قلم : خالد زوهري
لن يختلف عاقلان حول الوضعية المزرية التي تعيشها مدينة زايو في مختلف الميادين، وتذمر سكانها من السياسات العقيمة والقديمة التي يتبناها مسيروها. فمن الوهلة الألى يمكن إستنتاج أن مدينة صغيرة مثل زايو يمكن السيطرة عليها ومسألة تسييرها لا تبدو معقدة بالمقارنة مع مدن كبرى تمتاز بكثافة سكانية وعمرانية ضخمة، لكن في غياب الإرادة الحقيقية تبقى مهمة التسيير مستحيلة حتى وإن تعلق الأمر بحي سكني صغير فقط وليس مدينة بأسرها.
هنا نطرح سؤالا يعتبر مفتاحا لإيجاد بعض الحلول والأفكار من خارج الصندوق، وهو: ماذا يوجد بهذه المدينة لإستغلاله من أجل تحسين وضعيتها في مختلف المجالات؟
كيف نحسن المدينة إقتصاديا؟
لنبسط الفكرة: سنعتبر أن مدينة زايو بها 10 أشخاص كل شخص يملك 10 دراهم. ستكون ثروة المدينة الإجمالية هي 100 درهم، ومهما بلغت قيمة التعاملات التجارية فيما بينهم.. ستبقى ثروة المدينة 100 درهم (0% من الزيادة)
لكن إذا جاء شخص من خارج زايو ومعه 20 درهما وصرفها كلها بالمدينة، ستزداد الثروة الإجمالية وترتفع من 100 درهم إلى 120 درهما (20% من الزيادة)
إذن لخلق الرواج وزيادة الثروة يجب علينا أن نتبنى إستراتيجية تجعلنا نستقطب أكبر عدد ممكن من خارج المدينة وجعلهم يصرفون أموالهم داخلها.
كيف يمكن أن نفعل ذلك؟
1)الفلاحة :
سهول صبرة تعتبر مصدرا مهما للثروة الإقتصادية للمدينة ويجب إستغلالها بشكل يجعل الرواج الإقتصادي يرتفع بوتيرة تنعكس على الفلاح والتاجر معا. فبدل أن تصدر المنتجات الفلاحية مباشرة من الفلاح إلى مدينة بركان وعودة نفس المنتجات لأسوق مدينة زايو بثمن مرتفع نضرا لمصاريف النقل وكثرة الوسطاء. يجب بدل ذلك أن نجد طريقة لجعل تلك المنتجات تتجه مباشرة نحو سوق المدينة والأكثر من هذا نجعل تجار المدن المجاورة تأتي لمدينتنا وتضخ أموالها في السوق لشراء السلع وبالتالي الزيادة في ثروة المدينة ككل.
لتحقيق هذا الهدف ..
يبقى الحل هو إنشاء سوق لبيع الخضر بالجملة. وهذا المشروع سوف يحقق مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بالتالي سنضرب عصفورين بحجر واحد، من جهة خلقنا مصدرا للزيادة في ثروة المدينة، ومن جهة أخرى قلصنا من نسبة البطالة بخلق فرص شغل مهمة.
2) السياحة:
من أهم المعالم الموجودة بزايو والتي يمكن إستغلالها سياحيا هي القيادة القديمة و “القشلة”. مشروع ترميم هاتين المعلمتين التاريخيتين وإعتباهما ثراثا وطنيا وحتى عالميا يمكن أن يستقطب عددا مهما من عشاق الآثار والسياح، وهذا بدوره يمكن أن يخلق عددا أهم من فرص الشغل.
كذلك المؤهلات الطبيعة الموجودة في عدد من المناطق المجاورة للمدينة يمكن إستغلالها سياحيا، (جبال، عيون سيدي عبد الله..سيدي عثمان.. شرب وهرب، نهر ملوية…) ويمكن إعتبار منطقتي فزوان وتافوغالت كمثالين. فقط يجب الإهتمام بهذه المناطق عن طريق الإهتمام بالبنى التحتية (إيصالها بشبكة الطرق والمياه والكهرباء) بالإضافة إلى التشهير بها (مواسم ثقافية.. مهرجانات…). هكذا سنخلق فضاءات لإستقطاب الأفراد والعائلات سواء من الخارج أو الداخل.
