أماكن في الذاكرة المحلية : مسجد تنملال (الجزء الأول )
أما بالنسبة لمكانة ودور المسجد فإنه أدى ولازال يؤدي رسالته كما ينبغي وبكل امتياز ،وبالرغم من طابعه الشعبي ومقاييسه الهندسية والعمرانية البسيطة ،فاستنطاقه يكشف عن ذاكرة ومخزون ديني وتعليمي وتربوي بالغ الأهمية والدلالة في تلقين العلوم الشرعية وتحفيظ القرأن وتعليم أبجديات القراءة والكتابة وتعليم النشىء مبادئ الاسلام السمحة ،فضلا عن الجوانب التعبدية المرتبطة بالصلاة والذكر والقيام ونشر قيم التضامن والتسامح والألفة ومحاربة البدع والمحدثات .وقد قام بهذه الأدوار فقهاء وائمة ووعاض وعلماء أجلاء رحمهم الله ولازالت الذاكرة المحلية تحتفظ بآسمائهم أمثال : سمحمد بن سبنقدور المزاري وقد قال لي أحفاده أنه درس بهذا المسجد مع نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 ، وكان يدرس بعض العلوم الشرعية وقد ألف بعض الكتب لا زالت مكتوبة بخط يده ، منها كتاب “الأصول في ضوء تحفة بن عاصم ” وكان هذا العالم تصدر منه مجموعة من الكرامات وسيدفن بعد وفاته بمقبرة تنملال ،وسيخلفه بعده في المسجد حفيده سمحمد بن يحي بن محمد بن سبنقدور الذي توفي سنة 1917 ودفن بمقبرة بو يخباش ،وهناك من يتحدث كذلك عن العالم والإمام الحاج محمد الشكري الذي قدم إلى المسجد سنة 1923 ولقن للطلبة العلوم الشرعية ثم تعاقب على المسجد فقهاء أخرون مثل سمحند سحدوش شوراق وسي محمد الوستاذ وسي عبدالله بوبوح وسي ميمون لمريني وأخرون رحمهم الله جميعا .
وبالرغن من الدور الديني والتعليمي في عهد هؤلاء الفقهاء والائمة فإنه سيتحول في عهد العالم الجليل سيدي محمد بن عمر بالرسول الكبداني إلى قطب ديني وتعليمي ومركزا للإشعاع الفكري والحظاري ومنارة للعلم والمعرفة نظرا لكفاءة العالم و طبيعة تكوينه وخصوصا انه من خريجي القروين ،حيث تجمع الشهادات التي استيقيتها من الطلبة الذين تتلمذوا على يديه خلال الفترة التي قضاها بالمسجد مابين 1936-1957
انه كان من أكبر رجالات المنطقة وأشهرها علما وزهدا وورعا وخلقا ويعتبر وحيد عصره وفريد زمانه وعلما في أستاذيته وآنيقا في عرضه ،والحديث عن هذا العالم الجليل هو في الحقيقية حديث عن تراث فريد ومفيد ويستحق أكثر من وقفة حيث لا زال صداه يتردد إلى يومنا على ألسن الناس لأنه ترك بصمات من ذهب على صفحات تاريخ هذا المسجد العتيق ،وكان المسجد في عهده قبلة ومحجا لعشرات الطلبة ،ومنهم “الخناشة ” الذين كانوا يأتون من مناطق مختلف ،وكلهم نهلوا من ينبوعه الفياض وقلمه السيال في مختلف العلوم الشرعية والفقهية : الآجرومية وألفية ابن مالك وفقه ابن عاشر وتحفة ابن عاصم إلى جانب الفرائض وتحفيظ القران ومبادئ اللغة العربية ومحاربة الجهل والأمية وتنقية المسجد والجماعة من البدع والمحدثات وتكريس العادات المغربية الأصيلة القائمة على التآزر والتسامح والمحبة …
اذن فمسجد تنملال تعاقب عليها علماء وفقهاء وآئمة أجلاء اختارهم أهل تنملال وهذا ليس غريبا عنهم حيث يقول مولييراس في مؤلفه “المغرب المجهول” ص178 “أن أهالي كبدانة يقدمون ذبائح كثيرة لجلب الفقهاء المشهرين إلى الزاوية ” .
وكان تكاليف وتحملات المسجد يسهر عليها أهالي الجماعة سواء تعلق الأمر بالشرط لإيجار الأئمة أو القيمين عليه أو فيما يتعلق بمستلزمات المسجد الضرورية ، كما سهرت الجماعة على عملية التكفل بالطلبة وايوائهم –عبر عملية التصريف – وهذه العادات و الحقائق الأصيلة نجدها كذلك عند مولييراس حيث يقول في ص 178من نفس الكتاب “…ويلقى كل طالب الحفاوة في مساجدهم “كبدانة” العديدة ولأن الطلبة المرحين يدركون المعزة التي يحظون بها, فإنهم يتهافتون على هذه القبيلة التي يسمونها “جبل الدقيق” …لأنهم يتلقون الكثيرة من الدقيق الذين يصنعون منه خبزهم بأنفسهم ويبيعون الباقي ..”
