش بالجزائر وأنجب كل أبنائه بالجزائر ماعدا واحدا، عن تفاصيل الطرد الذي كان في يوم عيد الأضحى من سنة 1975، حيث كان الكل منهمكا في تفاصيل العيد ويُعد نفسه ليوم حافل تسوده أجواء الفرحة والسرور كما تقضي بذلك التقاليد والعادات التي فيها ما يذيب كل الفوارق الاجتماعية والثقافية بين المغاربة والجزائريين، في هذا الجو الديني والحميمي فوجئت العديد من الأسر بجيش عرمرم من العسكر والدرك والشرطة ومختلف المصالح الأمنية، وهي تنكل بكل من له أصل مغربي وتشبعهم سبا وشتما في “المروك”.
يتذكر “الوسين السكولي” هذه اللحظة بالكثير بالحزن والضيق، فيقول(( كان الجنود ينكلون بالنساء والأطفال والشيوخ وكل من حاول سؤالهم عن السبب وراء ما يقومون به، فكان ردهم الوحيد هو أنكم أخذتم أرضنا[ يقصدون استرجاع الصحراء على اثر المسيرة الخضراء] لهذا سنطردكم اليوم)).
وهذا التنكيل لم يشمل المغاربة فقط،،- يضيف السيد السكولي- بل شمل حتى العائلات الجزائرية التي تربطها أواصر الدم والقرابة مع المغاربة، حيث عمد نظام هواري بومدين إلى تفريق الابن عن والدته إن كان الزوج جزائريا، حينها يتم طرد الزوجة في حين يبقى الزوج والأبناء رغما عن إرادتهم في الجزائر، أم إذا كانت الزوجة جزائرية والأب مغربيا، فالطرد يكون من نصيب الأب والأبناء على أساس أن أصلهم مغربي في حين تبقى الزوجة مرغمة في الجزائر..هكذا، فرقت العائلات وقسمت بقرار سياسي بقيت جملا استفهامية تحول حوله إلى يومنا هذا!!!
من منطقة مغنية ولاية تلمسان، طرد “ابّا السكولي” ( كما يناديه شباب المدينة) ومعه آلاف المغاربة عبر حافلات وشاحنات نقل البضائع التي أصبحت شاحنات لنقل المطرودين، من مغنية إلى وجدة عبر طريق طويلة ومتعبة وشاقة جسديا ونفسيا رسمت قصة سيحفظها التاريخ بتفاصيلها التي بدأت بقرار سياسي متهور، ومرت بنصب خيام شهدت على قسوة طيش السياسية حينما تكون في أيدي من هم ليسوا أهلا لها، لكن هذه القصة لم تنتهي، فكل شخص عاش هذا الطرد مازالت دواخله تحتفظ بالكثير من الأسئلة التي لم يجد لها أجوبة بعد.
السيد السكولي لم ينس ولا يريد أن ينسى، ويتذكر جيدا كيف أن الشاحنات نقلت المطرودين من ولايات مختلفة بالجزائر إلى المدارس في وجدة حيث تزامن هذا الطرد مع أيام العطلة المدرسية، حينها تم استغلال هذه المدارس لتكون مأوى مؤقتا ولمدة ثمانية أيام، بعدها نصبت لهم الخيام ولمدة سنتين حيث عاش فيها الآلاف من المطرودين في ظروف نفسية قاسية جعلت الكثير منهم يفقد عقله ويصاب بأمراض نفسية وعصبية، ومنهم من مات كربا وغيضا على حياة كانت لهم، لم تعد لهم.. كذاك الرجل المطرود –كما يحكي السيد السكولي-الذي كان يملك في الجزائر دورا ودكاكين وعقارات وأملاكا لم يحتفظ إلا بمفاتيحا المكدسة بين يديه، فطفق يدور ويلف ويبكي حتى سقط مغشيا عليه، فلما أتوه وجدوه أسلم روحه إلى باريها – يتذكر السيد الواسيني بكثير من الأسى والحزن مع مزيج من الحسرة.