3) الإستثمار:
هنا سنطرح سؤالا جوهريا، والجواب عن هذا السؤال سيعتبر هو الحل..
ما الذي سيجعل مستثمرا يأتي برؤوس أمواله ﻹستثمارها بمنطقة ما؟
-1) العقار: خلق تخفيضات وتسهيلات في تفويت الأراضي للمستثمرين سيعتبر المغناطيس الذي يجذب الفولاذ. فبدل اﻹفراط في إنشاء الحدائق بميزانيات مهولة على كل قطعة غير مستغلة، يجب تخصيصها للإستثمارات الكبيرة التي يمكن لها قلب الحال الإقتصادي بأثمنة منخفضة أو حتى رمزية.
-2) اليد العاملة: تكوين يد عاملة ذات كفاءة يتطلب تكوينا أكاديميا، مما يجعلنا نفكر في إنشاء معاهد (سواء عمومية أو خاصة). يمكن أخذ معهد التكوين المهني بزايو كنقطة بداية، فبدل الوضعية المزرية التي يعيشها (خصاص في الشعب،خصاص في الأساتذة،خصاص في كل شيئ)، يمكننا الإلتفاتة إليه عن طريق تنويع الشعب والمستويات في أفق إنشاء معاهد أخرى مختلفة. وهذا سيجعل المستثمرين غير متخوفين من الخصاص في اليد العاملة المحلية.
-3) الإسكان: وهذا ما تفتقدة مدينتنا. المشاريع الإسكانية منعدمة، إذا إستثنينا مشروع شركة العمران بالقرب من حي قراقشة والذي فشل فشلا ذريعا شأن جميع المشاريع التي أنجزت بزايو. وهذا يدل على عقم الإستراتيجيات المتبعة منذ عقود. في الوقت الذي تم بناء مدينة جديدة على بعد أقل من 20 كلم بسلوان ولا زالت المشاريع الإسكانية متواصلة لحد الساعة.
فبخلق مشاريع إسكانية مماثلة بزايو، سيشجع المستثمرين على إستثمار أموالهم بالمدينة.
4) الإمكانيات اللوجيستيكية والجمالية:
-1) محطة طرقية : يمكن تشبيه مدينة زايو بمدينة تاوريرت مع بعض الإختلافات، فهي تعتبر نقطة من نقط العبور بين الشرق والغرب، وعدد الحافلات التي تمر يوميا بمحاذات مدينتنا أكبر دليل على أهمية موقعها. لكن لا تستفيد ثروة المدينة من أي قرش من هذا العدد الكبير من الحافلات. لكن مع مشروع محطة طرقية تستريح بها قافلات الحافلات وركابها سيخلق بدوره مصدرا للزيادة في الثروة بالإضافة لفرص عمل مختلفة.
-2) فندق: في وسط هذه التغيرات التي سبق ذكرها، يستوجب علينا توفير على الأقل فندق واحد يستضيف العابرين من هذه المدينة. بالإضافة إلى الفرق الرياضية التي تستضيفها الفرق المحلية.
-3) جمالية المدينة: مشروع لتوحيد أرصفة المدينة، بداية بالشوارع الرئيسية والحيوية بشكل جميل يسمح للراجلين بالمشي وسط المدينة دون معيقات وبكل أريحية
إنشاء معلمة خاصة بالمدينة يعكس ثقافتها وتاريخها، ولعل أهم معلمة يمكن إستحضارها هي “برج الحمام”، بناء مجسم مصغر لبرج الحمام وسط حديقة الحمام سيعطي هوية للمدينة ويضفي جمالية خاصة بها.
الإهتمام بنظافة المدينة شيئ مهم،فبدل صرف ميزانيات النظافة على حملات موسمية، يجب توزيع حاويات الأزبال بكثرة وبمختلف الأحياء، وهذا سيساعد على بقاء المدينة دائما بحلة جميلة ونظيفة. لأن الوقاية تبقى دائما خير من العلاج.
