لا يمكن ان ينكر احد الدور الوطني الكبير الذي اضطلع به العمال المغاربة المقيمين في الخارج منذ بداية السبعينات حتى اليوم ،في الإسهام بشكل ملموس في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلاد.
فبدا بالحقل السياسي ،لقد قدمت هذه الفئة من المواطنين كامل الدعم لقضايا الوحدة الترابية وغيرها وكانت ولازالت من بين الجاليات الأولى التي أسست لثقافة ما يصطلح عليه بالدبلوماسية الجمعوية ،حيث تمكنت من تعبئة كافة شرائح هذه الفئة للدفاع على مصالح المغرب وإيصال وفرض مواقفه لدى الجهات المقررة الإقليمية والدولية.
وبالرجوع إلى مسلسل صراع البلد مع الجارة الجزائر حول ملف وحدتنا الترابية ،يمكن بسهولة رصد الموقف البطولي الذي لعبته تنظيمات مغاربة الخارج لإفشال مجموعة المخططات الكيدية التي كانت تقوم بها من حين لأخر ضد المغرب ، بعض التنظيمات الجمعوية المدعومة من المخابرات الجزائرية سواء باسبانيا أو بفرنسا أو بغيرها من الأقطار الأجنبية .
البارز في عطاء هذه الفئة تجاه بلدها ،تجسد في الجانب خاصة في مجال تمكين المغرب من استثمارات هامة كان لها الوقع الكبير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتضامني مع كافة مناطق المغرب .
فتحويلات مغاربة الخارج لوحدها أضحت تضاهي آو تفوق مدا خيل السياحة الوطنية برمتها حتى كاد المغرب يصنف بلد ا لا يعتمد على الفلاحة فقط بل أيضا على سواعد أبنائه وبناته,عن طريق موارد مالية شهرية تصب في مجالات التضامن العائلي ، الذي يشمل جميع افراد العائلة منهم الوالدين والإخوة والأخوات و الأرامل وابنائم وحتى المعطلين منهم ،انه التضامن في انبل معانيه.
لقد أصبح مألوفا، أن نلاحظ مع نهاية كل شهر أو بمناسبة الأعياد الدينية ، طوابير طويلة لمنتظري الحوالات القادمة من الخارج أمام مراكز الاستخلاص يفوق كثير تلك التي تكون أمام مراكز استخلاص حوالات التقاعد. وإذا كنا لا نشعر بوطأة الأزمات الاقتصادية والمالية في تامين حاجياتنا الاساسية بخلاف ما يحدث ألان بدول أوروبية عريقة ،وإذا كان جزء كبير من عاطلينا المحصيين منهم وغير المحصيين لا يشعرون بحرقة البطالة ، واذا …….واذا ،فجزء يسير من هذا الفضل يرجع لإيرادات مغاربة الخارج بفضل تضحياتهم براحتهم ومقاومة البرد وسوء الطقس وقضاء ساعات طوال من الكد بين العمل والنتقل.
وفي مقابل كل هذا لنتامل حول حجم وطبيعة الاهتمام الذي يخصص لهذه الفئة ضمن السياسات العمومية, في محاولة للجواب على هذا السؤال واستناد ا لما نستقيه من أراء ومواقف شرائح مختلفة منتشرة في أقطار أوروبية مختلفة من مغاربة العالم ، يمكن أن نصف هذه جهود الحكومات المغربية المتعاقبة حتى بالمحتشمة ولأترقى إلى مستوى ما تستحقه هذه الفئة.لقد شجلنا فعلا مجموعة من المبادرات خاصة تخصيص يوم 10 غشت من كل سنة للاحتفال بعيد رمزي لمغاربة العالم وبالمناسبة فالاهمية التي تعطى لهذا اليوم تعكس مستوى الاهتمام المخصص لهذه الفئة ثم إ نشاء كتابة دولة تعنى بشؤونهم و هيئة خاصة بمغاربة العالم في محاولة لتحييد انخراطها في المشهد السياسي للبلد. ومع ذالك يبقى عدد كبير من الانتظارات والمطالب بعيدة عن اهتمامات المسؤولين واغلبها ضل محط وعود غير صادقة تعطى خاصة خلال الزيارات الخاطفة التي يقومون بها للخارج.
