زايو سيتي.نت سعيد قدوري
تقع مدينة إسكندرونة على البحر المتوسط ضمن محافظة هاتاي التركية حاليا. تعتبرها سوريا ضمن لواء اسكندرون المحتل من قبل تركيا منذ عام 1939. تقع الإسكندرونة في رأس خليج اسكندرون على البحر المتوسط، وهي من أهم الموانئ في تركيا اليوم. تعتبر المدينة مركزا تجاريا ويستخدم ميناؤها لتصدير النفط القادم إليها عبر خطوط الأنابيب، كما أنه منتجع سياحي هام.
بناها الاسكندر الأكبر عام 333 ق.م تخليدا لانتصاره على الفرس. كانت قديما مركز للتجارة بين الشرق والغرب، واستخدمت منفذا بحريا لسكان مدينة حلب والشمال السوري. الأسكندرونة انضمنت الى الرومانيين من السيليفكوسيين ثم بعد ذلك انضمنت الى روما الشرقية فى 390 ثم الى الأمبراطورية الترك_المماليك فى 1516 ثم من الدولة الأسلامية فى وسط القرن السابع الى امبراطوية العثمانية ثم اصبحت تحت حكم الأنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى ويليها الفرنسيين . وظلت تحت حماية الفرنسيين كمنطقة تابعة لسوريا فى عام 1938 .وانضمنت الى تركيا رسميا فى 5 يوليو 1939 وبذلك بفضل دخول الجيش التركى الى الأسكندرونة.
يرجع بدء إعمار المنطقة إلى العصر الحجري القديم، إذ عثر على بعض من آثاره في مغارة السويدية وغيرها. واستمر الإعمار في العصور التالية، فكان سهل العمق مركز حضارة تدل عليها المواقع والتلال التي كشف عنها في تل عطشانة وعشرات المواقع الأخرى. ويرجع سبب الإعمار المستمر للمنطقة إلى الأوضاع الجغرافية الطبيعية الملائمة وإلى أهمية الموقع الجغرافي. لذا كانت المنطقة ملتقى عناصر سكانية منذ القدم.
يتألف سكان إسكندرونة من العرب وهم الغالبية والأتراك والأكراد والشركس وقلة من الأرمن. ولقد تغيرت نسبة هذه العناصر بحسب الأوضاع والأحوال السياسية التي مرت بها مسألة لواء إسكندرونة حتى اقتطاعه. ومازال العرب يؤلفون الأكثرية الساحقة حتى اليوم وخاصة في الأرياف، وأسطورة الهجرة العربية غير دقيقة إذ لم يهاجر من عرب إسكندرونة أكثر من 4000 نسمة من أصل 180ألف نسمة، وكان العرب في عام 1937 يؤلفون 65٪ من نسبة السكان وظلوا كذلك حتى اليوم.
توجد في إسكندرونة مكامن للحديد والكروم والأسبست وبعض الذهب في الجبال، لكن احتياطي هذه الثروات قليل جدا واستخراجها غير مجد اقتصاديا. لذا قام الاقتصاد المحلي على استثمار الثروات الطبيعية السطحية من مياه وأحوال مناخية ملائمة، وعلى استغلال الترب الخصبة في السهول وأودية الأنهار والتلال والسفوح القدمية للجبال لممارسة الزراعة وتربية الحيوانات. وكان القطاع الزراعي ومازال عماد الإنتاج والعيش في إسكندرونة على ما حققه القطاع الصناعي والسياحي من تطور واضح ونمو متزايد.
من أبرز الصناعات التي تنتشر معاملها حول المدينة وشمالها وفي أنحاء إسكندرونة الأخرى، الصناعات الغذائية والزيوت وحفظ الخضر والفواكه، ثم صناعة الصابون والصناعات المعدنية من الصلب إلى الخراطة وورشات تصليح الآلات، والصناعة النسيجية ومحالج القطن وصناعة الأخشاب ومواد البناء، والصناعة الكيمياوية والسماد، وعدد آخر من الصناعات الخفيفة والاستهلاكية.
إسكندرونة مدينة جميلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تعرف رواجا سياحيا كبيرا إسوة بباقي المدن التركية، التي تعتمد مداخيل اقتصادها على السياحة بشكل كبير، فقد أفلح الأتراك في جعلها وجهة للعديد من الزوار لما تتوفر عليه من مقومات السياحة وبنية تحتية تليق بذلك.