《دمائي التي في سيوفكم》
صبيحة يوم الثلاثاء 19 شتنبر 2017، نهضت ككل طالب حالم في إجتياز يوم الإمتحان بسعادة التفوق و تحصيل ما زرعت طيلة صيف مليء بالمراجعة و العمل؛ ركبت الحافلة الطلابية في الساعة الثامنة صباحا لأصل إلى كليتنا بعد نصف ساعة من الطريق و التفكير في أسئلة الإمتحانات…وصلت إلى الحرم الجامعي متجها إلى قاعة الإمتحان، سلمت أوراقي إلى المسؤول و دخلت القاعة ثم اجتزت كأي طالب صبيحة الإمتحان بالضغط و التفكير الروتيني الذي نمر به جميعا.
خرجت و في قلبي أمل جعلني أتخيل يومي ورديا مع الأصدقاء الذين لم أر وجوههم منذ الموسم الفارط، اتجهنا نحو إحدى المقاهي القربية من الجامعة، وعلى وجوهنا سعادة الصداقة التي جمعتنا على طاولة إفطار بسيط كان شهيا على مقياس جوعنا صبيحة يومئذ، ولم أكن أومن بالمثل الشعبي الذي يقول أن السعادة و الضحك ينتهيان دائما بالألم و الحزن حتى حصل ما حصل.
بعد هذه الجلسة المليئة بالصداقة و تذكر لحظات علاقتنا الأخوية، اتجهنا نحو الساحة على الساعة الحادية عشرة، للسؤال عن الأصدقاء الذين اجتازوا المادة الثانية التي كنت قد استوفيتها ؛ فزادنا تفوق أصدقائنا فيها سعادة ما بعدها سعادة…ناقشنا الأسئلة و ضحكنا قليلا قبل أن نتجه إلى مقهى آخر، و يا ليتنا لم نفعل… .
كانت الشمس حارقة جعلت من حناجرنا تصرخ طالبة جرعة ماء بارد، وذلك ما كان منتظرا من اتجاهنا نحو المقهى، قبل وصولي إلى المقهى بخطوات سمعت أصواتا عالية تجري ورائي قائلة (شدوه ، شدوه،عندكم يهرب)، لم يتحرك في ذاتي إلا الفضول، لأني لم أكن أعرف أني المستهدف، إلتفت ورائي فرمقت أحد قياديي فصيل الطلبة القاعديين يوجه المجموعة الملثمة و الحاملة للهراوات و السيوف نحوي، فهربت بفزع شديد للمقهى فحاصروني و أرعبوا طالبة و هددوها بالضرب كي تنسحب؛بعدما هرولت المسكينة ، بدأ مسلسل الرعب و الضرب و الرفس بالسيوف و الهراوات لمدة تراوحت بين 15 و 20 دقيقة حتى وصلت لمرحلة رأيت حضن الموت وسط الدماء التي سالت دون توقف لمدة جعلت الحاضرين يبكون على من يروه قاب قوسين أو أقل من الموت.
• بعد أن أنهوا محاولة اغتيالهم و هم متأكدون أني سأفارق الحياة لغزارة الدماء التي سالت من كل أعضاء جسدي و من رأسي الذي تحمل ضربات السيوف عليه، توجهوا مسرعين إلى وجهة غير معلومة لأدخل في مسلسل انتظار الموت و تحت صراخات الألم (التي سأنشرها في فيديو لاحقا ) …، بعد هروب القاعديين التف الطلبة حولي فمنهم من حاول إيقاف النزيف الغزير و منهم من اتصل بالإسعاف إلى أن وصل لأنقل على وجه السرعة إلى المستشفى الحسني الناظور مغطى بالدماء و الموت لأتلقى الإسعافات.
منذ ذلك اليوم، و أنا أعاني الأزمات النفسية و لا أكاد أنام حتى أشعر بوخز السيوف على رأسي و الدماء تسيل مني في صراع نفسي لا أستطيع الخروج منه.
أيها الطلبة إني و بسبب إجرام القاعديين أموت كل يوم و لا أستطيع الخروج من الموت.
إن هذه العصابة تحول ساحتنا الأوطمية إلى معارك للدماء ” من أجل عنف (ثوري) كي لا تكنس إنتهازيتنا ” و هذه الإنتهازية، هي التي كنت بصدد فضحها على الفايسبوك و في الساحة الجامعية إلى أن أواجه بمحاولة إغتيال، صرح بها أحد قياديي الفصيل وسط الساحة و سنوافيكم باعترافه الضمني عبر تسجيلات صوتية.
ما زلت أتوصل بتهديدات لسحب الشكاية من القضاء .
Rabi ychafik khoya al3basi alah yba3ad alik wlad lahram khok nhari ayam kora bruxell