بعد سنتين من هذه المأساة الإنسانية، وبالضبط سنة 1977 قامت الدولة المغربية بتحديد المدن والحواضر التي ينحدر منها المطرودين بغرض الاستقرار بها، فالتحق أغلب المطرودين بأسرهم بمدن شتى من الوطن الأصل/المغرب الذين يحملون جنسيته، غير أن عائلة السكولي لم تكن تتوفر على أسرة بالمغرب حتى تلتحق بها لتخفف عنها، على الأقل، بما نزل بها من ضيم وظلم، والسبب راجع إلى أن (السكولي)كل أفراد عائلته في الجزائر، إذ أن جده استوطن الجزائر قديما إبان الاستعمار الفرنسي، الأمر الذي جعل السلطات المغربية تعينه مياوما في إعدادية المهدي بن تومرت في سيدي قاسم التي حصل منها على معاش لا يكفيه حتى للاستشفاء من العاهات والأعطاب الموثقة على جسده، و التي لحقته حينما كان في صفوف المجاهدين الجزائريين أيام الثورة الجزائريةمع زوجته السيدة فاطمة برمضان يدافعان عن أرض الجزائر حتى تتخلص من نير الاستعمار.
انه الظلم المزدوج، ظلم البلد الذي عرف مسقط رأسه ومنبت غرسه، وظلم بلده الأصلي الذي يحمل جنسيته عندما قدم له راتبا بالكاد يجعله يعيش..
يعتبر “ابّا السكولي” دجنبر 1975 حدثا مفصليا في حياته، حيث ذاق على إثره صنوفا من الأسى والحرمان والعذاب، كان يملك في ولاية تلمسان بمنطقة مغنية أكثر من325 رأس من الغنم، و120 رأس من الماعز،و13 رأس من البقر، و4 “مطامر” تحوي ما يقرب من 102 قنطارا من القمح،إضافة إلى 100 هكتار من أرض مزروعة كان يرهنها من الفلاحين، زد على ذلك شاحنة لنقل المواشي وجرار في ملكيته ، أما زوجته فكانت تملك منزلين أهدتهما لها الثورة الجزائرية جزاء لها على جهادها وتضحيتها في مساعدة الثوار الجزائريين زمن الاستعمار… هذه الأملاك أصبحت حصيدا كأن لم تَغْنَ بالأمس بما فعلت أيادي النظام الجزائري آنذاك.
إرادة حياة…
يلخص رئيس جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر محمد الهرواشي، مطالب الضحايا في فتح الحدود في وجه العائلات المشتتة، وإرجاع الممتلكات لأصحابها وتعويض الضحايا عن ممتلكاتهم..وتقديم اعتذار رسمي باسم الدولة الجزائرية..
كل هذه المطالب من أجل رد الاعتبار لضحايا صرح البعض منهم ، أنهم حاربوا مع الجزائريين لنيل استقلالهم، وفرحوا لفرحهم، ومات البعض منهم من أجل الجزائر الحرة التي لا يحكمها المستعمر الفرنسي..لكن ظلم ذوي القربى كان اشد مضاضة كما قال أحدهم.
كثيرا من ضحايا هذا الطرد كلمناهم وحادثناهم وأخذنا تصريحاتهم، منهم من عاد بعد المأساة بسنين ليبحث عن ما ترك من بيت ومال ثروة شخصية، ليجد أن كل شيء بيع أو خُرب أو أصبح أطلالا وذكرى ستحفظها الأيام وسيحفظها التاريخ الذي سيبقى أصدق الرواة على مأساة 45 ألف عائلة مازالت إلى يومنا هذا تطالب باسترجاع حقوقها، ومازالت كل المنظمات والهيئات والدولة الجزائرية وحتى المغربية تَعِد بإيجاد حل لهذا المشكل وفي القريب..لكن ليس بالعاجل
تصريح الكاتب والصحافي الجزائري المقيم في باريس أنور مالك بخصوص حدث الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر
الحقيقة أن ما حدث منذ أكثر من ثلاثين عاما يعتبر جريمة بمعنى الكلمة، يعاقب عليها القانون وتجرمها الأعراف والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الجزائر.. حيث أقدمت حينها السلطات الجزائرية لأجل تصفيات حسابات مع المغرب على طرد ما يقرب من 50 ألف مغربي وفي صباح عيد الضحى وبطريقة فجة وغليظة ومتوحشة ولا إنسانية، واغلبهم متزوجون بجزائريات أو جزائريين ولهم أبناء، بل أكثر من ذلك شاركوا في ثورة التحرير وقدموا خدمات جليلة لمسيرة كفاح الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي، فهكذا يرد الجميل لهؤلاء الثوار والمناضلين والمقاومات؟؟
