ما إن بدأنا نتمم صياغة ورسم صورة لبرنوس أستاذنا أقليد في خرجته الطرفية, حتى خرج علينا أستاذنا البدوي من القلعة بزي من القرون الوسطى أوما قبلها, شاهرا بدل السيف وردة. وبدأ ينثر أوراقها ويتركها لنسيم الصباح يعبث بها, ويتمتم ونحن نتمتم معه تحبني “خيمينا” لا تحبني
رمى ما تبقى من الوردة وصاح حبا في “خيمينا” التي نازعه في حبها سانشو الأول. شمر عن زنده الذي لم يخنه أبدا. واستل من الغمد سيفه البتار الذي بتر ما تبقى من أندلس, في الوجدان العربي الإسلامي كان فردوسا
.
إنه آخر إبداعات أستاذنا البدوي, وفي الخلفية قلعة على خط التماس بين ما كان محمية إسبانية وأخرى فرنسية. ويا لها من مفارقة. فإبداع أستاذنا إقتبسه من نص فرنسي لكاتبه بيير غورنوي, يحكي قصة حب لفارس إسباني “لوسيد” مع حبيبته “خيمينا”. هنا ينتهي المشهد الذي دام حوالي خمس دقائق وهنا أبدأ سرد ما عرفته عن هذا المحارب من خلال النصوص التاريخية ومن خلال الموروث الثقافي الشفهي والكتابي الإسباني, والذي يمتد إلى أواسط وأواخر القرن احادي عشر
.
معروف في المخيال الشعبي الإسباني عداؤهم لكل ما هو عربي إسلامي(مورو). ومعروف في موروثهم الثقافي الكنسي تلك الصورة النمطية القبيحة المتوحشة للعربي/المسلم. وهو تصور يمتد إلى أيام حروب الإسترداد(ريكونكيستا) والتي تلتها محاكم التفتيش(لا إنكيسيثيون) التي أفَلَت بسببها آخر شمعة الإسلام فوق أرض الأندلس. وعادت تلك الصورة إلى الواجهة في ثورات الريف خصوصا بعد معركة أنوال الخالدة وما تلاها من مجزرة بعد حصار قلعة جبل العروي. كما أنه في الحرب الأهلية الإسبانية أستعمل فيها اليمين بقيادة فرانكو لتجريدات عسكرية مغربية, أغلبها ريفية, لإخافة الجمهوريين بتلك الصورة المتوحشة التي يحفضها الإسبان عن الموروس في ذاكرتهم ومخيالهم الشعبي
.
من بين تلك الشخصيات التي يستحضرونها شخصية الكاردينال ثيسنيروس, صاحب محاكم التفتيش, وسانتياغو ماتاموروس, والتي تعني سانتياغو قاتل العرب/المسلمين والتي تزين رسوماته ذابحا للموروس وتماثيل له لعديد كنائس لحد الآن, خصوصا في كنائس “كامبوإستيلا” التي تعتبر محجا مهما لكل كاثوليكيي العالم. ونجد كذلك شخصية “السيد” وهي كلمة عربية كني بها “رودرغو دياث” “الكامبيادور”, والتي تعني محارب الجبهات والساحات المفتوحة. وهو محارب قشتالي صنديد. وجامع مكوس, ومرتزق عابر بين ممالك الأندلس المتشرذمة وبين قصور الملوك المسيحيين المتناحرين لقيادة حرب الإسترداد المقدسة. بدأ كمرتزق تحت إمرة ملوك الطوائف كالمقتدر, والمؤتمن, والمستعين. وتنقل بين ممالك نافار وممالك قشتالة. عمل على قيادة “مسنادة”, وهو جيش من طائفته تحت إمرة فيرناندو الأول ملك قشتالة. ثم من بعده سانشو الثاني ضد أخيه الفونسو السادس, والذي سيخسر معركة الزلاقة الشهيرة فيما بعد, بقيادة يوسف بن تاشفين, والتي أبلى فيها المعتمد بن عباد البلاء الحسن. وحين استتبت ل”السيد” الأمور و وحد المسيحيون أمرهم تحت قيادة ألفونسو السادس من جديد. عاد “السيد” إلى مساعدة المقتدر ملك سرقسطة ضد راميرو دي أراغون. ثم عاد ليساعد ألفونسو السادس لأخذ زهرة الأندلس طليطلة من ملكها القادر. ثم حاول مساعدته لفك الحصار الذي ضربه المرابطون عن قلعة “أليدو” المتواجدة على الطريق بين مورسية ولوركا. والتي تبعد من المكان الذي أتواجد فيه حاليا بحوالي ثلاثين كلم. وهي قلعة أستراتيجية إستعملها ألفونسو خلفية لغاراته على ممالك غرناطة وإشبيلية القويتين نسبيا.
