زايو سيتي.نت سعيد قدوري
أستانة هي عاصمة كازاخستان منذ عام 1998 وتعني بالفارسية “العتبة السامية” أو بلدة المزار المقدس. أنشأها الرئيس نور سلطان نزارباييف بعد استقلال كازاخستان لتصبح عاصمة البلاد بدلا من مدينة آلما أتا الحدودية. يبلغ عدد سكانها 600000 نسمة، وعدد سكانها 780 ألف نسمة.
لم ينتبه العالم ومعه المسلمون إلى هذه المدينة الجميلة إلا باحتضانها أعمال المؤتمر الثامن والثلاثين لمنظمة التعاون الإسلامي في يونيو 2011، ليكتشف العالم هذه المدينة الفريدة المذهلة التى تجمع ما بين التصميم الأوروبي الحديث ووئام الذوق الشرقي الذي لا ينفصل عن الروح الأسيوية، مدينة شابة كان ينظر إليها منذ زمن قريب فقط كعاصمة جديدة لدولة قديمة، أما اليوم فهي في جزء لا يتجزأ من الصورة الجديدة لكازاخستان البلد الذي يمضي قدمًا في اتجاه القرن الحادي والعشرين.
ارتبط اسمها باكتشافات النفط والغاز وثروات من الذهب وزراعة القمح، كما أنها تضم محطة “بايكونور” لإطلاق المركبات الفضائية، شريان البرنامج الفضائي الروسي. وتعكس أستانا صورة كازاخستان الطموحة. وتحمل لقب أبرد عاصمة في العالم بعد العاصمة المنغولية “أولان باتور”، وقد تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى 35 درجة تحت الصفر، بينما يعد شهر يوليو أكثر شهورها سخونة.
للوهلة الأولى يغشى عينيك هذا الوهج والتألق الذي يسيطر على المدينة في الليل مع الإضاءة الاصطناعية لمبانيها، وأضواء شوارعها، والألوان المتعددة لنوافيرها على نهر إيشيم وكذلك بمصابيح جسورها والواجهات المضاءة لمحلاتها، وقد يتساءل المرء عن كم الملايين التى أنفقت لتبدو المدينة بهذا الألق، ولكن لا تلبث أن تزول الدهشة عندما تعلم عن اقتصاد كازاخستان الغني بسبب النفط، بالإضافة إلى المشاريع الضخمة التي تخطط لها الدولة في العاصمة، كما تخطط لتصبح مصدرا رئيسيا لليورانيوم فى العالم.
وأول ما يلفت نظرك برج Bayterek المعروف محليا باسم Chupa Chups من تصميم المعماري البريطاني السير نورمان فوستر. ويرتفع البرج لنحو 105 متر، وتعلوه كرة ذهبية قطرها 22 متر مزودة بمنصة توفر إطلالة رائعة على المدينة. ويرمز التصميم لشجرة الحياة المقدسة تعلوها بيضة وضعها طائرة السعادة الساحر.
ومن تصميمات أستانا الفريدة “هرم السلام” أو قصر السلام والمصالحة من تصميم فوستر والمهندس بورو هابولد، ليعبر عن روح كازاخستان والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، ومن أجمل المباني التي يمكنك زيارتها في أستانا مبنى قاعة الحفلات المركزية من تصميم المهندس المعماري الإيطالي مانفريدي، وتتخذ شكل زهرة ذات ثلاث بتلات زجاجية.
ومن أهم مراكز التسوق والترفيه في أستانا، “خان شاتر” أو الخيمة الملكية Shatyr Khan Center Entertainment ،وصمم على شكل خيمة عملاقة تضم أهم المحلات والعلامات التجارية العالمية والمسابح وملعب جولف صغير وأماكن الترفيه للصغار والكبار.
ويعتبر المبنى الخيمة أكبر خيمة في العالم يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع أي ما يزيد عن مساحة عشرة ملاعب لكرة القدم، ويرتفع لـ 150 مترا، وصنع سقفه من مادة البوليمر الشفافة المحمولة على شبكة من الكابلات.
ويعرف أهل الأستانة بالكرم الشديد حتى أنهم لا يحتفظون بالفكة أبدا ولكنهم يتبرعون بها للفقراء، وأشهر أكلاتهم طبق (البلوف) ويتكون من الأرز ولحم الخيل، وهو ما يرتبط في أذهاننا نحن العرب بالكرم ومايروى عن حاتم الطائي.
“نور أستانا” من أحدث وأجمل مساجد المدينة، ويقع في الطريق الرئيسي المؤدى من وإلى المطار، وعلى الرغم من كازاخستان علمانية الدستور إلا أنها تفتخر بأغلبيتها المسلمة. والمسجد تحفة فنية اشترك فيها مهندسون كازاخ وأتراك.