محمد بنسعيد:
يتعرض عشرات العمال الزراعيين بمختلف مناطق إقليم بركان لتهديدات يومية تستهدف حياتهم جراء الظروف التي يتم فيها نقلهم من المدن، وخاصة من بركان إلى الضيعات الفلاحية على بعد مسافات طويلة، وذلك أمام أعين المسؤولين.
العمال الزراعيون النساء منهم والرجال وحتى القاصرين يتم تكديسهم بالعشرات داخل عربات الجرارات وسيارات “البيكاب” والشاحنات،دون مراعاة للخطر الحقيقي الذي يهدد سلامتهم خلال الطريق، سيما بين بركان والسعيدية ،لعثامنة،مداغواكليم، وذلك في خرق سافر للقانون المنظم للنقل .
مصادر من العمال الزراعيين أوضحت ل” المساء” أن الفلاحين وخاصة المالكين للهكتارات الواسعة من الأراضي بإقليم بركان، يخصصون عربات تجرها الجرارات لنقل العمال من”الموقف” إلى ضيعاتهم، وهي لا تتوفر على الحواجزالحديدية ولا الخشبية ولا حتى على الأبواب، إضافة إلى شاحنات عارية وسيارات “بيكاب” يحشر فيها النساء والرجال والاطفال قد يتجاوز عددهم 50 عاملا بعربة واحدة، وكأن الأمر يتعلق برؤوس أغنام وليس ببشر لهم كرامتهم.
المصادر أضافت أن الأخطر في ذلك أن العمال لا يجدون داخل العربات أي حاجز حديدي أو خشبي يحميهم من السقوط على الطريق، وهو ما يرغمهم على ترك أرجلهم وأياديهم تتدلى خارج العربة، مما يعرضهم لحوادث سير خطيرة قد تذهب بأعضائهم وبحياتهم كلها ولا يسمح، يضيف المتحدثون للجريدة، لأي عامل بالاحتجاج على وضعية نقل العمال إلى الضيعات لكونه سيتعرض للطرد على الفور، وذلك رغم احتمال وقوع حوادث سير نتيجة كثرة عدد الراكبين وغياب شروط السلامة الطرقية،إلى جانب ما تشهده الطرق من حركة مرور مكثفة،خاصة بين بركان والسعيدية ومداغ وغيرها من المناطق الفلاحية بالإقليم.
هذا، وكشفت مصادر معنية بالموضوع أن نقل العمال الزراعيين بالإقليم إلى مختلف الضيعات الفلاحية يوميا، يشكل خرقا حقيقيا لقانون التأمين الخاص بالسير وحتى بالشغل،إذ لا يسمح بنقل سوى 8 ركاب بالشاحنة أو العربة على أساس نقل خمسة منهم فقط بعربة السيارة أو بالشاحنة ،شريطة توفرها على ضمانات السلامة الطرقية مثل الحواجز الحديدية أو الخشبية أو تكون مغلقة حتى لا يتعرض فيها العمال للخطر أثناء الطريق والأخطر من ذلك ، توضح المصادر ،أن الحوادث التي تم تسجيلها بالإقليم في هذا السياق تثبت تحايل الفلاحين على القانون، حيث يربطونها بحوادث سير عادية، بينما هي في الحقيقة حوادث شغل، وهو ما يعرض حقوق المصابين للضياع.
إلى ذلك،طالب المتحدثون للجريدة بضرورة تدخل الجهات المعنية لرفع الضرر على عشرات من المواطنين شاءت ظروفهم الاجتماعية أن يتعرضوا لكل سلوكات المس بالكرامة، خاصة أثناء نقلهم إلى الضيعات الفلاحية عبر وسائل يتكدس فيها الرجال والنساء معا خارج ضوابط القانون والأخلاق.