كبرت شوكة “السيد” فراح يحوز له الممالك والقلاع حتى بسط سيطرتة على مجمل الساحل الشرقي من الأندلس. كبالينسيا, ليريدا, طرطوسة, والبرانيس…قاوم كل الجيوب لكن لم يستطع قهر المرابطين, وهم آنذاك في عز شوكتهم. مات وماتت حبيبته خيمينا من بعده ودفنت بجواره في بورغوس. إلا أن جيوش الفرنسيين أيام إجتياح نابوليون لإسبانيا عبثت برفاتهما. وأعيد دفن الرفات في كاتيدرائية فالينسيا فيما بعد .
إن حكاية “السيد” أصبحت من الحكايات الشعبية الإسبانية, وصيغت حولها الأساطير. وتغنى بها الناس في أغانيهم المعروفة ب”الكانتار ديل مييوسيد”. وكتبت عنه القصص والروايات والمسرحيات التي أصبحت من أبجديات النصوص التعليمية في المدارس التي تخصص ل”السيد” وصولاته نصف المقرر وتختزل الحضارة العربية الإسلامية بالأندلس, والتي تمتد إلى أكثر من ثمانية قرون, في صفحة واحدة. أما في النصوص العربية فله ذكر. ويعرف بالسيد أو لوذريق وكذلك روذريق الكامبياتور. وينعت بالكلب الطاغية والعدو لعنه الله كما جاء في كتاب “الذخيرة في محاسن الجزيرة” لابن بسام.
وإلى نبذة أخرى عن شخصية أخرى بحول الله
ملاحظة: تحليلي لشخصية “السيد” ليس انتقاصا أبدا من جمالية وإبداع أستاذنا البدوي الذي شخص مشهدا له
قلم – رشيد محيي – إسبانيا
الشيء الذي لم افهمه ودائما أتساءل عنه وأود ان اعرف الجواب هو ان اؤلئك الملوك الذين كل واحد انفرد بمملكته وطائفته وانفرد بالمجون والحريم وشعر ابي نواس ونسي البلاد والعباد حتى اداو ودفعوا الثمن غااااليا الا وهو خسر اننا لبلاد الاندلس ببساطة وسهولة تامة حتى تفوقوا علينا سياسيا اجتماعيا اقتصاديا فنيا رياضيا عمرانا بنيات تحتية وما يزيد على ذلك بكثير ….. اما الجارة جنوبا فما تزال في دار غفلون ،،. أخى رشيد أحييت فينا روح الأندلسيات بأدبه الرائع ..سنة سعييييييييدة وكل عام وانتم بألف خير
bsmi lah arahman arahim***
tahayati ila akhi rachid
**feliz**anño nuebo** sana sa3ida ila kol abnaa zaio
wakhasatn akhi awardi maztafa wajami3 alekhwan fi mo9i3 zaiocity
wasalamo 3alaykom
Je n’ai pas vraiment compris ton message, tu as été un peu trop loin dans ton délire, revois un peu ton histoire…
J’espère que tu n’es pas un prof. de cette maitère … mes amitiés.
