زايو سيتي.نت عبد الجليل بكوري
في إطار برامجها الرمضانية لهذه السنة، تقدم لكم زايوسيتي برنامج “دين ودنيا” والذي يكون محوره عادة من تقديم وعاظ من أبناء مدينة زايو، فيما يكون الموضوع في الغالب دينيا في علاقته بما هو دنيوي.
موضوع حلقة اليوم من تقديم الأستاذ الداعية عبد الحميد القندوسي، والذي تحدث إلينا حول فضل شهر رمضان الكريم، وكيف ميزه الله سبحانه وتعالى عن بقية الشهور، مذكرا كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته يستقبلون هذا الشهر الفضيل.
الأستاذ عبد الحميد تحدث عن أن من نِعَم الله العظيمة وآلائه الجسيمة أن يُفسح للمرء في أجله، ويُمكنه من أن يستزيد من صالح عمله، ويتوب إليه ويستغفره من تقصيره من سيئ عمله، وتكمل هذه المنة إذ جعله يدرك شهر رمضان، ذلكم الشهر العظيم والموسم الكريم الذي اختاره الله سبحانه -وربك يخلق ما يشاء ويختار- ليكون ظرفا لأداء عبادة الصيام، والاجتماع على القيام، فضلاً على عباده وإحسانا منه إليهم، فإن لهذا الشهر خصائص تدل على شرفه وعِظَم شأنه عند الله تبارك وتعالى.
ومن خصائص هذا الشهر الكريم والموسم العظيم، كما قال الأستاذ المتحدث أن الله تبارك وتعالى جعله زمنا لأداء فريضة الصيام، الذي هو أحد أركان الإسلام، واختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال؛ مما يدل على عِظَم شأنه ورِفعة منزلته عند الله تبارك وتعالى، وهو سبحانه وتعالى العليم الحكيم، الذي يضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، بحيث لا يصلح غيرها مكانها، فلما اختار الله جل وعلا شهر رمضان زمنا لأداء فريضة الصوم، دل ذلك على شرفه وعِظَم شأنه.
ومن خصائص هذا الشهر الكريم والموسم العظيم أن الله جل وعلا اختاره لنزول القرآن في ليلة القدر، نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل مفرقا بحسب الحوادث والمناسبات، فذلك دليل على فضل رمضان وعلو منزلته عند الله تبارك وتعالى، وعِظَم شأن العمل الصالح فيه.
ومن جليل خصائص هذا الموسم المبارك الذي لا يُحرَم من خيره إلا هالك، أنه يتحقق فيه أمور عظيمة؛ تنشِّط المؤمن على طاعة الله، وتجعله يحجم عن معصيته، ويرجو رحمة ربه فيه؛ كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة، وأُغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين).
ومما خُصِّص به في المسلمون خلال شهر رمضان أنه يكثر فيه العتق من النار، فإن لله تعالى في كل ليلة من رمضان عُتقاء من النار، فإن كان في آخر ليلة منه، أعتق الله تبارك وتعالى من النار مثل ما أعتق من أوله إلى آخره، فما أكثر العتقاء من النار! وما أكثر مَن يُسجَّل في هذا الشهر في عداد سكان جنات تجري من تحتها الأنهار! فاغتبطوا بفضل ربكم، واستبقوا خصائصه طيلة شهركم – تفوزوا بما وعدكم في ذكركم.
ما شاء الله وحفظك الله.