فبصفتي جزائريا، أخجل من هذا الفعل الشنيع الذي مارسه النظام العسكري الذي آن الأوان لمحاسبته على سياسته المتعفنة التي أفقرت الشعب وحرمته من كل أسباب التحضر والحرية، ما ذنب عائلات تحرم من أحد أفرادها؟ ما ذنب طفل ولد من أم جزائرية وأب مغربي أن يعيش يتيما ويحرم من أبيه أو العكس، لا لشيء سوى أن العسكر وجنرالات الفساد ينتقمون من دولة وشعب جار لنا معه تاريخ عريق وحسن الجوار ويبادلنا ونبادله الاحترام والمحبة ؟
لقد آن الأوان لهذه العائلات أن تأخذ حقها من طرف السلطة التي كان غداة طردهم وزير الخارجية هو الرئيس الحالي بوتفليقة، وآن الأوان في حالة تعنت هذا النظام أن تتقدم الى المحاكم الدولية للمطالبة بحقها وممتلكاتها والتعويض على الحرمان والنفي والتجويع والتفقير والتعسف والاضطهاد والتعذيب والتفريق الذي مورس في حقهم، وهو ما تعاقب عليه كل القوانين الدولية ويعتبر جريمة ضد الإنسانية، والأمر لا يتوقف على جمعية المطرودين في المغرب التي وجب أن تقوم بهذه الدعوى ولكن في الوقت نفسه على الزوجات وكل العائلات المتضررة في الداخل الجزائري أن تحذو حذوها في الداخل والخارج، ونحن مستعدون لإيصال أصواتهم الى كل العالم، وبصفتي الشخصية أساند هذا المسعى الإنساني، ففيه سيتم محاكمة نظام على جرائم الطرد التعسفي والانتهاك الصارخ لحقوق ما يقارب 50 ألف مواطن، وقد صار عدد المتضررين من هذا يفوق المائة ألف بعد الأبناء والأقارب وباقي من طالهم الضرر، لقد كانوا يعيشون في أمان مع أسرهم وزوجاتهم أو أزواجهم وبنيهم، ولا أدنى ذنب لهم في كل ما يجري بين الجنرالات والمخزن…أستغرب أن هذا النظام يبجح الآن بحماية الصحراويين في محتشدات تندوف بالتواطؤ مع عصابة صنعها وصنعت في مطابخه، ومونها من خزينة الشعب الذي صارفي حال نعجز في رثائها من القر والجوع والتهميش، فان كان ما يقوم به من باب الإنسانية وحقوق الشعوب وما الى ذلك من الشعارات الفضفاضة، فكيف ينظر الى هؤلاء الذين طردوا وجردوا من أموالهم وحرموا من أبنائهم؟
أجدد دعمي لهذا المسعى الإنساني ما دام لا تحكمه حسابات سياسية متبادلة بين النظامين، كما أجدد دوما موقفي من الوحدة المغاربية التي هي صمام الأمان لشعوبنا، وأحذر مرة أخرى من أن الذين يدعمون الكيانات المتجددة والطوائف التي بدأت تطفو على السطح، سيفتتون المغرب العربي الى كيانات لا تحصى ولا تعد، فالجزائر تنام على فتنة القبائل والشاوية والطوارق وبني ميزاب والعرب، والمغرب بدوره ينام على فتن أخرى لا تبتعد كثيرا عما هو في الجزائر، وستنفجر المنطقة المغاربية حتما وستشجعها البوليزاريو التي صارت تصنع نموذج التمرد والانفصال في عالمنا العربي، وحقيقة أن ما جرى للمغاربة من طرد تعسفي ظالم هو نتيجة من نتائج الصراع القائم بين الجزائر والمغرب والمتجلي في قضية اسمها الصحراء، وأكيد أن الأمور ستتطور كما تطورت من قبل في حروب الرمال وغيرها …
وكما قلت من قبل في مداخلة عبر قناة “العالم” الفضائية أنه لم يحدث وأن وجدت مشكلا وقع في أوروبا بين المغاربة والجزائريين، بل إنهم يعيشون في سلام ومحبة ووئام ومصاهرة، وهذا الذي يؤكد أن ما جرى ويجري الآن وما سيحدث تتحمله الأنظمة الشمولية والشعوب بريئة منها الى يوم القيامة…