اما انا فقد استوعبت ابداعك الرائق,واعرف ان-زايو- لم يقصد الا الحب كما نكنه لك جميعا ايها القلم الحاني الذي لا يقول الا طيبا ولا يحس الا طيبا
قبلاتي لالياس
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا على المعلومات التاريخية القيمة ،ونشكر كدلك أستادنا المبدع حميد البدوي على تلك القطعة الفنية الجميلة .
كم كنت اسعد بحديثك عن الجنة المفقودة ، كلامك عن الفردوس كان يطول ويطول كيف لا و انت الخبير بتاريخ الاندلس من فتحها مرورا بمماليكها و و ادبائها و عمارتها … و انتهاء بسقوطها او تسليمها كما يعتقد كثيرا من المؤرخين
انها لفرصة لصبر اغوار حقبة امتدت زهاء 9 قرون و نحن نعيش الذكرى 521 لسقوطها التي تصادف اليوم الثاني من فاتح كل عام ميلادي يُعتبر يوم عيد استرجاع الإسبان لِـ”أرضهم”، و الذي يقيمون له احتفالات يعرضون خلالها كل ما يشير إلى تلك الحقبة الإسلامية بالأندلس، اني ادعوك اخي ان تطل علينا من نافذتك في هذا الموقع بطلات تسرد لنا فيه تاريخ الفردوس المفقود .
أما كونك لست أستاذا في هذه المادة كما يدعي -زايو- لا يمكن ان نفسر ذلك ،اذ لا يكفي ان تكون استاذا حتى تكون ضليعا بمادة معينة
بوركت يا صاحب القلم الذهبي
سلمت يداك وتربت يا أستاذ المقال جاء في وقت يصادف سقوط الاندلس في أيدي الصلبيين ، لقد نورتنا نور الله طريقك و فرشه الله بالعلم و المعرفة
و أقول للمدعو زايو :
تَعلَّمْ فَلَيْسَ المرْءُ يُولدُ عالـمًا وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كمَنْ هُوَ جاهِلُ
فإنَّ كبيرَ القومِ لا عِلْـمَ عندَه صَغيرٌ إذا التفَّتْ عليه الجَـحافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القوْمِ إنْ كانَ عالمًا كَبيرٌ إذا رُدَّتْ إِلَيْه المَـحـافِلُ
الابيات للمتنبي
البيت للشافعي يا حنكوري,وليس المتنبي ممن يدعون الى علم ولا ينشغلون بناد او مجلس او حلقة درس,لقد كان جبلا على جواد لا تستقر به كما بسواه الصهوات ولا يانس لغانية ولا يلذ بحديث ولايقيم ببلد,
فاني استريح بذي وهذا—————-واتعب بالاناخة والمقام
….وملني الفراش وكان جنبي————يمل لقاءه في كل عام
الى اخر القصيدة
البيت للشافعي وزايو انتقد ولم يسب ولم يقدح فلا تصب الزيت على النار,واعذر وقاحتي
شكراً يا خالد على التوضيح ،لكن لا تدافع عن زايو الدي كان قاسياً في تعليقه على اخينا و كاتبنا المتميز رشيد محيي المتمكن من التاريخ وخاصة الفردوس المفقود الأندلس أكتر من اساتدة التاريخ نفسهم .واصل يا رشيد .نورنا وامتعنا كما عهدناك دوماً في هده البوابة المتميزة .
سلام الله عليكم جميعا.
سعيد بعودتي للتعاليق بعد طول غياب. وهو غياب قسري لا شك من يعرف بحالي سوف يعذرني. سعدت بأن ألتقي بالأحبة والأصدقاء عبر هذه النافذة وأسمع رأيا لأخي وصديقي عبد القادر لخنيفري. والذي أعده بأني سأعمل ما استطعت فيما سنستقدمه من أيام إن شاء الله لآتيكم ببعض قبس من تاريخ الأندلس. وسعدت بتعليق أخي وصديقي ميمون الراينا حارس النجم الآفل واتحاد زايو المندثر واقعيا والباقي في وجداننا ما الله أحيانا. سعدت بتعليقك أخي كما سعدت بسماع صوتك على الهاتف. فجمعت بذلك بين الصوت وصورتك التي أحفظها لك في ذاكرتي
.
