زايو سيتي.نت: أياو حكيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
أيها الاخوت والأخوات موضوع حديثنا هذا اليوم عن” ليلة مباركة”
القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل عل سيدنا محمد صلى الله عليه
و سلم لإيصال رسالة الإسلام إلى العالمين، فقد نزل هذا القرآن الكريم في ليلة مباركة على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم عن طريق الوحي جبريل، ففي سورة الدخان قال الله
تعالى:
( إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
وقال تعالى في سورة القدر:
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .
تعتبر ليلة القدر أفضل الليالي التي وهبنا الله إياها، لما لها فضل عظيم في الدنيا والآخرة، وهي ليلة تعادل ألف شهر، أي ما يعادل تقريبا 84 سنة، وسميت بذلك لعظيم قدرها وشرفها، والله يقدر فيها أمر العباد إلى السنة القابلة، وليلة القدر باقية إلى قيام الساعة، عن أنس قال: العمل في ليلة القدر والصدقة والصلاة والزكاة أفضل من ألف شهر).
الحديث عن هذه الليلة الموعودة المشهودة التي سجلها الوجود كله في فرح وغبطة وابتهال. ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى. ذلك الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته وفي حياة البشرية جميعاً.
تنزل الملائكة فيها ومعهم جبريل عليه السلام إلى الأرض، ويقومون بتأمين دعاء الناس إلى مطلع الفجر وذلك لمن قامها إيماناً واحتساباً.
فيُرجى مغفرة جميع الصغائر أما الكبائر فإنها لا تُكفَّرُ بدون التوبة، لأنَّ التوبة فرضٌ على العباد، وقد قال عز وجل:
( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) سورة الحجرات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه) متفق عليه.
ليلة مليئة بالأمن والسلام، من حرم هذه الليلة فقد حرم.
ومن علامات ليلة القدر تظهر الشمس في صباح هذه الليلة دون شعاع، قال صلى الله عليه وسلم: (صبِيحةَ ليلةِ القدْرِ تَطلُعُ الشَّمسُ لا شُعاعَ لها ؛ كأنَّها طِسْتٌ حتى تَرْتَفِعَ).
وذلك لكثرة حركة الملائكة فيها، فتحجب ضوء الشمس إلى الأرض. يظهر القمر فيها مثل شق جفنة، والشق هو نصف الشيء، والجفنة هي القصعة.
يكون جو ليلة القدر معتدلاً لا حاراً ولا بارداً. لا يرمى في هذه الليلة نجم، فلا ترى الشهب فيها تنزل على الشياطين.
واختلف العلماء في تحري وقتها، فهناك قول بأنها في العشر الأواخر من شهررمضان الكريم، وقول بأنها متنقلة، وقول بأنها بأوتار العشر الأواخر؛ أي في الليالي الفردية، وقول أنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.
* قيام الليلة من صلاة وذكر وأعمال صالحة، والحكمة من قيامها وإحيائها ذكر نعمة الله علينا بإنزال القرآن الذي فيه هدى للناس.
* الدعاء فيها والإكثار من قول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني