حين يسهد المرء ، تنتابه لوعات موجعة ، تقض مضجعه ، فيطول ليله وقد جفا عنه الكرى طيف ألم . خصوصا إذا كان هذا الطيف لقريب عزيز ، أو فقيد مميز .
فمصيبة الموت قدر محتوم ، ووجع معلوم ، ولوعات الفراق جمرها عذاب ، ترج له أركان الفؤاد المصاب . وستبقى رحى المنون تردي صرعى الأقدار ، وستظل البطن تدفع ، والأرض تبلع ، والعين تدمع إلى أن يجمع الله الناس إلى ميقات يوم معلوم .
” … ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ” . صدق الله العظيم .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
من لظى الفراق سهرت اللياليا
فسقاني السهاد هما وافيا
وتضورت من وجع البعاد تألما
على من أحببت حبا شافيا
بلعيد أيها الثاوي في رمسه
قد نلت من الاخلاق كما كافيا
وتربعت على الجود تروم به
رضا مفعما وقبولا متساميا
جبلت على السخاء فحزت ودا
من الأكثرين وتشريفا عاليا
مذ عرفتك علمتك ذا قدر
تسامى في العلا نجما هاديا
وتنسمت من عبق الرضا دمثا
تجاري به الورى خلقا ساميا
والجد منك قد تعالت مكانته
صنيعا مرضيا ونبلا صافيا
حتى غدا بك الزمان إلى علل
تفت العظم عمرا ملاقيا
وتوالت الايام تغتال نسائما
فاحت لظى وحزنا متوانيا
الى أن أسلمت الروح لبارئها
فحل الفراق قرحا داميا
تعاظمني جرحي لفقد والدي
فلما افتقدتك ازداد مصابيا
وكفكفت دمعا على الخد خارقة
تكوي الضلوع كيا قاسيا
لك من الغفار أهدى توبة
ورحمة تجني بها فوزا راضيا
وعلى الاب والأجداد كلهم
شآبيب تروي فقيدا غاليا
عبد الخالق مجدوبي
زايو 19 أبريل 2015
رحمه الله واحسن اليه.وجمعكما ونحن وسائر المسلمين في مستقر جنانه…لم يمت ابدا من خلدته بكل هذا الحب
لاأخفيك أنني كلما أقرأ مقالاتكم وقصائدكم أنبهربأسلوبكم الذي يعتمد اللغة الأصيلية والتي هي صمام أمان حماية اللغة العربية من أية شائبة؛
كما اخي الكريم نقدرالأسى والحزن الذين انتابكما وانتابنا نحن ونعرف أنه كلما تذكرتم الفقيدين ما كانا
عليه من سمو ونبل يزيد حزنكم سيما وأنكم كنتم تجلانهما وتعتزون بهما وتفتخرون بحبهما،فتجلد أخي الكريم و إعلم أن لكل أجل كتاب و أن لكل عمر نهاية وأن الأجل لا يؤخر لذا نستعين بالصبر وليس لنا في هذه الحالة سواه ورحم الله الفقيد و والدكم وجميع موتى المسلمين.
أخي خالد كم يسعدني مرورك .وأرجو الله أن يسعدك وأهلك ويمن عليك بالرضا وعلى الوالد الرحمة الواسعة
مع تحياتي الخالصة .
أخي الكريم من وجدة ،شكرا جزيلا لك على هذا الشعور الصادق .نتمنى أن نكون عند حسن ظنكم بنا ، وفي اللغة العربية التي بتنا نرميها بالعقم .فهيهات أن تكون كذلك .وأحسب أن حافظ إبراهيم قد استشعر منذ زمن هذا التجني ، فراح يتغنى بها وبعمق ما تتمتع به من حمولة قل نظيرها :
رموني بعقم في البلاد وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أدام الله عليك المسرات . وشكرا على مرورك.
اخى العزيز عبد الخالق في البداية اود ان أعرب لكم باسمي واسم الأسرة الكريمة عن مدى امتناني وتأثري بهذه المرثية والتي تركت الأثر البالغ في نفوسنا وهذا ليس بغريب عن شخص عهدناه خلوقا مرهف الحس مثلكم ,اخي الكريم إن هذه ألأبيات نزلت على قلوبنا بردا وسلاما وخففت عنا هذا المصاب الأليم ,إنا لله وإنا إليه راجعون,عزاءنا ان الفقيد كان رحمة الله عليه كما وصفته في القصيدة خلوقا كريما محبا لعائلته الصغيرة والكبيرة;وفي الأخير نشكر كل من واسانا في هذا المصاب وندعوا لهم ان يجعله الله في ميزان حسناتهم,وإنا لله وإنا إليه راجعون