فرحت بتدخل صديقي وأخي أبو أحمد خالد بن أحمد البدوي الشاعر والأديب وعراب اللغة وفنانها. ولو علمت أن تدخله سيأتي ليدفع بعض سوء فهم عني لتمنيت ورجوت أن ينتقدني أخونا الكريم “زايو” في كل مقالة أكتبها لأشنف مسمعي بما يجود به علينا من تعاليق, والتي أترصدها في كل مقالة أو حدث يطلع على موقعنا العزيز”زايوسيتي”. لكن لي عتب له وعليه لأنه يقتر في إبداعاته وننتظر طلوعه علينا بشعره وأدبه طلوع البدر في الدجى
.
أخي رضا شكرا لك على ثنائك وحسن سريرتك. كما أشكر الأخ العزيز ابن سيدي عثمان على ما جاد به علينا من إيضاحات تنم عن إطلاعه الجيد على تاريخ الأندلس وأدبياته. والحقيقة أني لم يفاجئني تعليقه لتعودي السابق على سعة أفكاره وغزارتها وشموليتها. سلمت أخي من كل مكروه وأعدك بأندلسيات قد تغيب بعض تجلياتها حتى في كتب التاريخ الرسمي
.
أخي العزيز ميمون الحنكوري أشكرك على ثنائك وعلى أبياتك التي ذكرتنا بما قالته العرب في حق العلم وطلبه وطلابه. وإذا كان أخي خالد قال إنها للشافعي, فخير الكلام ماقاله خالد. تحياتي أخي العزيز
.
لم تكن التعاليق كلها ثناء بل كان تعليق أخينا زايو والذي تركت التعليق على عتبه ونقده لأختم به قولي, ليس إنتقاصا, حاشى لله, بل لأوفيه حقه
.
من خلال رأيه أحسست وكأني جئت شيئا إِمرا بحديثي عن شذرات من تاريخ “السيد” ورمزيته في المخيال الشعبي الإسباني الذي يحمل ضغينة تاريخية لكل ما هو عربي ومسلم. وسردت بعضا من هذه الرموز كالكاردينال دي ثيسنيروس, وسانتياغو ماتاموروس. والتي تصل رمزيتها حد القدسية في هذا المخيال. وما زالت كتبهم المدرسية بإيعاز كنسي كهنوتي تحتفي بهم وتخصص لهم نصف المقرر, ونجد تاريخ العرب والمسلمين بالأندلس يختزل في صفحة أو دونها
.
في معرض تعليقي على إبداع أستاذنا البدوي أشرت له أني لدي تحفظ على هذه الشخصية. ووعدته أن أخصص له مقالة تسلط الضوء على هذه الشخصية التي طبعت التاريخ الأندلسي. وهذا ليس انتقاصا من إبداعه الذي يكسر دوما الجمود الذي تعرفه مدينتنا. فإذا كان حديثي انتقاصا. وكنت ترى الأشياء من هذه الزاوية وبهذه الفلسفة للتعاطي مع الأحداث والإبداعات, فسيكون كل من مثل دور أبي جهل أو أبي لهب في الدرك الأسفل من النار. وسيكون “أنطوني كوين” محشورا في زمرة الأنبياء والشهداء والصديقين لأنه مثل دور “حمزة” عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, ومثل أيضا دور الشهيد عمر المختار في رائعتي العقاد. بل إني أثنيت على إبداعه وكل إبداعاته وأنا المعجب دوما بشمولية ثقافته وبمساحات الإبداع عنده. وهي ليست وليدة اليوم بل هو من من الشخصيات التي طبعت عقلنا الجمعي. وبالمناسبة أنا أحييه من جديد على ثوريته وتكسيره المتتالي للرتابة الثقافية بزايو
.