الإهتمام أكثر بالحدائق الموجودة حاليا والتي أصبح أغلبها ملاذا للمتسكعين.
هذه المقترحات تختلف مدد إنجازها بين المدى القريب والبعيد، لكن الأهم هو أن تكون لدينا رؤيى مستقبلية وإستراتيجية نتبعها خطوة بخطوة لتحقيق الأهدف بدل الإستمرار في التخبط والمشى دون إتجاه محدد. ولإنجاح هذه الإستراتيجية، يجب إنخراط جميع المتدخلين والمعنيين سواء من هم في موقع المسؤولية أو المجتمع المدني.. المهم هو الإرادة القوية والإصرار على النهوض بحال هذه المدينة بعيدا عن أي مصالح أخرى.
فهل سيأتي علينا يوم نرى فيه مدينتنا العزيزة كما كنا نتمناها؟ هل ستجد هذه المقترحات من يؤمن بتحقيقها؟ مجموعة من التساؤلات ستبقى معلقة في إنتظار من هم قادرون على الإجابة عنها على أرض الواقع.
صحيح كلامك اخي الكريم خالد زوهري وتحياتي
3andak sah khoya
كلام في الصميم برافو عليك
إِنْ شاء الله قادمون لوْ تأهّل لنا الفرصة والمساعدات الإدارية نَحْن أهل زايو من الجالية وهذا هو بيتُ القصيد يا أخي الشؤون الإدارية وما أَدْرَاك ما الإدارية الله يأخذ فيهم الحقّ أما كلامك ياأخي الزّهري فهو رائع للغاية ونتمنّى لكنْ يبْقى موْضوعي كما بقِيٓ رأسُ الغولِ وأعْوانُه في الإدارة بَلْ يُرِيدُون التّوسّع ويحْرمون البُسطاء حتى مِنْ لُقْمة العَيْش فكٓيْف يَأْتِي مهاجرٌ بأمْواله ويضعُها تحْتٓ قيودِهمْ فإنّهم سوف يبْلعونٓهُ بأمْواله وملابسه وحذائه حتى لا يكون له أثرٌ للأسف يا أخي ربي طٓيّحْ علينا أُناسْ ليس لَدَيْهِمْ ضميرْ ولا غيرة ولا عقْلانية ولهذا اضْرِبْ أوّلاً رأس اللّفعة
Kolchi hd machari3 ali dkarti akhoya zohri sahlin wa radi ykhaliw lamdina tzid gadam walakin la hayata liman tonadi masooolin dyal lamdina na3ssin alah yahsen al3wn 3yaw daro kolchi daba na3so alaah yahdikom almasooolin dyal zaio khadmo hd lamdina zwina raj3o chwiya basma lasakan dyalha khadmo b jid wa tafani bach tarja3 zaio mdina nawara wa zwina
مقال رائع جدا
و محاسبة السياسي أو المرشح هو صوت الساكنة. BRAVO زوهري
الانسان الصالح لا يمكن ان يعيش يومه مثل امسه ،هناك تطور مستمر اقلها نضوج فكري،اما الانسان الطالح فهو يعيش في وهم متكرر .احمد الله انه انعم عليك بنعمة نية الخير لغيرك ،اما غيرك ممن يملك مفتاح تنفيذ جميع مشاريعك الراقية فمحروم منها و العياذ بالله.اشكرك
للاسف هكذا هم المغاربة….اذا حدثتهم عن مصائب البلاد ومفسديها تجدهم بارعين في الوصف والتحليل واختيار العبارات الجميلة كالافعى او
كما سماها هو اللفعة…واذا ثار احدهم عن هذا الوضع المزري ونادى بحقوق اخوانه المغتصبة سميناه ونعتناه بالخائن والفتان…سبحان الله واعوذ بالله من كل نفاق مزدوج….لم اعد افهمكم يا مغاربة…