” لقد وضع الشيطان السم في فم أختي” هذه الجملة التي قالها ابن خالي ذو الست سنوات تعبيرا على مرض أخته الأصغر منه سنا. لم يكن هذا الملاك يعي ما يقول لكن بالنسبة لي كانت هذه الكلمات كافية لصفعي مرات عديدة إلى درجة أنني غبت بعقلي لوهلة. صراحة، لقد نجح الشيطان في وضع السم في معظم الأفواه إلا تلك التي أغلقت نفسها قبل فوات الأوان. كم من قول فاحش نقول يوميا ؟ كم من مجمع للنميمة نشارك فيه ؟ كم من شخص حطمنا بكلمة واحدة ؟ كم من خبر زائف نقلنا دون أن نتأكد منه أولا؟
قد يرى البعض أن الأمر شبه غبي و يتجاهل الوقوف عنده، حتى يفوت الأوان و نغرق في الوحل إلى الأبد. هنا أذكر جملة مشهورة يعرفها الكثير” المستقبل نتاج الخيارات الصغيرة التى تتخذها” فعدم اتخاذ القرار للإصلاح هذا الخطأ قد يحكم على مستقبلنا بالضياع و الخاسر سيكون نحن بطبيعة الحال، شعب يعيش في الكلام الفارغ بينما العقلاء يمضون معظم وقتهم في تطوير فكرة تخرجهم إلى شاطئ النجاح.
قبل أن أرفع يدي لأكتب لكم هاته الكلمات حاولت أن أطبق ما أقول على أرضية الواقع تنفيذا لقول الله سبحانه و تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم﴾ و عملا بحكمة غاندي حين قال “كن أنت التغييرالذي تريد أن تراه في هذا العالم”. بقيام لهذا خلصت إلى بعض القواعد التي أصبحت أتبعها في حياتي اليومية لتحسين شخصيتي وغيري إن شاء الله. سأشارك معكم إياها في هذه السطور، أتمنى أن تعجبكم و تنال رضاكم.
ـ إذا سمحت لشخص أن يغتاب أخي فإني على علم تام بأنني سأكون الضحية التالية له. بعبارة أخرى، مادام أنه تكلم في غيري فإنه سيتكلم في بدون شك. معادلة واقعية.
ـ مشاركة مجموعة في الغيبة و النميمة يعني المشاركة في جني السيئات، لذلك وجب علي أن أدافع عن المغتب في غيابه بتغيير الموضوع، إن شئت أن لا أحرج المغتاب و إن لم يكف عن ذلك أوجه له أمرا بالتوقف عن أكل لحم أخيه، وإن تمادى في الأمر أنسحب بكل هدوء.
ـ نشر أخبار الناس و الضحك عليهم و الاستهزاء بهم صفة المتخلفين وهذه الأفعال هي أعظم دليل على الحسد والكراهية للغير، لهذا السبب سأحاول تجنب الأمر لأنني لا أريد أن أكون حاسدا أو كارها لأحد.
لقد منحنا الله الحياة لنعيشها لأنفسنا و ليس أن نهديها لغيرنا دون أن نشعر، لا يجب أن يكون همنا الوحيد هو “فلان”. لأن الهدف من الحياة بعيد كل البعد عن “البلبلة” و لم نخلق أبدا لهذا الغرض و إذا رجعنا إلى الحكماء القدامى سنجد أن الكل أبغض هذه الأفعال و تصدوا لها بكل قواهم العقلية و الجسدية. ومن بين هؤلاء العقلاء، الإمام الشافعي حين أتى إليه رجل و قال له: فلان يذكرك بسوء .. فأجابه الشافعى :إذا صدقت فأنت نمام … و إذا كذبت فأنت فاسق. فخجل وانصرف.
في حقيقة الأمر، اللسان سلاح يقتل الناطق والمستمع، لكن والحمد لله ليس كل الناطقين قاتلين كما أن ليس كل لسان سلاحا خطيرا. فكما نعلم جميعا ، هناك فئة كبيرة جدا تطرب الأذان عندما تنطق و يرتاح لها البال و يتمنى الإنسان أن يغوص معها في محيط رفع المعنويات و تحفيز الذات عن طريق الاستماع إلى خير ما قل و دل من الكلام.
بقلم: محمد ملاحي
أخطاء قاتلة
هذا امر صحيح اخي العزيز وقد تعيشه يوميا اذا كنت تعيش في مجتمع متخلف ولكن الامر غير صحيح اذا كنت تعيش في مجتمع متحضر . عندنا امثال وحكم كثيرة في هذا المجال . و صدق الشاعر قائلا :
نعيب زماننا والعيب فينا >>>> وما لزماننا عيب سوانا
ما كتبته ايها الاخ الكريم لا يتطلب الا المحاسبة الذاتية . وهل يوجد فينا من يعترف بخطئه . ميزة التخلف هو عدم الاعتراف بالجميل . وهنا bonjour les degats
دائما تتحفنا بالجديد والأهم
هذا طبعك طبعا
تحياتي لك
hada amron sa7i7on ya akhi ta7iyati laka
بارك الله فيك وزادك علما نافعا من صديقك الريوشي مصطفى
Bonne initiative.
En mettant ces sagesses en oeuvre, rares ceux qui échouent.
merci Mellahi.