أما ما فسرته أنا انتقاصا من شرعيتي “التأريخية”, فأقول لك أخي الكريم أني لست بأستاذ تاريخ لكني باحث فيه. ومذ وصلت إلى هذه العدوة وهاجسي كبير وهمي أكبر لأعيد في مخيلتي,صياغة التاريخ الذي درسونا إياه. فوجدته منتقصا. فبحثت في أرشيفاتهم وكتبهم, فوجدت أن حيفا كبيرا وسوء فهم كبير يطال هذا التاريخ المشترك. فبحثت في الرمزية, وفي الصورة النمطية, من زاوية تاريخية ومن خلال إختصاص علم الإجتماع. فوجدت أن هذه الصورة القبيحة هي تراكمات مراحل وأحداث زادتها قتامة تدخل الكنيسة في التاريخ والمخيال الشعبي, وهي تبدأ منذ الفتح الإسلامي إلى فتح علب السردين على شواطئ الأندلس, بعد لفظ الأمواج لجحافل المهاجرين وحراقاتهم(وهو بالمناسبة مصطلح قديم استعمله ابن خلدون,وأشرت إليه في مقالاتي حول المغرب الأخضر). مرورا بحروب الإسترداد, ومحاكم التفتيش التي ما إن زارني زائر هنا إلا وأخذته ليرى متحفا يخلد تلك الذكرى.
تعريجا على حرب الريف التي فتحت جرحا غائرا في هذا المخيال, وما تلتها من تجنيد المغاربة خصوصا أهالي الريف في الحرب الأهلية…
لتواجه هذه الصورة البشعة للموروس كان علي أخي الكريم أن أبحث في تاريخهم وفي تاريخنا(اللارسميين), واعتمدت كثيرا على عاداتهم ورواياتهم الشفهية. ودخلت أرشيفهم, فوجدتني بحمد الله محصنا ومقارعا الحجة بالحجة. وقد أكون كما وصفتني أهذي إن قلت لك أني استطعت بحول الله, أن أغير مقدمة آخر الروايات لروائي تاريخي اسمه خوان خوردان, وهو دكتور محاضر في التاريخ القديم والأركيولوجيا. قبل أن يطبع روايته التي استمد مادتها من آخر بحث أركيولوجي ميداني وجدوا في كهف من كهوف موجودة بين مورسيا وألباسيتي(الباسطة) لمحارب مسلم محاط بعتاده وأسلحته.
سأكون أهذي, وقد أتهم على أني أتطاول على الفقه والفقهاء حين أقول أني دحضت كل مغالطاته حول الإسلام و”عنفه”, حين أتاني باحثا وترك لي مسودة كتابه لأعبر له عن رأيي. وقد غير مقدمته وأهداني كل كتبه, متمنيا أن يجمعنا أكثر مما يفرقنا, وأن نصلي كلنا للواحد الأحد.
آأكون أهذي إذا قلت اني أعدت قراءة تاريخ محيي الدين بن عربي المرسي وتصوفه هنا. وقد عرض علي مشروع إصدار كتبه بصوتي لمن يتعذر عليه القراءة, أي إصدار كتاب صوتي لمؤلفاته, والتي أهدوني الكثير منها. ابن عربي الذي سمعت عنه أول مرة في حصة الفلسفة لأستاذنا إبراهيم. أأكون أهذي واتهم بالزندقة والمغالاة والتصوف إن أنا تقفيت آثاره هنا في مكان ولادته بمورسيا. أم سأتهم بأني أأسس لزاويتي الوصلية, وأجمع لها المريدين على زايو سيتي
.
قد أكون أهذي إن قلت لك أني وخلال حضوري لمحاضرة لصديق مختص وأستاذ في فلسفة التاريخ, نقلت وقائعها على التلفزة المحلية. حين انتهى عاتبته لأنه في محاضرته حول أدبيات الرحلة, متذكرا لبعض رموزها الغربيين. نسي أو تناسى ابن بطوطة الذي فاقت رحلته ثلاث مرات ما قام بها ماركوبولو, والتي تشكك بعض البحوث في صحتها وتقول أن ماركو إعتمد على رحلات سابقة له…. أصابتني الدهشة حين وجدت صديقنا المحاضر يجهل ابن بطوطة ويجهل أدب الرحلة عندنا
.