أدعم المطرودين في مطالبهم بصفة مطلقة ولن أتردد يوما في مساندتهم إعلاميا وحقوقيا وسياسيا، وأتمنى أن أزود بكل الملفات حتى استطيع أن أتحرك في هذا الباب، لأن المطلب شرعي وإنساني ولا مزايدة فيه، وكم عرفت من عائلات وشباب حرموا من رؤية آبائهم إلا في الصور فقط، بل توجد نساء تحولن الى أعمال غير لائقة ولا أخلاقية بسبب الحرمان الذي تعيشه الأسرة من عائل يوفر لها لقمة العيش، فترى من يتحمل المسؤولية؟ أقولها بصراحة إن بوتفليقة إن تجرأ وحل هذه المشكلة واعتذر للعائلات التي شردت، أقسم أنني سأكون من الساندين له في مسعاه نحو جائزة نوبل، ولكن لا اعتقد أن ذلك سيحدث لأن المشكل أكبر من طرد تعسفي بل هي أطماع جنرالات هدفهم السيطرة على المغرب العربي بعدما سيطروا ونهبوا ثروات الشعب الجزائري، فضلا من كل ذلك انه سيدين نفسه وهو الذي لعب الدور البارز فيما جرى لأشقائنا المغاربة وفي تاريخ شهد تأسيس ما يسمى بالبوليزاريو ..أتعجب من الدعوات المتكررة لعودة الفلسطينيين المهجرين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وخاصة لما تصدر من النظام الجزائري الذي يتبجح أنه مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، ولكن هو فعل أكثر ما فعلته الصهيونية من قبل، والعجيب أنني وجدت مقالا على موقع الخارجية الإسرائيلية يحمل الجيوش العربية طرد الفلسطينيين الذي أخرجوهم من ديار الحرب ولما هزموا عجزوا في ردهم ولم يتجرؤوا على تحمل المسؤولية، أليس ذلك لا يختلف كثيرا عما قام بهنظام بومدين العسكري في حق مغاربة أبرياء لا ذنب لهم ولم تكن لهم علاقة بما كان يجري بين البلدين .. وبمبررات ستظل من العار الذي يلاحق البلد وحتى الأجيال الجديدة من الجزائريين.
رئيس جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي محمد الهرواشي لـ “الشعاع” قضية الطرد من الجزائر أصبحت من أساطير الأولين نتيجة التعتيم الإعلامي الذي مورس عليها لمدة تزيد عن 30 سنة
ما هي المطالب التي تتبناها جمعية ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر ؟
أولا قبل كل شيء أود أن اعبر عن شكري لكل طاقم جريدة “الشعاع” على هذه المبادرة التي تقوم بها قصد إحاطة الرأي العام علما في منطقة الغرب بقضية صارت من أساطير الأولين نتيجة التعتيم الإعلامي الذي مورس عليها لما يزيد عن 30 سنة وما يعطي لمبادرتكم هذه قيمتها المضافة، ومصداقيتها هو أن هذه المنطقة تتواجد فيها ألاف العائلات من ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر وانجازكم لهذا الملف هو رفع من معنوياتهم و رد اعتبار لكرامتهم أمام المسؤولين في هذه المنطقة و في كافة مناطق المغرب عموما.
أما مطالبنا بالتحديد فقد ضمناها في رسالة إلى الرئيس الجزائري بتاريخ 30 أكتوبر 2006 بمناسبة تخليد الجزائر لثورة أول نوفمبر 54 حيث طلبنا منه ما يلي:
1. فتح الحدود في وجه العائلات المشتتة حتى يجتمع شملها من جديد، و هذه العائلات هي التي تم التفريق بين أفرادها، خاصة الزواج المختلط ، مغربي تزوج جزائرية تم ترحيله و أبنائه مع منع الزوجة الجزائرية من مرافقة أبنائها ، كذلك المغربية المتزوجة بجزائري يتم ترحيلها و التفريق بينها و بين أبنائها وهذه مأساة عانوا منها المغاربة الجزائريين على السواء.
2. إرجاع الممتلكات لأصحابها مع حرية التصرف فيها.
3. تعويض الضحايا عن الأضرار المعنوية و المادية التي أصابتهم جراء تصرف لا مسؤول من طرف مسؤولين جزائريين.
4. تقديم اعتذار رسمي للضحايا باسم الدولة الجزائرية، لان ما تعرض له الضحايا كان باسم الدولة الجزائرية و قام بتنفيذه الجيش الجزائري و البوليس الجزائري لهذا نطالب باعتذار من طرف المسؤول الأول في الجزائر.
