محمد بوعلالة
لقد سالت مداد كثيرة في شأن بعد المغرب عن بؤرة التوترات الإقليمية والموجات الشعبية التي شابت مختلف الأقطار العربية… لكن يبدو أن بعض الشباب العاطفي والمتحمس للغة الشات عبر المواقع الإجتماعية على شبكة الأنترنت خصوصا الفيسبوك اختار لغة أخرى …لغة تبدو تصعيدية كذلك الضجيج الذي يحدث في رشق الهوليكانز للملاعب الوطنية وإتلاف محتوياتها بعد المقابلات…لقد تفنن هؤلاء في وضع أعينهم على شاشات التلفاز إبان الاحداث التونسية والمصرية ..ولعل هاتين المبارتين كانتا أكبر وحي وإلهام لهذه العقول الصغيرة التي تريد تجسيدا واقعيا لصراع ليس هو صراع المغربي الحقيقي.
صحيح ان هذا الغليان الذي تشهده الدول العربية يعكس تغييرا جذريا في الوعي الجماهيري ،بضرورة انتقال السلطة إلى الشعب وتقزيم الدور النمطي الذي اعتادت عليه الطبقات الارستقراطية القهرية التي انتفخت أوداجها بالمال الحرام، واتسعت عقاراتها وأرصدتها المهربة إلى الدول الاوروبية هذه الدول تبارك علنا السطو على ممتلكات الشعب، بالسماح لهؤلاء الفاسدين بولوج ابناكها ومصارفها ، فالخرجات السويسرية الأخيرة فيما يخص تجميد أرصدة الرئيسين المخلوعين بن علي ومبارك لا تعدو أن تكون إلا مناورات ذكية من هذه القوى الإستعمارية الجديدة.. لأنها المستفيد الأكبر من الثروات الضخمة.
و لما كانت الجماهير في الدول التي أغرقها الطوفان الجماهيري تهتف بإقرار العدل وبإسقاط الفساد والأنظمة الرئاسية الكهلة، ألم يسبق للمغرب على مستواه الرسمي في شخص الملك إعلان الحرب على الفساد والرشوة وبالتالي أسقط قضاة وولاة وعمالا ووزراء كإدريس البصري… ؟ ولما كانت الحناجر تهتف في تونس ومصر بخلق فرص الشغل وإقرار الديمقراطية وحرية التعبير؟ ألم يكن المغرب سباقا في عهد محمد السادس بشهادة العرب وجميع الفعاليات السياسية الدولية الى إقرار الإنفتاح وإطلاق ورش جد ضخم إسمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ نعم فالمواطن المغربي تم إعطائه قيمة مضافة في أوج الأزمة الإقتصادية العالمية لأن البشر هم الثروة الحقيقية للأمة المغربية الضاربة جذورها في التاريخ كإمبراطورية حافظت على وثاقها في محطات تاريخية عديدة وفي هزات ضربت العالم العربي أجمع كالإستعمار العثماني الذي لم يدع بقعة عربية واحدة إلا المغرب الذي حافظ على استقلاليته وهويته الأصيلة…نحن بعيدين جدا عن هذا المد الوجداني والعاطفي المحمود في الدول العربية لأننا نعيش دون قيود أو مكبوتات ولا نجر الى المحاكم بتهمة المس بالحزب الحاكم …..
إن 18ماي 2005هو تاريخ إعلان القطيعة مع الماضي المجحف بإقرار هذه المبادرة التي أنقلت المغرب على وجه السرعة، إلى سوق استثمارية يسيل لها لعاب العالم أجمع…وجعلت المغاربة يعيشون في لحمة واحدة لأن ذلك من أهداف التنمية البشرية كما يقول المفكر “ريتشارد وارد ” بأنها منهج علمي وواقعي لدراسة وتوجيه نمو المجتمع من النواحي المختلفة مع التركيز على الجانب الاجتماعي وذلك بهدف إحداث الترابط بين مكونات المجتمع”
ولعل النظام المغربي عمل بخطة إستباقية منذ سنين عديدة ايمانا منه بحتمية خروج الجوعى إلى الشوارع كما يحدث ببلد النفط والغاز الجزائر ومصر وتونس والاردن واليمن….ومما يفسر نجاح هذه التجربة الرائدة في العالم الثالث أننا لم نسجل حالة فوضى واحدة في الشوارع لأن الخير يعم جميع البلاد بل المغرب مصدر أساسي لكثير من المواد الفلاحية للدول الأوروبية ،وتهريبها عبر الحدود المغربية الجزائرية… يقول الصحفي اللبناني خير الله خير الله في كتابه( المغرب في عهد محمد السادس- ماذا تغير؟ ((تطور المغرب على كل الصعد انطلاقا من استيعاب أن الفقر يختزل سائر المشاكل، وكان مهما خوض الحرب على الفقر من زوايا عدة بغية خلق واقع سياسي جديد في البلد، ومن بين هذه الزوايا الاهتمام بالتعليم والمجتمع بما في ذلك نشر الوسطية))
إن ما تم عمله وما هو قيد الإنجاز حاليا لا ينكره إلا جاحد أو كاره لهذا الوطن أو متضرر من مسلسل التنمية الذي تشهده بلادنا …. وكمتتبع للمشهد السياسي الوطني دهشت تماما لوثائق سيسجلها التاريخ كإعلان انهيار من بعض الهيئات السياسية والدينية بل انتحار علني وأمام أجهزة الإعلام الدولية هذا الحدث هو توحد أقصى اليسار بتوجهاته الراديكالية المعروفة، مع الأعداء الأزليين له كشباب العدل والإحسان الذي وجد في هذه النصف فرصة تخريجة لقومته المعروفة….هذه الفعاليات تلعب ورقتها الاخيرة في ظل فرار قاعدتها التي كانت مهمشة سابقا إلى كنف الوطن…..