سأكون أهذي إن أنا حاولت قراءة تاريخ الريف المنسي والمبتور من تاريخنا الرسمي لأستعمله ورقة ضد كل المتباكين من الإسبان على شعب جمهورية الصحراء الوهمية, والذين يقولون, بمثقفيهم وبجهالهم, وبنخبتهم وبرعيعهم, أنهم يحسون بمسؤلية تاريخية إزاء الصحراويين. فأقول لهم ولم لا تحسون ببعض مسؤولية إزاء الريف وأهله الذين نكلتم به وبناسه واستعملتم الغازات السامة لكسر شوكتهم, وأجهضتم لهم حلم دولة كانت له راية وعملة ودستور. وما محل إعراب وأين رد الاعتبارلمن قضى نحبه في حربكم الأهلية, ورد الإعتبار للأرامل والثكالى وعمتي واحدة منهن. صدقني أخي الكريم أن أغلبيتهم يجهلون كل شئ. وحين يقولون آت ببرهانك إن كنت صادقا فأحيله على أرشيفهم الذي يذكر ما لا يذكره لا أرشيفنا ولا تاريخنا
.
ستقول أني أهذي حين أقول أنني قرأت تاريخ جبل طارق وسبتة ومليلية وجزرنا لأدحض بها مزاعمهم حول سبتة ومليلية وجزرنا. وربما سأسرد يوما طرفا حول هذه المحطات.
ربما سأكون أهذي حين أقول أن آخر معاقل المورسكيين بالأندلس لم تكن غرناطة ولا سقوطها سنة 1492. بل آخرمعاقلهم بعد ثورات جبال البشارات نواحي غرناطة. كان هنا ناحية مورسية وبالضبط في منطقة الرقوطي. وقد بحثت في أرشيف محاكم التفتيش ووجدت كيف كانت للكنيسة مراقبين يتحرون مدى انسلاخ المورسكيين المتبقين عن دينهم ولسانهم وعاداتهم. وقد أكون أهذي إن قلت أن حتى tapa
والتي يعرف الكثير معناها قد خرجت من رحم محاكم التفتيش, وسأذكرها إن شاء الله في موضعها.
حمدت الله أن أعطاني أستاذنا البدوي بإبداعه فرصة الحديث عن “السيد” ورمزيته على الأقل لزوجتي التي كانت تجهله ولإبنتي التي هي في سن التمدرس, لتكون لها بعض معرفة من هذه الرموز. ولتكون على بينة حين تفتح الكتاب المدرسي ولا تبهر كما ينبهر, عن جهالة, أهل هذه العدوة برموزهم وأوثانهم وبدعهم
.
أختم قولي بالقول أنه إذا كان هذا هذيانا, فمرحبا به ومرحى. وإذا كان الهذيان بهذه الطمأنينة الروحية والوجدانية فلا أفاقني الله منه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وسنلتقي بحول الله في جزئي الثاني من هذيان “جدي واعليوة والرمانة”
Chokran 3la alma3loumat attarikhiyya annadira .
أخي رشيد ،ذكرتني بتلك الجلسات الصيفية الأدبية ،كم كنت أشعر بالسعادة والانتشاء وأنت تسرد وتحكي بتفصيل عن تاريخ الأندلس وتلك الحقائق التي غيبت عنا ،لكن تلك السعادة تحولت إلى حزن وحسرة على الفردوس المفقود ،حسرة على التاريخ المنسي ،وحسرة على سقوطها بعدما تجزأت إلى دويلات متنازعة خاصة بعد سقوط الدولة الأموية سنة 399 هجرية ،ننتظر منك المزيد ،سلام إلى العائلة الكريمة ، اعتذر عن طول الغياب ،