زايو سيتي.نت /تـحرير : عادل شكراني/ اعداد: فريد العلالـي
“طفولة ضائعة”، هذا ليس عنوان فيلم أو مسلسل، بل كلمات تتردد على لسان أطفال مغاربة في زايو أجهضت أحلامهم، وتبخر مستقبلهم، انتهكت كرامتهم، أطفال كالزهور الذابلة، تكالبت عـليهــم عاديات الزمن وتصاريفه، في ظـل غياب حقوق متعـارف عـليها دوليا، شبابهم في خطــر، مــادامــت أحـلامهم مُؤجلـة إلـى إشعار آخـر، حياتهم مجـهولة مُلبدة بالمجازفة، مـوسومة بالنهايات الصعبـــــة.
زايو سيتي، ترصد في هذا الروبرتاج بالصوت والصورة، معاناة هؤلاء الأطفال في وضعية صعبة، بشوارع وأزقة زايو، ترافقهم في حياتهم اليومية لمعرفة حقيقة وتفاصيل معيشهم المر، والكشف عن انتظاراتهم وأحلامهم.
بــراءة ابتلعتها قسوة الواقع
هم أطفال في مقتبل العمر، يكابدون معاناة مريرة، أطفال ملامحهم الطفولية والبريئة مع قسوة الحياة، تخلوا عنهم أولياء أمورهم، بسبب الفقر والجهل، وأسباب أخرى عديدة.
أطفال لم يبلغوا سن الرشد بعد، ذكور وإناث يهيمون في الشوارع دون وجهة، ينامون في المباني المهجورة، والحدائق العمومية، والمساجد، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، أسباب وضعيتهم متنوعة، فأحيانا الفقر، الجهل، مشاكل بين الوالدين…، كلها أسباب تؤدي بالأطفال الأبرياء إلى التفكك الأسري، واللجوء إلى الشارع، بحثا عن رمق العيش، بأي وسيلة كانت، الشيء الذي يتسبب في مشاكل ومعضلات مجتمعية أخرى.
الساعة تشير إلى الثانية عشرة ليلا، “بالحديقة الأندلسية” بزايو، وفي محاذاتها مكان الحافلات، آخر رحلة ستنطلق بعد قليل، طلبة وموظفون، وأسر من مدن مغربية مختلفة، عائدة إلى ديارها، أمام مقر الدرك الملكي القديم، تفترش أسرة مكونة من أم و6 أطفال، الأرض وتلتحف السماء، التقتها الجريدة الرقمية ” زايو سيتي.نت “، لدقائق لتحكي لنا معاناتها بكل تلقائية مع السكارى والمبيت في العراء، بنبرة حزينة تقول: “جئت أنا وأبنائي من مدينة الخمسيات بعدما دخل زوجي السجن وحكم عليه بخمس سنوات، عائلة زوجي رفضتني بسبب أطفالي، أتردد دائما على المساجد، كي أجمع بعض الدريهمات من أجل شراء الطعام لأبنائي الستة، وكما ترى هذا فصل الشتاء، ألجأ إلى مقر الدرك الملكي القديم بزايو، لكي أقضي فيها أنا واطفالي ليالي فصل الشتاء البئيس”.
بعد برهة من الزمن، حاولنا اقناع أحد أطفالها للحديث معنا، وبعد محاولات اقتنع، شرع الطفل في الحديث، وملامحه الطفولية تنقلب في الحين إلى حزينة، وأوشكت الدموع أن تنهمر على وجنتيه المتشققتين بردا، واستكمل حديثه وعيناه مملوءتان بالدموع: ” أمي تبحث لنا يوميا عن لقمة عيش، عبر التسول أمام أبواب المساجد، نواجه العديد من أشكال التعنيف و”الحكرة” والتحرش جراء المبيت في العراء، ولولا تدخل الشرطة في العديد من الأحايين لوقعت الكارثة، ويضيف قائلا: ” حقا سئمت حالي هائما في الشوارع دون مأوى، وأتمنى أنا أيضا أن تكون لي عائلة، وأن أعيش حياة كريمة”.
