زايو سيتي.نت سعيد قدوري
لا يخفى على أي مشاهد الوضعية التي آلت إليها المعالم التراثية في مدينة زايو من تدمير وإتلاف، هذه المعالم التي باتت في حاجة إلى “إنقاذ” بدل الإصلاح والترميم، لما يحمله المعنى من دلالة وحمولة. وأمام هذه الوضعية وجب على كل غيور على هذه المدينة التدخل للإنقاذ، وبالتالي هذا ما ذهب بنا إلى توظيف هذه الكلمة تجسيدا لنوعية التدخل المتاح قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وإذا كان لا بد للمواطنين وجمعيات المجتمع المدني والسلطة المحلية بزايو أن يتدخلوا لوضع حد لمسلسل إتلاف المعالم الحضارية بالمدينة، فإن المنتخب المحلي ملزم بالتدخل، وهنا نتساءل عن مدى مساهمة هذا المنتخب في الدفاع وإنقاذ هذا الإرث الحضاري عبر مشاريع ومخططات استعجالية تنموية.
إن ساكنة مدينة زايو تتساءل عن دور من تم التصويت لصالحهم في حماية التراث الثقافي والتاريخي بالمدينة، باعتبار مفهوم الانتخاب سلوكا وتجسيدا، هو مفهوم لا يمكن فصله عن التطور التاريخي لفكرة الديمقراطية وضرورة وجود نخبة يختارها الشعب للقيام على الشأن العام بما يصلحه.
حماية التراث الثقافي والتاريخي من مهام الجماعة البشرية، التي ينتمي إليها هذا التراث، إذن؛ المهمة تنتقل تلقائيا لمن يفترض أن الجماعة البشرية قد اختارتهم ليقوموا مقامها ويسهروا على تدبير شؤونها العامة، ألا وهو المنتخب.
هذا على المستوى النظري، لكن الواقع بمدينة زايو، يحكي أن المنتخب المحلي بعيد كل البعد عن شيء اسمه “التراث الثقافي والتاريخي”.. هو بعيد عن نطاق اشتغال هذا المنتخب الذي يجهل مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، والذي حدد في مادته 77 الاختصاصات المنوطة بالجماعة داخل دائرتها الترابية في “مهام تقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين في إطار الاختصاصات المسندة إليها بموجب القانون التنظيمي للجماعات وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها، ولهذه الغاية تمارس الجماعة اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه الأخيرة”، ومن هذه المهام أو الاختصاصات التي تقوم بها الجماعة مع الدولة “اختصاص تثمين المواقع الأثرية”.
فالمادة 87 تورد من بين هذه الاختصاصات المشتركة بين الدولة والجماعة، اختصاص “المحافظة على خصوصيات التراث الثقافي المحلي وتنميته”، وهو ما يقتضي القيام بعدة مبادرات؛ مثل؛ إحداث المتاحف والمسارح والمعاهد الفنية والموسيقية والتأهيل والتثمين السياحي للمدن العتيقة والمعالم السياحية والمواقع التاريخية؛ وإحداث المركبات الثقافية؛ و إحداث المكتبات الجماعية…
هذا القانون التنظيمي الذي يورد الاختصاصات المشتركة نجد بين فقراته الاختصاصات المنقولة، فالمادة 90 تنص على هذه الاختصاصات المنقولة بين الدولة والجماعة تحدد اختصاصين؛ أولهما هو “حماية وترميم المآثر التاريخية والتراث الثقافي والحفاظ على المواقع الطبيعية”.
ولم يغفل المشرع دور رئيس المجلس الجماعي في حماية التراث الثقافي والتاريخي، بحيث تحدد المادة 100 صلاحيات عدة لرئيس الجماعة، ومنها على وجه الخصوص؛ “المساهمة في الحفاظ على المواقع الطبيعية والتراث التاريخي والثقافي وحمايتها وذلك باتخاذ التدابير اللازمة لهذه الغاية طبقا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل”.
وأمام هذا الزخم من الاختصاصات سواء المنقولة أو المشتركة، نجد أن المنتخب المحلي وبالتحديد أعضاء المجلس الجماعي لزايو، يلزمون الصمت تجاه ما تتعرض له المواقع التاريخية والأثرية من تدمير ممنهج، يدفعك للشك في هوية من يدفع في هذا الاتجاه. بل الأكثر من ذلك؛ لم يسبق أن تم تفعيل ولو الجزء اليسير من الترسانة القانونية المخولة للمنتخب صلاحية الدفاع عن التراث، وأجزم أن أغلبيتهم لم يسبق أن اطلعوا على هذه النصوص التنظيمية.
صحيح أن الاختصاصات في هذا الباب محصورة فيما هي منقولة أو مشتركة، وليست اختصاصات ذاتية للجماعة الترابية، لكن هذا لا يمنع من أن يفعل المنتخب دوره وما يمنح له القانون لكي يترافع مؤسساتيا عن تراث جماعته وحمايته من الإتلاف والتدمير، كما هو حاصل بمدينة زايو.
لا تنتظر إلا الأسوأ من هؤلاء. فهم الذين رخصوا بهدم الكنيسة. وهم الذين خربوا حديقة المدينة القديمة وهم الذين ريفوا هذه البلدة وهم الذين يستعملون السلك الشائك وسط المدينة !!!!!!!!
أنت تتكلم عن أملاك ليست بأملاك الجماعة.
تكلمت عن الثكنة العسكرية وهي ليست من أملاك الجماعة فهي تابعة لإدارة الدفاع الوطني ، تكلمت عن القيادة القديمة وهي كذلك تابعة لوزارة الداخلية ، تكلمت عن سقاية ما يعرف بـ: (سبالة العرب)وهي توجد بأرض تابعة لأملاك الدولة إذن أين هي المعالم الحضريةالتي تتكلم عنها وحتى لو فرضنا أن الجماعة تفكر في التدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه كما جاء على لسانك هذه المؤسسات لا تسمح لها بذلك كان عليك أن توجه هذه التهم كلها للأشخاص الذين قاموا بتخريب هذه المنشآت وهم معروفون وغالبيتهم السكان الذين يقطنون بها إما من أفراد القوات المساعدة وإما من أفرادالجيش .
فمن خلال قراءتي للموضوع لم تتطرق لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا سببا في ذلك .
أطلب من زايو سيتي أن تنشر هذا الرد لتنوير الرأي العام.
احكام قيمية اخي سعيد ، ومن قال لك اننا كمنتخبين نلزم الصمت تجاه ما تتعرض له بعض المأثر التاريخية وقضايا اخرى عديدة مرتبطة بالشان العام المحلي :
اخي سعيد موضوع المأثر التاريخية تم بشانه احاطة الرئيس علما بضرورة الاهتمام به من خلال حثنا اياه بضرورة عقد اتفاقيات شراكة مع المعنيين بالأمر وهم متعددين وأولهم وزارة الثقافة وتحديد التزامات كل طرف وكان ذلك على الأقل اعتقد اثناء مناقشة برنامج عمل الجماعة .
واخيرا وتقبل مني نصيحة :لاتحاول تبخيس مجهود المنتخبين بصيغة الجمع، هناك مجهود كبير وترافع في المستوى وان كان البعض من – ذوي العقول الصغيرة والقلوب الضيقة – واستسمح على الجملة العرضية ، حسب ما يصلني من اخبار يحاول قلب الحقائق والأقوال عمدا او جهلا وسأثير الانتباه الى ذلك لاحقا في الوقت والمكان المناسبين