حسناء القادري
بسم الله الرحمان الرحيم
في باحة المطار، قابلته بالصدفة بعد غياب طويل، فتجاهلته لكنه أصر على مقابلتها للتحدث معها، فاختارت متابعته في صمت وهو يقول:
-أرى في عينيك كآبة لا يمكن لأحد أن يخطئها، فأنا أفهم ما تعنيه بشعورك لأنني مقتنع من كون السنوات التي قضيناها معا، كفيلة بأن أتعرف شخصية فريدة لها من المؤهلات الاخلاقية والخِلقية ما يجعل أي شخص يتعلق بها ، مثلما تعلقت بك أنا يوم كنت خطيبتي. الان وقد افترقنا، سيكون من الصعب تقبل الموقف وقد أمضينا اياما جميلة.
ثم أكمل وهي ما تزال صامتة…
أعرف…أعرف أنه ما من شيء سيبرر تصرفي …فاعذريني كوني عاجز عن منحك السعادة والعيش تحت سقف واحد… لدي الكثير مما سأقوله لك ولكن…
لا داعي لأن تكمل لأني أنا أيضا لدي ما سأقوله لك :
-لقد أصررتَ على مقابلتي لا لأنك نادم على فعلك، بل لأنك تبحث عن شيء من المصداقية تبرر بها تصرفك بتخليك عني، حتى اذا تطاولتُ على مبادئي التي جبلت عليها وتجاوزت حدود اللباقة معك، ارتحتَ نفسيا وكان ذلك حافزا من اجل الزواج بالفتاة التي اخترتها للعيش معها في الديار الالمانية .
تبحث عن الدعم النفسي لان الدافع الوحيد لكل هذا هو فقرك والحاح عائلتك، فما ذنبي أنا اذا كنت قد احببتك بصدق واقتنعت بك ولم أطمع الا في العيش معك مهما كانت الظروف ؟
فلا أدري لماذا نحب إذا كنا سنكره، لكن تيقن أنك تستطيع أن تشتري كل ما ترغب فيه في هذه الدنيا الا السعادة.
خانتها عبرة سالت على خدها ثم لكمت بأقصى ما تملك من قوة المرآة أمامها فتكسرت، وتطايرت أجزاؤها متلألئة لتستقر على أرضية الغرفة.
اجل استاذة حسناء
ان الحياة كلها خشبة مسرح
الكل يسعى الى القيام بدوه على أحسن وجه
لكن لكن للاسف تنطفئ الأضواء حتما
إطلالتك دائما بهيئة
بهــية وليس بهــيئة…يا سعيد
شكرا عزيزي
تماما بهية قصدت
l’imagination romanesque est toujours présente.Une narration avec un style fluide et notable. Bonne continuation.