أحلام جمَّدها برد فصــل الشتاء
في منتصف الليل بزايو يشتد الزمهرير، نحن اللحظة في قلب الحديقة الأندلسية بزايو، طفل يبلغ من العمر 14 عاما، يجلس هو وصديقه على أحد الكراسي بذات الحديقة، باغثته عدسة كاميرا زايو سيتي، وهما يهمان بالنوم، يتأملان الأرض وكأنهما يعدان حبات الرمل، شاردا الذهن، اقتربنا من أحدهم لنسأله عن سبب المبيت في الشارع، وبكل عفوية بدأ يحكي لنا قصته ” هاجرت من فاس، ثم بركان حيث مكثت فيها قرابة 3 أشهر ، لأستقر أخيرا في زايو، إلى حين أن تسنح لي فرصة أخرى للهجرة إلى أوروبا، ذاك حلمي، “المغرب مبغيناش نبقاو فيه”، ويضيف قائلا: ” أكره فصل الشتاء لأن معاناتي فيه تكبر وتشتد مع قسوة الجو، في المساء لدي موعد مع البكاء، لأنني أرى الأطفال يرافقون والديهم إلى المنازل، ليتشبعوا دفئ وحنان الأبوين، أما أنا فأجول الأزقة والشوارع تحت البرد والمطر باحثا عن مكان مغطى أتخبأ فيه محتميا من البرد القارس، والبحث عن أي فرصة للهجرة من هذا البلد”.
طفل آخر في مقتبل العمر، وجهه أسمر اللون، تظهر عليه معالم التعب والحزن العميق، منذ النظرة الأولى إلى تقاسيم محياه الشاحبة يتضح أن لديه رغبة كبيرة في أن يحكي قصته للتخفيف عن نفسه ويقول : ” منذ أيام قليلة تسللت إلى إحدى الحافلات التي تحمل لوحة ترقيم أجنبي، وقع هذا في معبر بني انصار، وفي غفلة عن المراقبين، وما هي إلا لحظات قليلة، انتبهت لي الكلاب المدربة، وقاموا بسحبي من أسفل الحافلة، لتنطلق وتترك ورائي دخانا أسود داكن، وسرابا من الآمال والأحلام التي تبخرت.
في سياق متصل، كانت قوات الاحتلال الإسباني، حذرت في وقت سابق من دخول العديد من الأطفال، إلى جيْب مليلية المحتلة، عبر معبر ” باريتشينو” الذي خصصته سلطات الاحتلال الإسباني لممتهني التهريب المعيشي عبر مليلية المحتلة، والذي يتوافد عليه الآلاف من المهربين.
وأضافت سلطات الاحتلال، بأن هذا المعبر عرف منذ شهور، حالة من الفوضى والتسيُّب، بسبب كثرة الأطفال والشباب الحالمين بفرصة سانحة للهجرة إلى الفردوس الأوروبي.
هذه الظاهرة بدأت تتفاقم خلال السنوات الأخيرة، ويوما عن يوم، في مدينة زايو، وأصبحت تأخذ منحى خطيرا، جعلها تبلغ أقصى مستويات الخطر، ما يستدعي ضرورة تكاثف جهود السلطات الأمنية والمحلية، وفعاليات المجتمع المدني، والوزارة الوصية على مجال الشباب والأسرة والتضامن.
فيديو
تقرير رائع من ثنائي و لا أروع …
حسبنا الله ونعم الوكيل فهاد المسؤلين ديال زايو لي خربو هاد المدينة
اللهم فرج كربهم يا رب العالمين ، اللهم استرهم فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض.
9t3at lya 9albi yarabi tsahal 3lihoma yarab
hadi 3tawha dar mabghatch bghat t3ich f zan9a hit zanka kayathalaw fiha o wladha chafara o adi yatal3o chamkra limaya3rafhomch ana kangolkom
روبرطاج رائع ومؤثر في نفس الوقت نعم صديقي فريد العلالي لابد من دار خاصة لايواء هؤلاء المتشردين صراحة ان تفاجأة بزاف مين شفت هاد الموضوع حيث مكنتش نتصور ان زايو يكون فيها متشردين اين دور مجلس البلدي مادا قدم لهؤلاء
لا حول ولا قوة الا بالله
ما هو هدف هذه المرأة التي احتلت مكانا في مدخل المدينة وتنام مع أبنائها الستة في قارعة الطريق؟
ألا يوجد أمكنة أخرى أكثر أمانا وحرمة لسيدة تجر زمرة تعيسة من الصغار في نفس العمر. ؟
كيف تنام امرأة شابة في مدخل المدينة وتترك أبناءها يفسدون أجمل حدائق المدينة ويلطخونها بالتغوط والتبول.
تقضي هذه الأخت سحابة يومها في الطواف في أحياء الدينة تستجدي الناس وتجمع الثياب المستعملة وتنتظر زوجها الذي يتكلف بحملها في سيارة خاصة لبيعها.
كيف لا تفكر جمعيات المجتمع المدني في إيواء هؤلاء المشردين ؟
كيف لا تتولى الجهات المسؤولة حل مثل هذه المظاهر التي يندى لها الجبين وتستفز نفوس المواطنين؟
كلنا مسؤولون على جمالية المدينة ونظافة ساحاتها وحدائقها وشكرا للجميع.