فباستثناء العناية الملكية الدائمة بقضايا هذه الفئة خاصة سنة تنظيم كل سنة عملية العبور طيلة 4اشهر لاستقبالهم خلال العطلة الصيفية, لم يسبق ان سمعنا عن استجابة حقيقية لجهات اخرى للعديد من الشكايات التي تصدر عن هذه الفئة في قضايا عديدة ،فالشهادات التي تأتي من الخارج لا زالت تعتبر السياسات الرسمية تجاهها مجرد مصادر تمويل مريح لقطاعات منسية لم تستطيع الدولة الوفاء بها فهناك من يسميهم “باموالنا في الخارج”.فالمقاربة المعتمدة تجاههم لا زالت لم ترقى الى مستوى ما يستحقونه من اهتمام وتقدير كباقي المواطنين .فمسار اغلبهم يبدأ بالابتزاز من اجل الحصول على جواز السفر والتاشيرة ليدخل في مسلسل العمل فناء العمر في العمل في بلاد العمل خدمة لمدينته او قريته وبلده المغرب ليعود في أخر المطاف في أحسن الحالات إلى بلاده على مثن صندوق.
فالمطالب كثيرة ولا يمنك أن يسعها هذا العمود المتواضع بدءا بمحن القنصليات ،والابتزاز عند الرجوع والعودة وخلال الاقامة ومشاكل العدالة ومشاكل قطع الثيار الكهربائي وكذالك الماء لعدم اداء فاتورة 10دراهم بدون استهلاك بسبب الغياب .
فرغم كل هذا استقر هؤلاء في بلاد المهجر وأنجبوا رجال ونساء ورثوا حب البلد عن أبائهم والتضحية من اجله ،فعلى سبيل المثال لا الحصر ، حتى المسؤولون عن الرياضة في المغرب وخاصة تشكيل الفرق الوطنية في جميع الرياضات اصبحوا في غنى عن بدل أي جهد في سن سياسات تكوينية لإعداد الرياضيين ما دام أن مغاربة الخارج امنوا للبلاد خزان لا ينضب من الرياضيين في المستوى العالي .
وفي هذا المجال ،هناك منا من يقول انه هولاء اللاعبين الذين فضلوا البلد على اشياء اخرى لا يجيدون ترديد حتى النشيد الوطني ،اقول لهم بالمناسبة لو كانت المواطنة تقاس بحفظ النشيد الوطني عن ظهر قلب لتبوا التلفزيون المغربي الذي يردده عند كل افتتاح وعند كل اغلاق لبرامجه مكانة الشرف في مجال المواطنة.
ولعل من بين المطالب الاساسية المتعلقة بترسيخ الهوية المغربية الاسلامية عند ابناء مغاربة الخارج ضعف عدد الاساتذة الموفدين من قبل المسؤولين الى الخارج لتلقين دروس اللغة العربية لفائدة ابنائهم وهو ما يعطي رغم هذا التجاهل ،مغاربة يموتون في حب بلدهم لكن لا يتكلمون اللغة العربية فباستثناء مبادرات التطوع الذي يقوم به مسيري المساجد في جميع البلدان والمدن المتمثلة في تجنيد الشباب للقيام بهذه المهمة في نهاية كل أسبوع لكانت قد طمست نهائيا هذه الهوية , وبهذ المناسبة ،الشكر والامتنان لهؤلاء و جزاهم الله خير ما يفعلون .
