قال خبير غربي بارز بشأن القوات المسلحة المصرية إن الجيش المصري يعمل مع الغرب لإبعاد الرئيس حسني مبارك من السلطة مقابل الحفاظ على سيطرته وراء الستار على النظام السياسي.
وقال روبرت سبرنجبورج أستاذ شؤون الأمن القومي في مدرسة البحرية الأمريكية للدراسات العليا: إن الجيش يؤخر حل الأزمة “لاستنزاف” الانتفاضة التي اندلعت قبل 12 يومًا ضد حكم مبارك الممتد منذ 30 عامًا.
وسيؤدي هذا الأسلوب أيضًا إلى تركيز غضب الانتفاضة على مبارك وليس على النظام المعتمد على الجيش.
وأضاف في مقابلة مع وكالة “رويترز”، “أنها لعبة مصارعة من جانب الجيش لإثارة الحشود ودفعهم للتركيز على مبارك ثم يتم تقديمه كأضحية بطريقة ما، “وفي نفس الوقت يبدو الجيش كمنقذ للبلاد.”
وتعهد مبارك بالتنحي في سبتمبر ، وقال يوم الخميس إنه يعتقد أن مصر ستغرق في الفوضى إذا رضخ لمطالب انتفاضة شعبية لم يسبق لها مثيل تدعوه للتنحي على الفور.
وقال سبرنجبورج: إنه يبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا مستعدتان للمضي قدما مع استمرار الدور القوي للجيش -رغم المخاطرة بوأد آمال الانتفاضة في الديمقراطية- لأنهما تخشيان عواقب الفوضى في اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
وأضاف “سيدير الجيش عملية الخلافة. يعمل الغرب -الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- لأجل ذلك”، وتابع “نعمل عن كثب مع الجيش… لضمان استمرار دور مهيمن للجيش في المجتمع والسياسة والاقتصاد.”
وقال “المطالب من الغرب ليست لإبعاد الجيش عن السلطة وإنشاء ديمقراطية بقيادة مدنية. المطالب أن ينظم الجيش الانتقال.”
وقال زعيما ألمانيا وبريطانيا اللذان تحدثا في ميونيخ اليوم السبت إنهما يريدان أن تغير مصر قيادتها بسرعة وان تبدأ الإصلاحات السياسية لكن أن تأخذ وقتها لإجراء انتخابات وقالا إن تقاليد التسامح والنزاهة يجب أن تبنى لجعل الديمقراطية مجدية.
وقال سبرنجبورج: إنه لا يعرف إن كان مبارك مشاركا في كل التعاملات بين الجيش والحكومات الغربية وإنه يشك في أن الزعيم المخضرم سيود البقاء في المنصب حتى انتهاء مدة رئاسته في سبتمبر.
واستدرك قائلا “لكن ما يجب أن يكون لديه هو ما يجب أن يكون لدى الجيش ويعني ذلك استمرار الحكم العسكري” لأن استمرار نفوذ الجيش في جهاز السلطة هو وحده ضمان ألا يتعرض مبارك وعائلته والمقربون منه لملاحقة قضائية من جانب حكومة مستقبلية بعد استقالته.
وقال سبرنجبورج: إنه يتوقع أن تظهر انقسامات في صفوف الانتفاضة بعد أن يصبح واضحا أنها فشلت في تحقيق انتقال ديمقراطي في البلاد لكن ذلك لن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار بدرجة كبيرة في الأجل القريب.
وقال “لذلك فما الذي تبقى لدى الناس الذين فعلوا كل ذلك.. الشعور بأنهم تخلصوا من مبارك. سيهنيء البعض أنفسهم. وسيشعر البعض بأنهم خسروا في اللعبة النهائية. لكنهم سيكونون مفككين لفترة كبيرة من الوقت.”
وكالات