بقلم .رشيد زهير
تعتبر صفحة الردود التي تعقب أي موضوع من المواضيع المنشورة على المواقع مراة تعكس مدى استيعاب القارئ لمادة النشر و تختزل بداخلها أيضا عفوية الفهم.و طبيعي أن تكون هناك اختلافات في الرؤى و التحليلا ت باختلاف المستوى الفكري و الثقافي للأ شخا ص في مدى الفهم والإستيعاب.
هدا المنبر الحر الذي أوجدته ثقافة الأنترنيت هو مكسب يضاف إلى رصيد العولمة التي لا يختلف إثنا ن على قوة تسارعها و تدافعها. فقد أصبح بالإمكا ن أن نبدي ر أيا على ما نقرأ.فالمشاركة أصبحت أوسع و أشمل و النقاش ممكن و أسهل.
و إن كنت أرى في المقابل على الأ قل في الوقت الراهن ان هذا الفضاء الحر هو سيف ذو حدين ..حد با ن و حد قاصم.
الحد الأول إ جابي إلى أ بعد الحدود .فهو منبع لا ستيقاء المعلومة بسرعة البرق و منهل للمعرفة وإثراء للرصيد الثقافي و العلمي. ايضا خيط تواصل للأ فكار و التجارب.
و لعل أ برز الأ مثلة على ذلك صداقات الفايسبوك التي التحمت من خلا لها القناطر و المعابر و امتزجت بداخلها الأ فكا ر و الخواطر.
كل هذا مقبول لكن بشرط المسؤولية الفكرية و الأ خلا قية.
أنت حر فيما تعبر عنه و هذا حق لا يمكن أن يسلبك إياه أحد .لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل هذه الحرية تجيز لك أن تقول ما شئت بأي شكل شئت.
هنا سأ عرج على الحد الثاني و أود الإشارة إلى أن صفحا ت
الأ ترنيت أضحت في متناول الجميع صغارا و كبارا.وفي هذا
الإ نفتاح الهائل تكمن الخطورة إن أ سأنا التعامل معه.
لا ينكر أحد أن ركن الردود و التعليقات با ت أكثر إيلا ما و خدشا للحياء.فما كان محضورا من كلام ساقط و فاحش في عثما ت الحواري سهل نشره على الصفحات وفي كل اللحظا ت.
لا عيب ان نبدي رايا مخالفا لكن شرط ان يكون بناءا.فبديهي ان يكون في مقابل الإ عتراض رأي مقابل و في ر فض فكرة أخرى موازية .
أما أن نتشد ق دون أن نتعمق فهذا ما لا يجوز.
أسهل العبارات السب و الشتم و أصعب المحاكاة ضبط العقل و النفس و هذا ما يميز النضج عن التهور.رحابة الأ فق عن انسداده .ليونة الرأي و سداده عن قزميته و فساده.< قل خيرا أو اصمت >
لا يجب أن ننسي أن السيف كما أ سلفت ذو حدين.ففي الوقت الذي توجهه لغيرك فهو يعود إليك.وكلما فكرت ان تهين احدا ففي الحقيقة أنت تهين نفسك.
ناهيك عن جانب اكثر خطورة في اعتقادي من سفالة اللفظ و العبارة و هو نشر الفكرة المبثورة و المعلومة المغلوطة. التي ليس لها هم سوى التضليل و الإيهام.
هذا ما يجرنا و يدعونا جميعا إلى اختيار ثقافة الحوار البناء كبديل أوحد و شرط أساسي فيما نبدي من اراء .فالمسؤولية الأخلا قية أكبر من أن تحصر. أمام أنفسنا و غيرنا. أولادنا و بناتنا .
فللرأي حرمة و الحرما ت تصان.و الفكر أمانة يعز و لا يهان.
.
في الحقيقة لا تقبل غالبية النفوس البشرية أي نقد مهما كان , وهذا يعتبر قصورا في التفكير الانساني إذ من الواجب على الشخص الموجهه إليه الانتقادات أن يدرس طبيعية النقد ويتقبله بصدر رحب,وأن ينظر بنظرة تفاؤل و أمل إلى المستقبل ,فإننا نرى غالبية الناس يرفضون النقد الموجه لهم ..
النقد ماهو الا توجيه لذلك الشخص تجاه عمله .. وذلك لعلاج أوجه
القصور وللإرتقاء بالمستوى الوظيفي أو التعليمي لمن هم تحت
المسؤوليه …
والشخص الذي يقبل النقد ناجح في حياته ,فلا يوجد شئ في الكون كامل ..الكمال لله وحده سبحانه ..
فمن المستغرب تهرب بعض الناس من تحمل المسؤولية والنقد من بعدها !!
وهذا يعني ضعف شخصية ذلك الشخص مهما كانت مكانته !!
خصنا وقت طويل باش نفهموا المعنى ديال النقد.لكن هدا ما يمنعش نتعلموا.اول شي خاصنا نتعلموه ا حترام رأي الغير..او نبعدوا على الكلام السخيف في الرد.موضوع المقال في غاية الأهمية. و الكاتب أصاب في مجموعة من النقاط.حان الوقت باش نتعلموا الصواب في الكلام اوالنقد الفعال ماش النقد الخاوي لي ما عندو معنى.