زايو سيتي.نت سعيد قدوري
تيرانا هي عاصمة ألبانيا و أكبر مدنها. يقدر عدد سكانها بحوالي 353,400 نسمة في عام 2003، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن العدد قد يصل ل 700,000 نسمة. أسست عام 1614 وأصبحت عاصمة البلاد عام 1920.
تقع تيرانة في وسط غربي ألبانية، وتبعد نحو 32كم عن البحر الأدرياتي، في موضع جميل يرتفع عن سطح البحر نحو 120م عند سفح جبل “ملئ جئت” الذي يرتفع نحو 1600م، وتحيط التلال بها من جهات الشرق والجنوب والغرب.
أثر الموقع الجغرافي المتميز لمدينة تيرانة وخصوبة أراضيها وكثرة غاباتها وتوافر مياهها وشبكة الطرق التي تربطها بالأدرياتي تأثيرا إيجابيا في تطورها وازدهارها.
ويعد عام 1614 التاريخ الذي تحدد فيه ولادة مدينة تيرانة، وذلك حين بنى الجنرال التركي سليمان باشا تيرانة، وسماها باسم العاصمة طهران Teheran، تخليدا لفتوحاته في فارس، وبنى فيها مسجدا وحماما، وأسس سوقا ومحلات أخرى، ثم بدأت تيرانة بالنمو وظهرت فيها صناعات حرفية مثل صناعة الحرير والقطن والجلد إضافة إلى صناعات معدنية أخرى، وبقيت حتى عام 1912 جزءا من الامبراطورية العثمانية، ثم حرف هذا الاسم فصار تيرانة.
بقيت تيرانة بلدة صغيرة حتى بداية القرن العشرين، وتسارع نموها حين أصبحت عاصمة لألبانية المستقلة عام 1920، وانتقلت الحكومة المؤقتة التي تألفت في البرلمان إليها في 8 شباط من العام نفسه، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت نحو 17000 نسمة.
تعرضت تيرانة لهجمات الجيش الصربي في الأعوام ما بين 1920-1924، وشهدت مع بداية الثلاثينات تنفيذ خطة تهدف إلى تنميتها، وأنشئت الأبنية الحكومية وساحة سكندربغ (اسكندر بك) Skenderbeg ومشفى، وأكمل بناء البنك الدولي، وافتتح سوق جديد شرقي السوق القديم، ومحلات في شارع باريكادا Parrikada الحالي، وبنيت أبنية جديدة غرب وشمال البلدة سميت “تيرانة الجديدة”.
استولى الإيطاليون على تيرانة حين احتلالهم ألبانية عام 1939، وفي عام 1941 تأسس حزب العمل (الشيوعي) فيها، وغدت تيرانة مركزا رئيسا للمقاومة ضد الإيطاليين والنازيين فيما بعد، إضافة إلى كونها المركز الرئيس لنشاط الشيوعيين الألبان، وفي 17 تشرين الثاني 1944، خاض سكان تيرانة بالتعاون مع الشيوعيين معركة ضد القوى الألمانية.
تسارع نمو مدينة تيرانة بعد الحرب العالمية الثانية، ولاسيما من 1952 إلى 1956، فهدمت الأبنية القديمة التي ليس لها قيمة معمارية لإفساح المجال للبناء الحديث، وأُعيد بناء أجزاء أخرى، وتحسن مركز المدينة خلال الستينات من القرن العشرين مع بناء قصر الثقافة الجديد والنصب التذكاري في ساحة سكندربغ عام 1968.
وتيرانة اليوم أكبر مركز صناعي في ألبانية، بفضل مواردها الطبيعية، والصناعات التحويلية وتوافر المطابع واستخدام التقانات الحديثة. وأنتجت تيرانة في أثناء الثمانينات ما قيمته خمس الإنتاج الصناعي الألباني، وثلث الإنتاج الصناعي الميكانيكي، و30% من مجموع إنتاج الفحم، ونصف إنتاج النسيج الألباني، وازدهرت صناعة النسيج والأغذية والكهرباء ازدهارا ملحوظا، وقد عزز ذلك اتصالها بشبكة من الطرق وسكة قطار مع ميناء دورزا الميناء الرئيس لألبانية على البحر الأدرياتي.