زايو سيتي.نت سعيد قدوري
تقع مدينة “بندر سري بكاوان” على نهر بروناي بالقرب من مصبه على خليج بروناي ولديها مدخل إلى بحر الصين الجنوبي على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو. هي عاصمة بروناي دار السلام وأكبر مدنها، ومركز التجارة والصناعة فيها، دمرت في الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد بناؤها. من أبرز معالمها مسجد عمر علي سيف الدين، وهو تحفة معمارية نادرة.
وتتسم “بندر سري بكاوان” بمناخ الغابات المطيرة المدارية، لقربها من خط الاستواء، ولا تشهد موسم جفاف حقيقي، ومتوسط درجات الحرارة فيها ثابت نسبيا طوال العام. وتزيد مساحتها قليلا على مائة كيلومتر مربع.
ينحدر معظم سكان المدينة من عرق الملايو، ويعد الصينيون من أبرز الأقليات فيها. ويتحدث سكانها اللغة الملاوية، وهي اللغة الرسمية في البلاد. ويبلغ عدد سكانها نحو 250 ألف نسمة بحسب إحصاءات 2014، ويدين معظمهم بالإسلام.
ومعروف عن “بندر سري بكاوان” حجم ثرائها ودخل الفرد فيها الذي يعد من الأعلى في العالم، وتعتبر من العواصم المتقدمة حيث يعد دخل الفرد فيها نسبة للناتج المحلي الإجمالي من أعلى الدخول في العالم وذلك لغناها بمادة النفط، والتعليم فيها جد متقدم وحظوظ الفرد فيها من حيث الصحة والأمن الغذائي والاجتماعي من أعلى المستويات على مستوى العالم.
وبعد أن أصابها الدمار خلال الحرب العالمية الثانية، تحولت “بندر سري بكاوان” إلى أحد أجمل مدن العالم، وهي الآن مركز التجارة والمال والإدارات الحكومية في البلاد. وتشتهر بصناعة الأقمشة والأثاث، كما يلعب كل من الغاز الطبيعي والنفط دورا في عائدات المدينة والبلاد.
ويعمل السكان بالزراعة لخصوبة تربتها، وأهم محاصيلها الغلات المدارية والأشجار المدارية كالموز والكاكاو وجوز الهند والقطن والأرز وقصب السكر وغيرها من المزروعات.
تعتبر مدينة بندر سري بكاوان قلب المشهد الثقافي في بروناي، ومن أبرز معالمها قصر السلطان أو الآستانة وهو تحفة فنية رائعة، قبابه وأبراجه من الذهب الخالص، وأسقف غرفه مرصعة باللآلئ والجواهر والأحجار الكريمة.
ومن معالمها مسجد عمر علي سيف الدين، المشيد عام 1958 على الطراز المغولي، وهو من أروع المساجد في العالم، جدرانه مكسوة بالمرمر والأحجار الكريمة وأعمدته من الغرانيت الخالص، ومئذنته مستقلة يصعد إليها بمصعد كهربائي.
ومنها المتحف الوطني، وبناؤه جميل الشكل دقيق الصنع، ومبنى آثار “تشرتشل”، وهو يضم آثار الزعيم البريطاني ونستون تشرشل، بناه السلطان عمر علي إعجابا به، وفيه مقتنياته وآثاره. وهناك السفينة الملكية التقليدية المبنية بالحجر والزخارف والنقوش والأحجار الكريمة.