ألا تفكرون في إقحام الجزائريين الذين كانوا هم أيضا ضحايا هذا الطرد خصوصا الذين كانوا متزوجين من مغاربة وتم تشتيت عائلاتهم ؟
الجزائريين هم ضحايا مثلنا تماما فهم أيضا كانوا حطبا لنار حكام الجزائر، فعدد كبير من الجزائريات و الجزائريون التحقوا بأبنائهم
وزوجاتهم في المغرب و هم يعيشون معهم بشكل عادي جدا. أما إذا كان المقصود من سؤالكم هو محاولة تأسيس جمعية في الجزائر للضحايا فان هذا صعب جدا فالجزائر ليست تلك الدولة التي تمارس فيها الحريات العامة كما تتصورون ، فهي دولة عسكرية يحكمها العسكر و ما ترونه في التلفزة عندهم مخالف تماما للحقيقة . فلو كانت الجزائر دولة ديمقراطية لما تعرضنا أصلا لما تعرضنا له، و الحال لازال على حاله. الحرية التي يمارسها المواطن الجزائري يمارسها عبر الانترنت فقط وبأسماء مستعارة، أما أن يمارس حقا دستوريا على ارض الواقع فهذه مغامرة طائشة سيؤدي ثمنها في الحين.
ما هي الخطوات التي ستتخذونها على المستوي الدولي للتعريف بقضيتكم ؟
السؤال هو ما هي الخطوات التي اتخذناها و ليس الخطوات التي ممكن اتخاذها، فنحن في الجمعية نتحمل مسؤولية أقوالنا كما نتحمل مسؤولية أفعالنا، فإذا قلت لك يوما ما إني سأفعل كذا، ففي اليوم الموالي يجب أن أقول لك إنني فعلت كذا، فنحن لسنا جمعية الأقوال فقط، فمن الخطوات التي اتخذناها على المستوى الدولي هو مراسلة الرئيس الجزائري في 30 أكتوبر 2006 كما ذكرت لكم آنفا و حينما لم نتوصل بجواب من الدولة الجزائرية قمنا بمراسلة الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 8 مارس 2007 طليا منه تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم في حق الإنسانية ارتكبها مسؤولون جزائريون ذكرنا بعضهم كما راسلنا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نثير انتباهه لما تعرض له مواطنون فرنسيون من أصل مغربي من ظلم طرف الجزائر كما قمنا بمراسلة وزير العدل المغربي طلبان منه فتح تحقيق في شان جريمة ارتكبت في حق مواطنون مغاربة ، و الآن نحن نعمل على جميع شكايات الضحايا قصد رفع ملقنا إلى المحكمة الوطنية الاسبانية و إلى محكمة الجزاء الدولية مع مراعاتنا للإجراءات التشكيلية التي يجب إتباعها في مثل هذه القضايا كما أن فرعنا في فرنسا برئاسة الدكتور محمد الشرفاوي يقوم بعمل رائع في هذا الشأن و سننظم يوم 20 يوليوز 2008 مؤتمرا دوليا لضحايا الجزائر في العاصمة سيحضره عدد كبير من ضحايا الجزائر مختلفي الجنسيات و المعتقدات.
كل هذه خطوات مهمة نقوم بها قصد التحسيس بقضيتنا دوليا. إضافة إلى ما نقوم به داخل المغرب من تأسيس فروع في مختلف المدن المغربية حتى نكون قريبين من الضحايا ة من مشاكلهم و معاناتهم، و حتى نستفيد من طاقاتهم و اجتهاداتهم و قد وضعنا لجمعيتنا:
نحن عائلة واحدة، و هذا الشعار نطبقه على ارض الواقع فلا فرق بيني و بين الضحية في وزان أو سيدي قاسم أو في زاكورة أو في أمريكا نحن عائلة واحدة، قضيتنا واحدة و همومنا واحدة.
Le nom exact ce n’est pas” Mohamed Ibrahim Boukharouba” comme veut le faire croire la biographie officielle algérienne, mais “Mohamed Boukharouba” fils d’un ouvrier au quint (KHAMAS).
Bouteflika a présenté a Boumédienne ” Anissa” qui avait des problèmes avec l’Etat algérien car son père importait des films egyptiens.il s’est passé avec Anissa et Boumediene ce qui s’est passé avec Zine El Abidine et Leila Trabelsi.
Bouteflika n’ a pas oublié le coup de Boumédiene c’est pour cela qu’il ne s’est pas marié.
houa el kelb bnou el kelb wa jadouhou kelb Fala khaira fi kelbine tanasala asloho mine kelbi.