السياسة كياسة و” الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت … ” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واحسب أن ما وصلنا إليه من تدهور وتفتت وحروب طاحنة ،لا تبقي ولا تذر ، كفيلة بأن تجعلنا أضحوكة العالمين . لأن حكامنا عطلوا الحكامة وارتضوا الخراب ، وكأن الأرواح والمقدرات حقول لتجارب مدمرة تأتي على الاخضر واليابس . ولإنهم كذلك إستئصاليون لا يرقبون في وطني إلا ولا ذمة . لذلك تراهم يتمسكون بكراسيهم ويعضون عليها بالنواجد حذر الإطاحة . إن الحكام العرب أضحوا رعاة حدود ، فعطلوا الصراع على الوجود ، فهم لا يصوبون فوهات أسلحتهم الى العدو الحقيقي ، بل يسومون شعوبهم سوء العذاب . فهيهات أن يندمل الجرح ويشفى القرح ، فما يصيب الأمة إنهيار عميق ، وانتحار سياسي وأخلاقي ومؤسساتي … وتاريخ هذه الامة حافل بالنكسات والويلات.والدماء التي سالت ولا تزال ، حبر لذاك التاريخ الذي سيروي الاحداث عن جحافل ضمتها الاجداث. “ولله الامر من قبل ومن بعد ” .
نلوم ذا الزمان والفسق فينا ايفت وصال العرب أجمعينا
فيغير على الأخلاق يمحقها ليصيب بها الأعراق والدينا
فيا امة الدين زغت عن سنن فسقيت ذل أقوام غابرينــا
من امم الله التي اندثرت فأضحت دروسا للواعظينـــا
فقد حزت من الأدواء حتى صرت أضحوكة في العالمينـا
فقر فأسقام فجهالة جاهل غدت شؤما على الاكثرينــا
فكم من معدم توالت عثراته عاش ويلات أقوام كادحينـــا
وكم من عاصب البطن سغبا أضحى محروما رزقا ينادينــا
واحسب أن داء الجهل مكمنه بين ظهور العرب والمسلمينا
صيرونا أمما امست غافلة فرحنا نعب خمور الغافلينـــا
وما الدين إلا أس كل توحد بات شيعا ومهجورا يناجينــا
تفرقنا زمرا فارتوت مصائبنا كالفطر يصدع في روابينـــــا
فبتنا اليوم تغتالنا بدع ترسبت فينا أحقاد ماضينــــا
تشيعوا فرقا فطال إثمهم كل ذي أنفاس أضحى يعنينا
بننا عن الحق فراحت مواقفنا تجوب الأمصار خزيا يجارينــــا
حين كان الدين يقتدى بظله شع نور الهدى في أراضينـــا
من سنة الشفيع نقتفي أثرا ونورد من نبع بات يغنينـــــــا
بيد ان الخلاف توالى يمزقنا اربا فازدادت مآسيه تجافينــا
من بلاد الفرس أضحى يؤلمنا هول من أشباه عدوا مسلمينا
فلا الدين فهموا منه مقصدا يميط الحقد ويستعدي الدفينا
ولا السياسة علموا لها موثقا كما عهدنا من ساسة غابرينا
نعتم الامريكان بأغلظ نعت بل أنتم من وسمتم شياطينا
وما العراق والشام وبنو يمن إلا امصار قد لاقت طواحينا
والنيل الذي توالت فواجعه جرما مبيتا على المصريينا
ما كان من الدين أن توقعنا مشاربنا في حروب تفنينا
بني العرب كفوا عن غيكم فما الجهل إلا من الجاهلينا
بننا فبنتم عن حلم يخامرنا طوال سنين فلم يعد يجدينا
فلا الوحدة سلمنا بها جدلا ولا العرض قد لاقى احسانا
ولا الارض تركت لمأمنها ولا الشعب قد عاش الامانا
وأما الدم فقد سال أنهرا كفانا سفكا فالرحمان يهدينا
تحفة من الروائع …كل بيت “صرخة ” اجمل من الاخر…
والأجمل بين الثنايا هو هذا الإحساس الصادق ..إنه الطعم المعروف
بالصراحة المرة …الله محيي اصلك يا رجل…….
أخي الكريم شكرا جزيلا على مرورك وعلى تفاعلك الصريح مع هذا الاحساس .
فعلا أخي العزيز ،إن الهول الذي يصيب الأمة من خلال هذا الموج الهائل من التدمير والقتل العمد مع سبق الإصرار ،يجعل الانسان تتقلبه الفواجع من شرق أو غرب
جراء هذه الحماقة والتغول الذي آل عليه بعض الحكام ومن يدور في فلكهم من الاستئصاليين والمنبطحين والدمويين .لذلك ،فمن أضعف الإيمان أن يصرخ المرء،ويجهر بهذا الظلم الذي غدا يسحب العرب الى الحضيض الأسفل .ولله عاقبة الأمور .
نص رائع أستاذي. فيه من المفردات القوية حسا وتمردا وشعرا ما يتلائم و ماضي،حاضر ومستقبل العرب. ستكون محقا حتى باستعمالك لمصطلحات أكثر قساوة، تحصرا واستنكارا وتنديدا على ظاهرة تفريخ الشيع الجاهلة بشتى مسبباتها، التي جعلت من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مجرد قبائل إثنية وعرقية وطائفية … وكأننا نشاهد حلقات مسلسل تدور أحداثه في زمن ما قبل الإسلام. بل في زمن الجاهلية حتى أكون أكثر قساوة مثلك أستاذي.
نشاطرك الحصرة والتمرد على واقع الحال، ونشكرك على هذا النص القوي الرائع .
ابيات معبرة وشاملة فطوبا لك تحكي الواقع العربي المؤزم والمهزوم
أخي الكريم ولد البام ،أشكرك جزيل الشكر على الفهم الصحيح لمسببات هذا التحسر الذي تجرعنا منه سما ناقعا. سيما وأنت ترى المأساة تزداد في العديد من الدول العربية ،قتلا وتنكيلا وإعداما وتشريدا ، فلا من مجيب دعوات المذعورين ،ولا من رد على حناجر المفجوعين ،وزد على ذلك … فالزمن يطوى سريعا،والعرب في غفلة يعمهون ،هذا يقتل الآخر ،والآخر ينتقم من سواه . ولذلك كم تعجبني قصيدة تغنى بها أحد الشعراء المصريين الذين غادروا منتصف ستينيات القرن الماضي ، فبصم منذئذ هذا التقاتل موضحا :
وتظل الارحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا . ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا. صور ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا. وشكرا أيضا للأخ من وجدة . مع تحياتي الخالصة .
نص ملئ بمفردات متمردة اءن لم نقل سلبية وحاقدة على وضع تعيشه او ربما على وضيفة لم تعد تجيدها والنص لايتجاوز حدود القرية في تلميحاته