هذا أمر لا يتطلب إلا الإرادة وإدراك مخاطر طمس الهوية المغربية والإسلامية ،أن إيفاد مجموعة من رجال ونساء التعليم إلى بلد المهجر ليتكلفوا بتدريس اللغة العربية وهو أمر معروف لكنه لم يرقى بعد إلى العدد المتطلبات المتزايدة لدى مغاربة الخارج مع العلم أن عددا من البلدان وجمعيات المجتمع المدني هناك مستعدة للشراكة في تحمل جزء من الأعباء المادية واللوجستيكية
وفي الأخير، أتمنى أن تجد هذه الرسالة طريقها إلى قلوب وضمير كل من بهمه الأمر للخروج من هذه الوضعية غير المشرفة تجاه مغاربة العالم ،ومتمنياتي بإقامة مريحة وسعيدة في البلاد لم فضلوا قضاء عطلة نهاية السنة ثم حظ سعيد لباقي أخوننا وأخواتنا الذين لم تسعفهم الظروف للمجيء
والسلام
التدلاوي محمد
ما من مهاجر ومغترب في بلاد الغرب الا وله عائلات وأقارب يعولها ويقدم لها المساعدة اما من قريب او من بعيد ومع ذلك فهذه العائلات غير مسرورة بما يقدم لها من مساعدات فهي ترجو المزيد والمزيد وهذا غير متاح نظرا للازمة والتقشف وكان خطيب الجمعة الاخيرة قد تطرق لهذا الموضوع وشكر الجالية على ذلك ًًً كما لا يفوتني ان اذكر ان ملايين الاؤرو هات إبان وصولها الى الوطن الا وتصدر من جديد وتعود الى الأبناك السويسرية من طرف اصحاب الهيئة وأصحاب الملايين او يأكلوها باااااااااااردة واخدم ياتاعس للنااااااااعس
شكرًا الأخ التدلاوي على هذا المقال. شكرًا زايو سيتي
سنة سعيدة
Awalan tahiya ilayka ostadi al3aziz,wa ila jami3 asatidat hassan bno tabit allati ahtafido laha bidikrayat jamila,taniyan achkoroka 3la hada al mawdou3 al hassas ,fa anta bari3 kama 3awadtana min zaman
Merci pour cet article reconnaissant la responsabilité de la Communauté Marocaine envers sa Patrie. Merci cher frére.
قد لا أكون بالغت إن قلت لأستاذي الكريم بان تعليم أبناء الجالية اضحى الهم الأثقل الذي يحمله كل مغربي تسري في دمه مغربيته ووطنيته
وقد لا أكون أيضا قد بالغت إن قلت أن أغلب من يتلذذ بهذه الوطنية هم تلك الفئة من المغاربة الذين لا يعيشون في مغربهم بل في غربتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم الاستاذ الفاضل السيد التدلاوي على هذا الموضوع القيم الذي تشرفتم بنشره في هذا الموقع والذي اشرتم فيه للدور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي ساهمت فيه الجالية المغربية بالمهجر وما زالت تساهم فيه رغم الازمة الاقتصادية والمالية التي اجتاحت اوروبا فالجالية ما تزال تساهم في اقتصاد البلاد والرفع من مستواه وتساند المغرب في كل القضايا الوطنية واما قضية التعليم فقد اصبحت المساجد تلعب دورا مهما في تعليم الاطفال اللغة والدين والحفاظ على الهوية الوطنية واليوم والحمد لله اصبح لديها مساجد عديدة واساتذة كفؤ للقيام بهذا الدور وفي الاخير تقبلوا منا فائق الشكر والامتنان استاذنا الفاضل وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله
ردا على الأخ الحاج محمد البالي
أخي الكريم لا أحد يشك أو يقلل من الدور الدي تلعبه المساجد في أوروبا في الحفاظ الهوية وتعليم اللغة وأسس الدين إلا أن ما نصبو إليه كمهاجرين هوا
المضي قدما بأبناء هده الجالية
ولا يمكن ان يحصل دلك إلا بأكفاء وخبراء في هدا الميدان
الشيء الدي نفتقر إليه
تصحيح
ردا على الأخ الحاج محمد البالي
أخي الكريم لا أحد يشك أو يقلل من الدور الدي تلعبه المساجد في أوروبا في الحفاظ على الهوية وتعليم اللغة وأسس الدين إلا أن ما نصبو إليه كمهاجرين هو:
المضي قدما بأبناء هده الجالية
ولا يمكن ان يحصل دلك إلا بمساعدة أكفاء وخبراء في هدا الميدان
الشيء الدي نفتقر إليه