د. يوسف توفيق
ليس بالضرورة ان تتخرج من شعبة العلوم السياسية لكي تكون سياسيا. وليس مطلوبا ان تمضي زهرة الشباب في الشبيبات والجمعيات وفي مقرات الاحزاب الغاملة وأوطم وصداع الراس.
كما انك لست مجبرا لكي تقضي سنوات عمرك بين الكتب والمراجع و يشيب شعر عانتك حتى تحرز لقب استاذ .الخضار والبقال والسماك يوزعون الالاف منها يوميا ..يكفي ان تقف عند كونتوارهم وتساومهم في ما يبيعون.
المثال المضاد بلغة الرياضيات جاءنا هذه المرة من وسط يخيل الينا انه بعيد عن معتركات السياسة. يخيل طبعا لعقولنا الصغيرة والمريضة ان السياسة بعيدة عن الكمنجة ولوطار والفيزا والباسبور، رغم ان اغلب المغاربة يموتون وفي انفسهم غصة الفيزا. المثال من الاستاذ الستاتي الذي ما قطع واديا ولا تقلد سيفا .ما قاد مظاهرة ولا افتتح حلقية ولم يدبج بيانا ولا شهد لقاء ولا انخرط في خلية او شبيبة ولا دخل سجنا ولا قبض تعويضا لجبر الضرر.
الاستاذ الستاتي الذي اصبح يؤطر لقاءات الاحزاب ويشحذ عزائم اطرها وشبيبتها. عندما سئل الاستاذ الستاتي، عن الوزارة التي يريد ان يتقلد مسؤوليتها، أجاب بعد تفكير وبكل ثقة : العدالة والتنمية. توهم الصحفي ان الستاتي لم يجب بالدقة اللازمة وانه خلط بين الوزارة والحزب المعروف. في حين ان الستاتي كان يقصد تماما ما يقول، وربط العدالة بالتنمية هو جزء من مشروعه السياسي الذي سيطبقه لو فاز حزبه في الانتخابات.
ولن نحتاح هنا للتوضيح بان هناك علاقة جدلية بين العدالة والتنمية فحيث تكون هناك عدالة فثمة بالضرورة تنمية، والعكس صحيح. حين تكون العدالة تكون الشفافية ويكون تكافؤ الفرص ويكون المناخ سانحا للاستثمار والتنمية ..
حين تكون العدالة يشعر المستثمرون بالثقة ويتدفقون من كل فج عميق لكي يضخوا اموالهم في شرايين الاقتصاد بكل اريحية. جواب الستاتي الذي يشيع بعض الحاقدين انه كوامانجي فحسب، كان عميقا يا سادة، يختصر الف برنامج وبرنامج، ويفشي كلمة السر من اجل نهضة شاملة وتنمية حقيقية . الستاتي اراد ان يقول: اقيموا العدالة بينكم، تزهر التنمية على ارضكم. ولكنكم قوم لا تفقهون ودائما تسخرون وفي اساتذتكم تشككون وبنعمة ربكم تكفرون. فهل انتم منتهون؟
Intikhabat tachfarit mlina mnha khli ilwzarae likhlaw lmghrib ama l3adala wtanmia hiya likmlat 3la lmowatin khlato yas3a lakin ghazat flaklab wachokran