ياسر اليعقوبي / شبكة الناظور للأخبار
في الوقت الذي أعلن فيه عمدة مليلية المحتلة خوان خوسي امبروذا عزمه منح أوسمة للنساء الشرطيات اللواتي تعرضن كما وصفه بـ ” اعتداءات من قبل نشطاء مغاربة ” قبل أشهر في نقطة الحدود الوهمية ببني أنصار، و في الوقت أيضا الذي قررت حكومة الاحتلال في المستوطنة تخصيص 41100 يورو كاستثمار لتعليم النساء اللواتي يتعرضن لخطر الاستبعاد الاجتماعي و ضحايا العنف و الذي جاء الكشف عنهما بمناسبة احتفال المرأة بيومها العالمي، تبقى المرأة سواء في المستوطنة أو في غيرها من مدن العالم شعار أبدي تحترمه الأجيال القادمة وتتذكره في الثامن من مارس من كل عام و هي السنة والمناسبة أيضا التي تحتفل بها المرأة المحلية بالناظور لكن بواقعها المرير الذي لا يتغير الا من السيء الى الأسوأ كل عام
هي المرأة التي لم تجد في الناظور من سبيل سوى أن تخترق عدة عوالم كانت حكرا على الرجل و ان بدت الصورة بالنسبة اليها أقرب الى ممارسة عمل يقيها من ضربات الزمن الغادر فان هناك من النساء من اقتحمن عوالم أخرى أكثر سوادا من مستقبلها، حتى باتت مشاركة المرأة دخولها أماكن كانت في العهد القريب جدا تشكل ” العتبة الحمراء ” التي لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تتخطاها أصبحت الآن و بفعل الظروف القاهرة أن تسلكها و بعينين مغمضتين من أجل حفنة من الدراهم
لكن عتبة الزمن دائما تترصد لها المكائد لتجد المرأة تنفسها في مواجهة عمل آخر غير الذي أرادته، فيكون الاستغلال الجنسي واحدا من العوامل الرئيسية التي تتعرض لها و أغلب هذه المظاهر تنطلق من أماكن عملهن خصوصا المنظفات اللواتي يشتغلن بشكل دوري و يتخذن من زاوية شارع النعمة “الذي يعتبر بالنسبة لهن شارع النقمة ” مكتبا خاصا لهن ينتظرن الزبائن لينقلنها للعمل في البيوت
هي المرأة المنظفة الآن الواقفة على عتبة الرصيف تتسابق الى أقرب سيارة يلقي سائقها نظراته الحادقة اليهن ليختار أي من النساء أفضل للعمل فتتسابق اليه ، فتجد تلك المرأة التي كتب لها أن تعيش على واقع ترفضه بعقلها و تتقبله بمنطق أن القوي يأكل الضعيف تجدها تستطلع و تسأل ان كان سائقها يبحث عن منظفة و ماهي الا لحظات حتى تختفي بين جيش من النساء هجمن للغرض نفسه على السائق و البقاء للقوية حيث لن تفوز سوى واحدة أو اثنتين بالظفر بالعمل كمنظفة في البيت حتى و ان تطور الأمر الى حدوث مناوشات أو احتكاك قد ينتهي بعراك بينهن و هو أمر قليل الحدوث
هي المرأة التي نفسها التي يراها العالم من حولها على أنها قطعة قماش تحركها نسمات من الريح الشرقية و الغربية و الشمالية و الجنوبية و مع ذلك فهي صامدة لم ولن تعي بعد أن هذا اليوم هو تكريم لها من الأمم المتحدة ،و لم لا و هي لا تحمل في قاموسها سوى انتظار زبون لا تعرف ما يخبئه لها من أجل يوم شاق من التنظيف مقابل المال و مقابل أشياء أخرى قد تضطر معها المرأة الى فعلها و ان اهتزت صورتها أمام نفسها كامرأة و أمام غيرها
هو الثامن من مارس اذن الذي يحتفل فيه العالم الغربي فيقدم الأطفال و الأولاد هدايا لأمهاتهم تكريما لها ، فلا تجد الأم العاملة بالناظور سوى الاجحاف و التضييق و الاهانة و كل الكلمات السلبية في القاموس اللغوي العربي تختزل طريقها في موقف النساء قرب السوق الممتاز بالناظور
و كل عام و المرآة بالناظور بألف خيـــر