وحسب مجموعة من الشهادات فإنه في عهد العالم الجديد سيدي محمد بن عمر بالرسول ، كان في المسجد ازيد من 50 طالب كل سنة ، وعند التخرج من المسجد ،كان منهم من يلتحق بمدارس وجامعات أخرى في داخل وخارج الوطن لإستكمال الدراسة ومنهم من تسلق مناصب ادارية عالية مدنيا وعسكريا ومنهم من اعتلى منابر المساجد ومنهم من ولج منظومة التعليم ومثلوا الزمن الجميل والحقبة الذهبية لصيرورةالتعليم بمختلف أسلاكه في زايو وفي مناطق عدة فالرحمة والرحمة لمن رحل عنا إلى دار البقاء والمباركة في العمر لمن هم على أديم هده الأرض أحياء يرزقون .
إذن فمسجد تنملال كان قروي المنطقة وقد أدي رسالته دينيا وعلميا واجتماعيا وتربويا وأخلاقيا ،ويحاول أبناء المنطقة والمنحدرين منها إحياء والحفاظ على هذا التراث الخالد وإرجاع البريق إلى المسجد وإشعاعه التاريخي وربط الحاضر بالماضي وإحياء لحمة الزمن الجميل وهذا ما تسعي اليه جمعية التقوى للمسجد وكذا جمعية تنملال للتنمية والتكافل الإجتماعي من خلال اهتمامهما بالإنسان والأرض والبيئة وإعمار المسجد .
اذن فمسجد تنملال من المواقع التراثية والحظارية التي تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة والعناية .
برنامج شيق شكرا لكل من ساهم في انجازه وشكرا لهذه الذاكرة الكريمةومزيدا من الاطباق التاريخية اللذيذة يا اساذنا الكريم
تحية حارة للاستاذ وللسي ميمون اليوسفي امام المسجد
مزيدا من الاهتمام بتراث تنملال الطبيعي و الثقافي الذي يعبر عن هوية اهل المنطقة
الشكر الجزيل لجمعية التقوى لمسجد تنملال عن المجهودات التي تقوم بها لصالح المسجد
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية علمية خالصة أزفها لك أستاذي العزيز على هذا المجهود الذي يستحق التشجيع فأقولها دائما لقد أزلت الكثير من الغبار عن تاريخنا المحلي
أما بالنسبة لمعلمة تينملال العتيقة كانت و لا زالت تختزن الكثير من الأسرار من أهمها تاريخ تأسيسها الذي بقي غامضا فلا توجد روايات تشفي غليلنا بخصوص تأسيسها و لكن هذا إن كتن يدل على شيء إنما يدل على عراقة و قدم هذه المعلة التي كما شهد لها التاريخ ظلت لسنيين منارة للعلم و المعرفة و التثقيف و إن كان إشعاعها قد اضمحل و لم يبقى منه إلا التاريخ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية علمية خالصة أزفها لك أستاذي العزيز على هذا المجهود الذي يستحق التشجيع سأقولها دائما لقد أزلت الكثير من الغبار عن تاريخنا المحلي
أما بالنسبة لمعلمة تينملال العتيقة كانت و لا زالت تختزن الكثير من الأسرار من أهمها تاريخ تأسيسها الذي بقي غامضا فلا توجد روايات تشفي غليلنا بخصوص تأسيسها و لكن هذا إن كان يدل على شيء إنما يدل على عراقة و قدم هذه المعلة التي كما شهد لها التاريخ ظلت لسنيين منارة للعلم و المعرفة و التثقيف و إن كان إشعاعها قد اضمحل و لم يبقى منه إلا التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية علمية خالصة أزفها لك أستاذي العزيز على هذا المجهود الذي يستحق التشجيع سأقولها دائما لقد أزلت الكثير من الغبار عن تاريخنا المحلي
أما بالنسبة لمعلمة تينملال العتيقة فقد كانت و لا زالت تختزن الكثير من الأسرار من أهمها تاريخ تأسيسها الذي بقي غامضا فلا توجد روايات تشفي غليلنا بخصوص تأسيسها و لكن هذا إن كان يدل على شيء إنما يدل على عراقة و قدم هذه المعلة التي يشهد لها التاريخ أنها ظلت لسنيين منارة للعلم و المعرفة و التثقيف و إن كان إشعاعها قد اضمحل و لم يبقى منه إلا التاريخ
رحم الله كل من علم وتعلم بمشجد تنملال وكل من يهتم ويعتني به
Bonne couràge