إنها تلعب أيضا فلسفة قمار سخيفة، لأن الشعب غير مستعد إطلاقا للتضحية بمكتسبات الوطن .. . .. وأقول لهؤلاء حتى إن أردتم الإحتجاج أمام قصر الملك فبالله عليكم أي وجهة ستأخذون؟ فالملك محمد السادس بدون قصر رسمي لأن ربوع المملكة وحتى النائية والمنسية منها كلها أوطانه.
تحية طيبة وبعد
بيد ان مدينة زايوا التي تعيش صمت رهيب بين دروب موشومة بألسنة مطلة من وجوه شاحبة تحمل بين طياتها ألم ترطيب الخبز ليابس و اليأس الصاعد من كل فج عميق قد ازدانت بمولود جديد لاكن الويل الويل اذا كانت الولادة قيصرية
في الحقيقة هناك من لا يقيم للمنطق و زنا و لا للحق معيارا نراه يدير دهره امام جيل بائس من الماء الى الماء ذلك الجيل الذي يحلم بأرض لا تأكل أبنائها و بمهجرين يعودون حاملين امالهم لا محمولين في التوابيت شباب عاطل امضى سنون من عمره في في فك مستغلفات العروض و الجبر و الكمياء وعلوم الدين والسياسة و نراه الان يقدم جسده قربانا لسمك القرش لا لشيئ الا ان الحكام العرب ارتفعت قامتهم لا لشيئ الا الوقوف على اكياس واكوام من جماجم شعوبهم من كان يعتقد أن عملية الحد من حرية عربة تدفعها يدا شاب عاطل عن العمل ستدفع بشعب مضطهد إلى الخروج عن بكرة أبيه ليدفع بنظام عشعش فيه الفساد ففرخ مفسدين من كل نوع ومصاصي دماء في كل اتجاه إلى التنحي عن السلطة ؟؟؟ من قال ان عشرون فبراير يوم المراهقة الثورية ان من يتعامى على مشاهدة جبل الثلج نقول له لا يضر السحاب نباح الكلاب فالصراصير و الكلاب المجهولة و القطط السائبة نهضت و اغتنت و هي في كل مكان تبحث عن رائحة شواء اللحم لا طيعا في اكله و انما لتخلص من مصدره انها حكايات الشباب، عشرون فبراير يوم احتجاجي نحاسب فيه كل الكراكيز التي تحركها اجندة الفساد و القمع التي ضلت بلغة خشبية تصدر الاهات و الاوجاع وتبني مقابرا و سجونا شباب زايوا ليس مراهق والشباب المغربي قاطبة يستعد للحضة تاريخية يرد لكل الذين ماتوا في صمت عزائهم / انه الفكر المفلس و الزوائد الكلامية و أنت تهرف بما لا تعرف وسنرى اذا انفض الغبار أفرس أنت أم حمار؟
———————————————————————–
الاخ الكريم – زايو سيتي بوابة للجميع وتنشر الرأي والرأي الـآخر شريطة الابتعاد عن الكلام الجارح
توقيع مدير الموقع مصطفى الوردي
ألسي بوعلالو سأقل لك لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر لأن الجهل ونسطر على الجهل آلاف الأسطر الجهل أب الكفار وأم الجهل مقلك هذا الرذيئ إستفد قليلا من الدكتور عبد الباري عطوان إن مقالك ذا يدل على مراهقتك الذهنية فأنت تمر من المرحلة الجنينية في السياسة لست محللا ولا صحفيا ولا ولا وشكرا زايو سيتي على التغطية الإعلامية بالمدينة